“أميركا والإبادات الجنسية” ..فيلم رعب حقيقي ..!!
موقع قناة المنار ـ
زينب الطحان:
أميركا والإبادات الجنسية..أكثر ما يثير الدهشة في هذا الكتاب إشارة الباحث في المقدمة إلى معلومات رسمية عن اقتراح برنامج حكومي أميركي في وثيقة وضعها “هنري كيسنجر” في العام 1974 لقطع دابر نسل 13 دولة، ضمن مدة ربع قرن. وتأكيده أن هذه السياسة متبعة إلى الآن، في عهد الرئيس باراك اوباما، وإن كانت تحت مسميات محايدة ذات مضمون إنساني.
عنوان الكتاب “أميركا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض”، الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر. مؤلف هذا الكتاب منير العكش أستاذ اللسانيات واللغات الحديثة ومدير البرنامج العربي في جامعة سفك ببوسطن في الولايات المتحدة الأميركية. وهو شخصية علمية وفكرية تحظى باحترام، علمًا بأنه يعرّف نفسه بأنه سوري المولد، فلسطيني بالاختيار.
– التخلص من النسل
موضوع الكتاب إذاً هو التخلص من نسل أمم ترى المؤسسة التي تحكم الولايات المتحدة أنها تشكل عبئًا على برامجها. هذه وثيقة سرية أفرج عنها، المؤلف جعلها مدخلاً للخوض في تاريخ نشأة عقدة التفوق الأنغلوسكسوني على بقية مخلوقات الأرض، فتبين له، أن أصولها تكمن في التطرف الديني البروتستانتي، الذي يعدّ نفسه الاستثناء وخليفة الله على الأرض (ينقل المؤلف عن ممثلي هذا المنحى العنصري قناعتهم، بل إيمانهم بأن الولايات المتحدة يحدّها شمالاً القطب الشمالي، والقطب الجنوبي جنوبًا، أما حدودها الشرقية فتبدأ بالإصحاح الأول من سفر التكوين، وحدودها الغربية يوم القيامة). أي إنها مملكة الرب على الأرض وهي وريثته في هذا العالم، ثقافيًا واقتصاديًا.
لا شك في أن أي إنسان عاقل سينظر إلى هكذا فكر بابتسامة على “هبل” أصحابه، لكن عندما يعلم المرء اتكاء هذه الأفكار والنظريات على مراجع عن الموضوع، كثيرة، أشار إليها الكاتب ضمن المؤلف وفي قائمة المراجع، لم يكتبها مصابون بجنون العظمة، وإنما علماء خريجو جامعات يشكّلون مؤسسة قائمة بذاتها ترعاها إدارة المؤسسة الحاكمة في تلك البلاد وجامعات منها جامعتا “واشنطن” و”جون هبكنز” اللتان تبنيتا وثيقة هنري كيسنجر، فلا بد من أن يصاب بالهلع، لا بل بالرعب، لأنه يمس حياة كل منا في ديار العرب والإسلام، لكنه يمس غيرنا من الشعوب أيضًا.
التفوق العنصري :
المؤلف عاد إلى جذور فكرة التفوق العنصري فعثر عليه في البدايات، في وهم التحدر من إسرائيل التوراة، وتالياً وهم حق امتلاك الأرض وما عليها.
فغزو أوروبا الغرب، عنى للأغلبية في ذلك الوقت، تماهٍ مع (خروج العبرانيين) إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً، كما تقول التوراة، وهذا ما يشرح تكرر ورود إطلاق المهاجرين الجدد أسماء مثل (فلسطين، إريحا، دمشق، لبنان. . . إلخ) على مستقراتهم الجديدة في “أميركا” التي قطنها وقت الغزو الأوروبي أكثر من مئة مليون هندي (الهنود الحمر) فأبادهم الغزاة القادمون من الشرق، وفق برامج وخطط، وليس بالصدفة، كما يثبت الكاتب، اعتمادًا على مؤلفات من شارك في أعمال الإبادة المروعة تلك، والتي شارك في بعضها أشخاص صاروا روؤساء على تلك الدولة المتشكلة حديثًا.
