أسفّ التاريخ..
موقع إنباء الإخباري ـ
مريم ترمس:
قضت العروبة وكفن الذل رداؤها.. وخيول العار خلفها صاهلة باكية..
عرب ما عرفوا من العروبة غير مناسف الأرزّ وكؤوس الدم نبيذا..
خزي وخذلان، وقد اعتادوا عليه عقودا وسنينَ..
هبّوا إلى اليمن كهبوب رياح صرصر .. ليصنعوا إنجازات الربيع الإجرامي .. فيحققوا ما عجزت عنه بلاد العم سام .. فلكم كل الأوسمة يا حكام الظلم ويا تيجان رؤوس الكفر ويا أيدي البدع..
كسرتم كل الحواجز .. وتخطيتم كل الخطوط .. زوّرتم الحقائق يا أحقر الحكام.. يا أسفه القادة.. ويحكم، أتصلّون !! وتركعون!! وتسجدون!!..وتسلّمون.. وأي سلام وأنتم تعبثون براحة وأمن الأبرياء.. ولكن، أي أبرياء وأنتم شطبتم أسماءهم من دفاتر البشر.. وأصدرتم أحكاماً مذهبية تحلّل قتل وذبح من كان من غير أتباعكم في الملل..
سحقاً لعقول تحجرت .. ولقلوب يبست وتقلصت.. تباً للتخمة التي أعمت ابصاركم، وأماتت قلوبكم..
أيها اليمن.. اليوم أنت يمنٌ لبنانيٌ، سوريٌ، بحرانيٌ.. أنت ونحن وهم.. جسد واحد وقلب واحد يهتف بالمقاومة والصمود.. وينبض بالقوة والنصر..
اليمن سينتصر بإرادة شعبه ورفضه للإضطهاد والظلم، ولأن له حقاً لا بدّ أن يناله حتى ولو قدم آلاف الشهداء.. ونزف آخر قطرة دم.. فالموت بعزّ ولا للعيش بالذلّ والهوان..
سيكتب التاريخ عن عار الدول العربية التي تكاتفت، فأعلنت عاصفة الحزم على اليمن، حرب التملق لنيل رضا الشيطان الأكبر.. سيخجل التاريخ كما خجل مرات ومرات، ولكن حتما سيدوُّن اسم آل سعود ومن تبعهم، فيروي خيانة اتحادهم وتحالفهم.. وكم شهيد اسقطوا فيه، ولكن .. ولا شك أنه أيضاً سيكتب هزيمتهم، وكيف ستكون نهايتهم وانهيار عروشهم وممالكهم، من حين انتصار اليمنيين عليهم .. فالإنتصار المعنوي من أسمى الانتصارات وأكثرها خلوداً. أحيانا لا ننتصر بالسلاح، ربما الامكانيات والذخائر العسكرية لا تكون كافية لتحقيق الفوز، ولكن الذي يحقق الفوز والنصر الحقيقيين، هو إرادة الشعب وصمود مقاومته.. فالتاريخ جاهز لخط المعارك ولخط مسيرة الشرفاء، كما هو مستعد لخط مسيرة العملاء..
من اليمن إلى آل سعود .. لو دام ملك فرعون الذي جعل من نفسه الرب الأكبر، لدام ملككم وجبروتكم وظلمكم، فلن تؤثّروا بنا ولن ترهبونا. فالله ـ الذي أنقذ يونس من بطن الحوت ـ لقادر على تسديدنا ودعمنا بالانتصار عليكم وعلى الظلم والعدوان.. فنحن شعب لا نهاب الموت، وكلنا عشاق للشهادة.. والنصر حتما آت..