أوساط الديار: فرص الجيش في إعادة الأمن إلى طرابلس لا تزال ضئيلة
رأت أوساط شمالية مراقبة ان “أخطر ما يجري في عاصمة الشمال هو ترك المدينة رهينة لحفلة التحريض الجنونية التي يقودها المتطرفون الذين يتحركون تحت عنوان ما يسمى “بأولياء الدم” لتغطية الإعتداءات المذهبية على الناس، ولممارسة هذا التحريض غير المسبوق على الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية لا سيما الجيش اللبناني، ما يدل عن تنامي الدور والعامل الإقليمي المؤثر بقوة بأحداث طرابلس خصوصا في جولتها القتالية رقم 18 التي تأتي في ظل تحولات وتطورات كبيرة في المنطقة التي لا يعرف احد إلى أين ستأخذ مدينة طرابلس خصوصا والبلاد عموما”، لافتة إلى ان “الأمور باتت مكشوفة وواضحة لناحية علاقة وارتباط ما يجري على الأرض بالمحيط والجوار اللبناني حيث أن التوجهات السياسية لبعض الدول الإقليمية الفاعلة باتت هي الآمر الناهي لقادة المحاور ومجموعاتهم المسلحة التي تضم آلاف المقاتلين المدججين بكل أنواع الأسلحة في حين أن القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي لا يتجاوز عديدها الـ 2000 عسكري ما يجعل الدولة اللبنانية في حالة العجز وعدم القدرة لحد الآن على التدخل لحسم الوضع في المدينة، لمصلحة تثبيت الأمن والإستقرار ونزع فتيل الفتنة المذهبية التي تتفاقم مخاطرها في ظل حملات التحريض المستمرة لزرع بذور الحقد والتفرقة بين أبناء المدينة، ولعل ماشهدته المدينة آخيرا من اعتداءات على مواطنين ومحلات تجارية يملكها مواطنون من الطائفة العلوية بات يستدعي دق ناقوس الخطر لدرء اندلاع نار الفتنة التي ان وقعت في مدينة طرابلس ستمتد ألسنة لهيبها إلى كل لبنان”.
وأشارت الاوساط في حديث إلى “الديار” الى أن “فرص الجيش في إعادة الأمن والإستقرار إلى المدينة لا تزال ضئيلة خصوصا أن المواقف السياسية التي صدرت بعد مقررات بعبدا لا تبشر بالخير. إلا أن ذلك لا يلغي أن قرار تكليف الجيش الأمرة في طرابلس هو خطوة بالإتجاه الصحيح لضبط الفلتان والفوضى العارمة التي تشهدها المدينة التي وصلت فيها الأمور إلى مرحلة بالغة الخطورة بعد تكرار الإعتداءات على مواطنين أبرياء بخلفيات طائفية ومذهبية تتعارض مع تقاليد المدينة ونسيجها الوطني الذي لطالما كان المثال في الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك”.