أين يقف تيار “المستقبل” من تداعيات سقوط القصير وريفها؟
موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:
هل ستصبح المعادلة التي كانت “النشرة” قد كشفت عنها منذ أشهر طويلة عن أنّ صمود النظام السوري سيؤدي لانهيارات متتالية للانظمة التي شكلت رأس الحربة عليه حقيقة واقعة مدموغة بتوقيع موسكو وايران؟ وماذا سيكون الموقف الاقليمي بعد ان تمكن الجيش النظامي من قلب المعادلة واستعادة المبادرة من خلال فرض سيطرة كاملة على ريف القصير الممتد من السلسة الشرقية ولغاية مدينة حمص مع ما يحمله هذا الريف من معاني استراتيجية لاهميته البالغة في وصل المحافظات السورية بعضها ببعض؟ وأبعد من كلّ ذلك، ماذا بعد القصير؟
اسئلة كبيرة ومتشعبة شغلت الاوساط اللبنانية، وشكلت محور اجتماع غير معلن لقيادات رئيسية في تيار المستقبل بحسب مصادر سياسية متابعة، خصوصا ان سرعة التطورات بما تحمله من محطات لم تكن متوقعة وقد أربكت شارعه واوقفته عاجزا عن المواكبة. وتلفت المصادر إلى أنّ الانهيارات المتسارعة لـ”جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر” قد تطاول سريعا قواعده في البقاع والشمال كما طرابلس وصيدا، كما أنّها مرشحة لمزيد من التداعيات في حال تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على أرياف حلب وادلب، وذلك في ظل معلومات متنامية عن اتفاق ما بين النظام السوري وحزب العمال الكردستاني الذي يفرض سيطرة واسعة على خطوط التموين مع تركيا.
وبدا من مصادر المجتمعين أنّ التيار الازرق بحاجة ماسة إلى حراك سريع يؤجل سقوطه ويقيه شر التداعيات، خصوصا في حال لم يتمكن الجيش من اعادة الهدوء الى طرابلس التي طالما شكلت الخزان الشعبي للتيار المذكور، وهذا ما يبرر تراجع حدة مواقف نواب المدينة تجاه الجيش واستبدال الهجوم عليه بدعوته لفرض الامن وسحب السلاح من المدينة.
واللافت، دائما وفقا للمصادر، أن الغطاء النسبي الذي منحه سياسيو المدينة لقيادة الجيش لتنفيذ الخطة الامنية ولو بالقوة جاء بالتزامن الكامل مع الاعلان عن سقوط مدينة القصير، ومع اندلاع الاحتجاجات في تركيا ما يوحي بأنّ البلاد باوضاعها الامنية وملفاتها السياسية تسير على الوقع الاقليمي من جهة وتطورات الازمة السورية من جهة ثانية.
في هذا السياق كشف المصدر أنّ المجتمعين تلقوا اتصالا من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري حثهم فيه على استيعاب الشارع للحد من الخسائر المعنوية التي لم يتمكن التمديد لمجلس النواب من الحد منها، خصوصا ان رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لم يحرز اي تقدم بالرغم من مرور ثلاثة اشهر على تكليفه، فضلا عن أنّ تمديد مجلس النواب لنفسه، والذي جاء بضغط من الفريق الاذاري، لا يبدو ايضا من اولاد السلامة كونه يحمل اسبابا جوهرية لقبول الطعن به، اضافة الى ان مصلحة التيار قد تكون في تأجيل لاشهر معدودة وليس لسنة ونصف لا يمكن لاحد ان يتكهن ما قد تحمله من اخفاقات جديدة تطيح بامكانية ابقاء التوازن الراهن على حاله.
وليس بعيدا عن ذلك، تكشف المصادر أنّ الطعن المزدوج المقدم من الرئيس ميشال سليمان ونواب التيار الوطني الحر قد يجد طريقه الى الاقرار تمهيدا لاستبداله بتمديد تقني يعطي التيار فسحة من الوقت لاعادة ترتيب اوراقه وجدولة اولوياته في ظل التداعيات المتوقع لها ان تشكل كرة ثلج تأخذ بطريقها صغار اللاعبين، والتعبير دائما للمصادر.