يلاحظ القارئ أن نصف صفحات الكتاب تحوي الهوامش وقائمة المراجع وكلها صادرة في الغرب، ما يمنح الكتاب صفة علمية بامتياز، مع أن المؤلف أنهاه بملحق محتواه سياسي تمامًا بعنوان” أنكل أوباما ولسانه المشقوق”، ورغم أنه استخدم في بعض الأحيان أسلوبا أو تعبيرات تهكمية. الكتاب، رغم أنه مكثف إلى حد كبير، هو مدخل مهم لفهم كثير من منابع سياسات التفوق التي يمارسها الغرب، ليس تجاه الآخر فقط، وإنما تجاه الغير هم ضحايا نظام اقتصادي قائم على تحصيل الربح، أيًا كانت الوسائل.
“أميركا والإبادات الجنسية”.. الوجه الآخر للإمبراطورية :
يقول مستشار “أوباما” العلمي فى كتاب من تأليفه: “لا بد لأميركا من السيطرة على خصوبة البشر، ويجب معالجة طعام شعوب العالم وشرابهم بعقاقير التعقيم!!”. ويقول حاخام يهودي أميركي: “التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشاً بشرياً.. وأولاد إسماعيل رمز للإنحطاط البشري”.
كما أشار المؤلف إلى أن هذه النزعة العنصرية عبّرت عنها أميركا رسميا منذ العام 1891؛ حين جاء على لسان أول مرشحة نسائية للرئاسة “فكتوريا وودهل” إذ قالت: «كل العقول اللامعة هذه الأيام تقر بضرورة استيلاد المجتمع المتفوق المنشود، وتعبر عن كراهيتها لأن يكون البلهاء والمجرمون والفقراء وغيرهم من (الطالحين) مواطنين في المجتمع الأمريكي، وتلح على ضرورة تعقيمهم وقطع دابر نسلهم»!!.
أما في العام 1904، فقد وافقت مؤسسة «كارنيجي»، بأموال إمبراطور الفولاذ «أندرو كارنيجي»؛ على تمويل الحرب “المقدسة” على الفقراء والمستضعفين بملايين الدولارات، وعلى إجراء الأبحاث اللازمة لدراسة أفضل الوسائل العلمية للقضاء على الفقراء والمستضعفين، وعلى إنشاء جهاز استخبارات عرقي هائل بإدارة صديق «هتلر” الحميم «هاري لفلين»، سموه «ديوان سجلات تحسين النسل»، وأغدقوا عليه ميزانية كبيرة.
وكانت مهمة هذا الجهاز هى جمع المعلومات عن نقاء دم كل من يعيش على الأرض الأميركية، وعن شجرة نسبه، وعن العلل الاجتماعية والصحية التى يشكو منها؛ وذلك لفرز أصحاب النعيم من أصحاب الجحيم، استعدادا للقيامة العرقية!!. فى تلك الفترة، اقتصر عدد المستهدفين بالإخصاء والتعقيم في المرحلة الأولى على 14 مليون أميركي من الفقراء والمستضعفين، فقدوا حقهم الطبيعي فى إنجاب الأطفال. والأعجب أن هذه الأفعال عززتها المجالس التشريعية بصياغة قوانين شرعت لهذه المذابح النسلية في ثلاثين ولاية أميركية؛ منها بنسلفانيا، وواشنطن، وكاليفورنيا، ونيويورك. وكانت الخطة أن يبدأ العمل في بلدان العالم الأخرى بمجرد الانتهاء من حملة تطهير أميركا.
ويفصّل الكاتب كيف جرت هذه العملية البشعة، وكلها تحت مسميات علمية وبيئية. ويذكر الكتاب أن «ونستون تشرشل» كان مندوبا عن ملك بريطانيا في هذه الحملة، وكان ذا حماسة شديدة. ويروى «ريتشارد ثوى» في كتابه «إمبراطورية تشرشل» قصة هذا «البطل العنصري» الذى كان يقاتل من أجل نقاء العرق الأنجلوسكسوني، والذي أنشأ معسكرَى اعتقال خاصة لذلك: واحدا في كينيا، وآخر في جنوب إفريقيا زج فيه 115 ألف إفريقي أسود، قُتل منهم نحو ألف ضحية، وعندما كان سكرتير الدولة للحرب، أجاز استخدام غاز الخردل ضد رجال القبائل الأكراد في العراق، وضد البشتون في أفغانستان. هذا يذكرنا باستخدام أميركا للقنبلة الذرية في هيروشيما ولكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعوب في الحروب التي خاضتها تحت عنوان “نشر الحضارة”.
