أسرار خطيرة حول مخبأ البغدادي ومقر قيادة “داعش”
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء 13 يونيو/حزيران، تقريرا، تحدثت فيه عما وصفته بـ”الأسرار الخطيرة المرتبطة بأحد أهم مقرات قيادة تنظيم “داعش” الإرهابي، والمخبأ السري لزعيمه أبو بكر البغدادي”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تحرير بلدة “البعاج” العراقية الواقعة على الحدود السورية، كشفت “أسرارا خطيرة” قد تحتاج لأسابيع وشهور من أجل فكها.
ورصد تقرير “الغارديان” كيف كانت تعيش قيادات “داعش” في البعاج، وأين كان يختبئ زعيمه أبو بكر البغدادي.
مستندات خطيرة
وأشار التقرير إلى أنه رغم أن عناصر داعش حرصوا على أخذ أو إتلاف ما يستطيعون قبل هروبهم إلى الصحراء في سوريا، إلا أنهم خلفوا وراءهم أطنانا من المستندات الهامة والخطيرة.
وتعكس تلك المستندات أهمية بلدة “البعاج”، التي تقع شمال غربي العراق، بالنسبة للتنظيم الإرهابي، وأنها كانت مركزا قياديا رئيسيا، ربما للبغدادي نفسه.
وأشار كاتب التقرير، مارتن تشولوف، إلى أنه بمجرد الدخول لأحد مباني البلدة، وجد معلقا على جدرانها أحزمة ناسفة، وبعض البنادق وعدد من القنابل الموقوتة.
وتابع قائلا “في إحدى الغرف وجدت أيضا سترات ناسفة، وعددا من الملفات، التي تشرح بعض القواعد الرئيسية الخاصة بالتنظيم، مثل طريقة معاملة الرقيق (العبيد) وكيفية اللبس والتصرف”.
ومضى بقوله “بعد برهة من الوقت اكتشفنا أن المبنى منقسم لنصفين، أحدهما عبارة عن مصنع لتجهيز القذائف والأحزمة الناسفة المستخدمة في العمليات الإرهابية، والنصف الآخر عبارة عن إدارة لقيادات تنظيم داعش”.
وأشار إلى أن الإدارة القيادية الخاصة بالتنظيم كانت مختصة بإصدار الغرامات والفواتير والهويات الفردية.
منازل آمنة
وبالبحث عن مكان تواجد زعيم “داعش”، أبو بكر البغدادي، أجرت “الغارديان” عددا من اللقاءات مع سكان “البعاج”، والذين تحدثوا أن مجرد السؤال عن البغدادي كان يمكن أن يكلف الشخص حياته.
وقال صبحي محمد، أحد سكان “البعاج” (هذا اسما مستعارا لأنه يخشى من احتمالية استهدافه)، إنهم تعلموا خلال سيطرة “داعش” على البلدة ألا يطرحوا أسئلة عن زعيم التنظيم، بالرغم من أنهم كانوا يعلمون بصورة كبيرة أنه يعيش بينهم.
وتابع قائلا “إنه أمر خطر جدا أن تحاول الاستقصاء عما يجري أو مجرد طرح موضوع البغدادي مع أي فرد في التنظيم أو حتى ساكن عادي بالبلدة”.
ونقل التقرير عن ساكن آخر، قوله إن “البغدادي كان لديه نحو 10 منازل آمنة في البعاج، ولكن لم يكن يمتلك أحد الشجاعة الكافية للسؤال عن المنزل، الذي يقطن فيه البغدادي”.
وأضاف، قائلا “كنا نعلم أنه يعيش بيننا لنحو عامين، وكان متواجدا في البعاج حتى مارس/آذار الماضي”.
ونقلت “الغارديان” عن مصادر استخباراتية، قولهم إن البغدادي كان مستقرا لفترة في “البعاج” للتعافي من إصابة خطيرة ألمت به، نتيجة لغارة جوية استهدفته في فبراير/شباط 2015.
وقال بومهدي المهندس، قائد في القوات المشتركة التي تحارب “داعش” في العراق، للصحيفة البريطانية إن القوات كانت تطارد قيادات “داعش” في غرب الشوقات، ولكنهم فروا إلى سوريا، بعدما أرسلوا خمسة أو ستة انتحاريين بين صفوف القوات لتعطيلها، خاصة بعد السيطرة على “البعاج” في معركة عنيفة استمرت خمسة أيام.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الرئيسية الحالية في “البعاج” هو الفخاخ والألغام التي زرعها التنظيم داخل البلدة وعلى طول الحدود السورية لتعطيل أي قوات، ولكن أسوأها تلك الفخاخ الموضوعة داخل المستشفيات، حيث نقلت عن طبيب قوله إنهم اكتشفوا نحو ثمانية مفخخات حتى الآن في مستشفى البعاج”.