أميركا تقمع الحكم السلماني والسعوديون يناورون بمغازلة موسكو
وكالة أنباء آسيا-
رؤى خضور:
بعد إلغاء اجتماع كان مقرراً بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قبل أسبوعين، هناك أنباء حول احتمال إعادة جدولته الشهر المقبل.
في غضون ذلك، التقى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في رسالة سعودية روسية واضحة إلى الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، نشرت مؤسسة المجلس الأطلسي للشؤون الدولية مؤخراً تحليلاً للعلاقات الأمريكية السعودية الحالية، جاء فيه أن الرياض يهمها إخبار واشنطن أنها لا تختار أي طرف في العلاقات الأمريكية الروسية المتوترة، لكن هناك أشياء تحتاجها الولايات المتحدة لا تستطيع الرياض توفيرها، أو لا تريد، مثل معلومات استخباراتية حول خطط طالبان، وتحركات الجماعات المتطرفة الأخرى، التي توفرها روسيا من خلال تواجدها المستمر في أفغانستان.
وهذه الحركة ليست من فراغ، فقد كانت المملكة تتراجع عن اعتمادها على الولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة الماضية، واتخذت خطوات لتطوير برنامج نووي مدني بمساعدة صينية من وراء ظهر الولايات المتحدة، ووقع مسؤولون سعوديون اتفاقيات تعاون عسكري مع الروس، ثم في الآونة الأخيرة شارك مسؤولون سعوديون في محادثات مع إيران، وهو مؤشر آخر على أنهم لم يعودوا يتركون أمنهم بالكامل في أيدي الولايات المتحدة.
كذلك تطلب الإدارة الأمريكية الحالية من الرياض خدمات لا تحظى بشعبية لدى السعوديين، من بينها قبول الأفغان الذين تم إجلاؤهم (على الرغم من أن السعوديين لاحظوا أن الحكومة الأمريكية لم تشكرهم على ذلك بالطريقة ذاتها التي شكرت بها الدول الأخرى)، وتشعر السلطات السعودية بالقلق من المعارضة المحلية لاستقبال اللاجئين غير المتعلمين الذين لا يتحدثون العربية أو الإنجليزية ويفتقرون إلى المهارات التقنية أو غيرها من المهارات اللازمة في اقتصادهم.
فضلاً عن ذلك، فإن طبيعة الانسحاب من أفغانستان جعلت الرياض تتساءل عما إذا كانت واشنطن تنسحب من جميع المنطقة.
في المقابل، تود المملكة أن تواصل الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخبارية حول الجماعات الإرهابية مثل شبكة حقاني، وداعش-خراسان ISIS-K والقاعدة، لكن إذا تدهورت قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بسبب عدم وجودها على الأرض، فمن المحتمل أن تبقي السعودية باكستان قريبة للحصول على معلومات داخلية حول ما يحدث في أفغانستان، تريد المملكة أيضاً البقاء في الجانب الجيد من المخابرات الباكستانية الداخلية (ISI)، والتي سيكون لها تأثير على طالبان، أي يمكن للرياض نظرياً استخدام دعمها المالي لباكستان كوسيلة للضغط على إسلام أباد لوقف أنواع معينة من الدعم لطالبان يمكن أن يفيد القاعدة، وكانت قد عرضت الرياض مؤخراً التوسط في النزاع السياسي في كشمير بين الهند وباكستان،. هذه الخطوة تسمح للمملكة بتقوية علاقتها الدفاعية مع الهند دون تنفير وكالة الاستخبارات الباكستانية، وهي وسيلة تحوط ذكية.
بالتأكيد لا ترغب المملكة العربية السعودية في رؤية أفغانستان تتحول إلى ساحة للتنظيمات المتطرفة، لكنها على الأرجح لن تتعاون مع طالبان ضد داعش خراسان لسببين، أولهما أنها حذرة من نمط اليمن وسيناريو القتال المطول، والسبب الآخر أن داعش خراسان لا تشكل تهديداً كبيراً للخليج حتى الآن، في الوقت الذي لدى السعوديون تهديد على حدودهم الجنوبية، بالتالي تركيزهم هناك.
وفي حال طلبت الولايات المتحدة ذلك، فمن المرجح أن توافق السعودية على تقديم المساعدة مجدداً لأفغانستان من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، لكنها لن توافق على القيام بذلك على المدى الطويل ما لم تظهر خطة استراتيجية لتشكيل الحكومة والقواعد السياسية في التعامل مع الحكومة الأفغانية، والرياض ليست متفائلة بأن هذا أمر وشيك، بناءً على دراسات حالة في سورية ولبنان هذا العام.