“أولاد إسماعيل رمز الانحطاط البشري”:
هذا عنوان الفصل الثالث، يسرد المؤلف قصة قبيلة تسمى «بن إسماعيل» في ولاية ميامي الأميركية. فقد أسس الأميركيون إحدى أعنف المنظمات العنصرية، مارست أقصى درجات التمييز والمهانة والاضطهاد ضد هذه القبيلة، خاصة مع الإيحاء بأن القبيلة «بن إسماعيل» هذه تمتّ بصلة قرابة إلى المسلمين والعرب، لا سيما أن حكاية «هاجر (الجارية) أم إسماعيل» زوج النبي إبراهيم (ع) وأولادها المنذورين للعبودية إلى يوم القيامة، لا تزال تنخر في اللا وعي الأميركي المسكون بأساطير العبرانيين.
ومن أجل ذلك، سنّت الولاية أول قانون للتعقيم الإلزامي، وأصبحت أول بقعة فى الأرض تشهد تعقيما جماعيا. وفى هذا السياق، ينقل المؤلف عن الحاخام اليهودي «شوفيتز حاييم» قوله: «إن التوراة المقدسة تخبرنا أن إسماعيل كان وحشا بشريا. والمعروف أن توراتنا أبدية سرمدية. وحين تنص التوراة على أن إسماعيل كان وحشا بشريا، فإن إسماعيل (كل عربي) سيبقى إلى الأبد وحشا بشريا. ولو اجتمعت كل الأمم المتحضرة وأرادت أن تربي إسماعيل وتجعله متحضرا فإنها لن تنجح في ذلك. …”.
“شبح مالتوس في البيت الأبيض” :
هذا عنوان الفصل الرابع يتحدث فيه عن حملة التعقيم والإخصاء التي ربما توارت عن العيون، لكنها لم تختفِ، بل ظل جمرها متقدا تحت رماد العنصرية؛ ففي 22 أبريل 1977، كشف الدكتور «رايمرت رافنهولت» مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكان التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية؛ عن برنامج تطهير عرقي وطبقي. وبرّر ذلك بأن الولايات المتحدة ـــ تفاديا للخطر السكاني الذى يهدد كوكب الأرض ـــ تعمل على تأمين الشروط والوسائل اللازمة لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل؛ وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية. ونساء العالم القادرات على الحمل في تقديره يبلغن في ذلك العام 570 مليونا؛ ما يعني أن كل ما تتطلبه المصالح الأميركية المتواضعة، هو تعقيم 142 مليون امرأة وقطع دابر نسلهن.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكومة الأميركية قد رصدت الميزانية اللازمة لذلك؛ منها ملياران ونصف المليار دولار لجامعة «واشنطن» التى كانت قد بدأت برنامجا لتدريب نخبة من الأطباء على تقنيات التعقيم المتطورة. واستهدف فيها قطع نسل شعوب 13 دولة من دول العالم الثالث».
وقد أزيلت السرية عن هذه المذكرة في 1989، وهى بعنوان: «عواقب النمو السكاني العالمي على أمن الولايات المتحدة ومصالحها في أعالي البحار». وأشارت المذكرة إلى أنها تطمح إلى إنجاز أهدافها بحلول العام 2000. أما الدول التي استهدفت شعوبها المذكرة بالإخصاء والتعقيم؛ فهى (بنجلاديش، وباكستان، ونيجيريا، وإندونيسيا، ومصر، وتركيا، والهند، والمكسيك، والبرازيل، والفلبين، وتايلاند، والحبشة، وكولومبيا). وقد برّر «كسنجر» في مذكرته استهداف هذه الدول بأن لها أهمية جيوسياسية للمصالح الأميركية، ولأن زيادة السكان فيها يهدد الأمن القومي الأميركي؛ فالصناعة الأميركية تزداد اعتمادا على مصادر العالم الثالث، والحد من نسل فقراء هذا العالم سوف يضع حدا للثورات والتمردات التي يشعلها الفقراء والطبقات الدنيا !!.
ويذهب مؤلف الكتاب «منير العكش» أنه لا يزال أبناء هذا الحلم يعيشون في البيت الأبيض الأميركي تحت قيادة «باراك أوباما» حتى اليوم، ومنهم تحديدا «جون هولدرن» الذى اختاره الرئيس الحالي «أوباما» لتولي أخطر ثلاثة مناصب علمية في إدارته: مدير مكتب السياسة العلمية والتكنولوجية، والمساعد الخاص بقضايا التعليم والتكنولوجيا، والرئيس المشارك لمجلس مستشاريه للعلم والتكنولوجيا. إنه ـــ كما تسميه «واشنطن» ـــ بحق «الإمبراطور الحاكم بأمره في قضايا العلم والتكنولوجيا في إدارة الرئيس أوباما».
هذا المستشار الذي يجلس في البيت الأبيض حتى اليوم، له كتاب من تأليفه مع اثنين من علماء الحياة والسكان، بشّر فيه الإنسانية بعصر تفرض فيه الولايات المتحدة على شعوب الأرض «حزام عفة» إلكترونيا، يُزرع تحت جلد كل ذكر وأنثى، ولا يُنزع إلا بإذن رسمي من «الأخ الأكبر»، وبمعالجة طعام الشعوب وشرابها بعقاقير التعقيم.
ويشرح المؤلف بالتفاصيل كيف جرت هذه العملية في “رواندا” و”البيرو” ، واتخذت حملة التعقيم شعار “تنظيم الأسرة”، فتصاعد معها عدد الضحايا من عشرة آلاف امرأة في العام 1996 إلى 110 آلاف في العام 1997، وارتفع سخاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتصبح “بيرو” في المرتبة الأولى في أميركا اللاتينية من حيث تلقي المساعدات الأميركية. لكن بعد أن رُفعت السرية عن مذكرة «هنرى كسنجر» التى استهدفت نساء شعوب 13 دولة؛ منها البرازيل، وإزاء الاحتجاجات الشعبية الواسعة وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان؛ أجرى 165 نائبا في البرلمان البرازيلي تحقيقا أدانوا فيه الولايات المتحدة «المسؤولة عن تعقيم نصف نساء البرازيل».
“تطهير الأرحام من الألغام” :
في هذا الفصل الخامس من الكتاب، يعود بنا المؤلف إلى الإبادة الجماعية التي تعرض لها الهنود الحمر في أميركا، وكيف أنها كانت تحتل منزلة مقدسة في قلوب «الشعب الأميركي المختار»؛ ليس لاستئصال شهود «الإبادة الأطول والأكثر دموية فى تاريخ البشرية» ومحو آثارها فحسب، بل أيضا لأن الغزاة البيض يرون في رحم المرأة الهندية مزرعة ألغام، فهي التي تنجب الأجيال المقبلة، فتحُول بذلك دون السيطرة على ما تبقى من الأرض وثرواتها.
ويشير المؤلف إلى أن الغزاة الأميركيين كانوا يتفننون في أنواع الأوبئة التي يقتلون بها الهنود الحمر، فشنّوا أكثر من 93 حربا جرثومية شاملة. ويصنف «دوبينز» ـــ وهو مؤرخ أميركي ـــ أنواع الحروب الجرثومية الشاملة التى سلطها الغزاة على الهنود الحمر كما يلي: 41 حربا بالجدري، و4 حروب بالطاعون، و17 بالحصبة، و10 بالإنفلونزا، و21 بالسل والدفتيريا والتيفوس والكوليرا، ويقول إنه كانت لكل هذه الحروب آثار وبائية شاملة اجتاحت مساحات شاسعة من الأراضي، بل إن شعوبا هندية وصلتها الأوبئة وأبيدت قبل أن ترى وجه الإنسان الأبيض. هذا عداك عن الإبادة الجسدية واحتلال الأراضي عبر الحروب، حيث تؤكد الوثائق البشاعة التي كان يقتل بها الهنود الحمر بدون رحمة.
هذه هي الحضارة الأميركية التي قضت على الهنود الحمر.. الحضارة التي أبادت ـــ كما يقول المؤلف ـــ 400 أمة وشعب نحو 112 مليون إنسان تتحدث الدراسات الحديثة عن فناء من 90 إلى 98% منهم.
“مرضِعة الهولوكست النازي الأميركية” :
في الفصل السادس والأخير من الكتاب، يربط المؤلف بين ما يسمى الـ«هولوكست» على أيدى الألمان، و«المذابح والإبادات» التي تعرض لها الهنود الحمر في أميركا. وإن كنّا بدورنا نتحفظ على حقيقة “الهولوكست النازية”، وإن نوافق معه في مبدأ فكرة الإبادة للأخر بأنها مدانة بكل الأشكال. وهو يورد في حواشي الكتاب اعترافا لعالم الاجتماع اليهودي البولندي “زيغمونت بومان” أنه جرى اختلاق حقيقة تخدم إنشاء دولة إسرائيل. والمؤلف يستعرض هذا الجانب لكون الهولوكست معترفا بها في أميركا، وأنه لا تزال فكرة المقارنة بين الهولوكست الأميركي والهولوكست النازي من الكبائر والمحرمات في المجتمع الأميركي، وقد تفضي بصاحبها إلى فقدان عمله، وتشويه سمعته، إن لم تنتهِ به وراء القضبان.
ويشير المؤلف إلى أن مجرمي الهولوكست الأميركي كلهم بلا استثناء، صنعت الولايات المتحدة لهم أيقونات مقدسة. فهذا «جورج واشنطن» الذى تظهر أيقونته المقدسة على ورقة الدولار، وتخلده آلاف التماثيل كان يأمر قائده العام في الحرب على هنود «الأروكوا» بأن يدمر كل ما يجده على وجه الأرض، ويحضه على أن يصم أذنيه عن نداءات السلام أو الرحمة قبل أن تصبح أرض هنود «الأروكوا» قاعا صفصفا.
لا يزال أولئك “الأمريكان” يرفضون مجرد إطلاق صفة الهولوكست على إبادة 112 مليون إنسان، ولا يزال هناك من يعدّ هؤلاء الضحايا مجرد أضرار هامشية لا بد منها لولادة أعظم أمة على وجه الأرض. وهذا ما لم يُخْفِه الرئيس «ثيودور روزفلت» فى مقالة له فى «ذا إندبندنت» البريطانية إذ يقول: «كل تاريخنا الوطني كان تاريخا للتوسع؛ ففي عهد (واشنطن وآدامس) توسعنا غربا حتى الميسيسبي، وفى عهد (جفرسون) توسعنا في القارة حتى ثغر كولومبيا، وفي عهد (مونرو) توسعنا في فلوريدا، ثم في تكساس وكاليفورنيا، وأخيرا عبر (سيورد) وبفضلها إلى آلاسكا، كما ينشط التوسع سريعا في ظل كل حكومة أميركية…. والسبب الأقوى لذلك هو أننا بكل بساطة نعيش فى بلد كان يسيطر عليه المتوحشون أو أنصاف المتوحشين، .. فليس هناك من يبسط السلام فى العالم إلا القوة الحربية للشعوب المتحضرة. العرب مثلا دمروا حضارة شواطئ المتوسط، والأتراك دمروا حضارة جنوب شرق أوروبا. أما النقيض الذى نفعله اليوم، الذي أدى إلى انحسار هؤلاء البرابرة بعد أن غزوناهم واجتحناهم؛ فقد أقر السلام حيثما تقهقر هؤلاء وانهزموا».
هل انتهى عصر الإبادات الأميركية؟!..
عزيزى القارئ : هذه هي أميركا، وهؤلاء هم قادتها. وما تمّ ذكره في هذا العرض الملخص قليل من كثير من جرائم «مرضِعة» النازية كما سماها مؤلف الكتاب، لكن ينبغى الحذر؛ فتشويه الحقائق ممتد، والمجازر مستمرة. وكما ذكرنا فى العرض، فإن إدارة الرئيس الأميركي الحالي «أوباما» لا تزال بين جنباتها من يدعو إلى إبادة الشعوب وتعقيم النساء وإخصاء الرجال؛ من أجل سيادة العرق الأنجلوسكسوني .. وليس مستبعدا أن تكون الأسلحة الكيميائية التي هي اختراع أميركي، ويصدرها للجماعات الإرهابية في دول العالم، تدخل ضمن هذا السياق في إبادة الشعوب “المتوحشة”..!!.