أربعون يومًا على فاجعة منى والأسئلة الحائرة أمام العقل السعودي
موقع العالم الإخباري ـ
مروة أبو محمد:
مضی أربعون یوما علی فاجعة منی ولا تزال الاجابات حائرة امام اسئلة عشرات الأسر التي فقدت ابناءها وآبائها في الحادث دون ان تعلم مصیرهم الی الیوم..
أربعون یوما وسفهاء آل سعود یصرون علی عدم مسؤولیتهم عن الحادث ویصفون اي صوت حر مطالب بالكشف عن تفاصیل “الجریمة” بانه “تسییس” للحادث ولما یحصل في الحج برمته.. بینما هم “عاجزون” عن تقدیم آخر ارقام الكارثة واحصائية عن عدد الذين قضوا فيها والمفقودين!.. والتي احصیت بـ 7477 بين ضحية ومفقود!
في منطق آل سعود، مجرد النطق جریمة یحاسب علیها قانون “الغاب” السعودي والانسان الموجود (الناطق حسب التعريف المنطقي الذي يرفظه آل سعود وكهنتهم) مجرم ما لم یثبت لهم عكس ذلك، والمؤسف انهم یتصرفون مع مسلمي سائر البلدان، كما هم رعایاهم في داخل سجن المملكة السعودیة، حیث لا یحق لشخص ان ینتحل غیر ملتهم (الوهابیة) ولا یتحدث بغیر لغتهم (الكراهیة) ولا ان یفتح فمه فیما عدی التسبیح والثناء “لولي النعمة” الذي یتدخل في تفاصیل الامور.. لأن كل ما یصل الی المواطن من “القبلیة” فهو مكرمة للملك وولي عهده وولي ولي عهده واصحاب السمو الامراء!
دولة “المكرمات” هذه تریدان تجعل من قتل المسلمین بسبب عجزها وفشلها واهمالها (اذا احسنا الظن ولم نقل ان الأمر مدبر بلیل) ایضا “مكرمة”.. وعلی غرار “مكرماتها” في قصف اطفال الیمن بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، وتدمیر العراق وسوریا بالسیارات المفخخة وتسلیح الارهابیین الوهابیین…
أربعون يوماً.. والسعودية تمنّ على المسلمين انها دفنت ضحايا منى على اراضيها و” اكرمتهم” فلم تأخذ منهم مصرفات التجهيز والدفن!
أربعون يوماً.. وآل سعود، صامتون لايزالون يرقصون العرضات لانتهاء موسم الحج “بنجاح” لأن 7477 ضحية لا يشكل رقما في تاريخ اجرامهم.. ولتنهال عليهم برقيات التهنئة والتأييد من رفاق السوء حكام الانظمة القبلية والعسكرية ووعاظ السلاطين من لاعقي الريال السعودي بشكليه الورقي والمسلوك…
أربعون يوماً.. ولافائدة من المسلمين والأنظمة التي تحكمهم، في ان يصدر عنهم صيحة حق بوجه الباطل السعودي “ثأراً” لمئات، بل ألوف الضحايا الذين غيبهم الجهل والعجز والحقد السعودي في الكياس سوداء، وليدفنوا تحت جنح الظلام في صحراء السعودية…
هؤلاء المسلمون، هم انفسهم الذي صمتوا ازاء قتل السعودية لاطفال بغداد واجتياح جحافلها الارهابية المناطق الغربية من العراق يذبحون ويدمرون ويسبون ويبيعون الحرائر في اسواق الخناسة..
وهم الذين رضوا بأن تتحول قلعة العروبة (دمشق) الى واحة تنهش اطرافها قطعان كلاب الصحراء القادمة من نجد والمثلث ( السعودي ـ القطري ـ الاماراتي ).. ولم نسمع تظاهرة او احتجاجاً الّا ما عصم ربي، فصارت بلدانهم في طابور الارهاب الذي وصلهم بالتدريج.. فـ”أكلوا يوم أكل الثورالابيض”.
لا أريد ان اجلد الذات، كما يعبر البعض، في مازوخية تاريخية يجيدها العرب وحدهم، لكنها الحقيقة.. فكم تظاهرة خرجت في عواصم العرب نصرة لاشبال ونساء وشباب انتفاضة القدس الدائرة منذ اكثر من شهر على ارض فلسطين المغتصبة.. وكم مفتي وداعية من الذين لايتركون فرصة الّا واعلنوا فيها “الجهاد” و”النفير” و”التكفير” و”التبديع” ضد الشيعة بكل طوائفهم والعلمانيين بكل صنوفهم واباحوا قتل “الكفرة” المسيحيين والايزديين.. لكنهم وكما افتى شيطان سلفيتهم “العلمية” الاكبر في الاردن، يحرمون طعن المستوطنين ودهس جنود الاحتلال ومهاجمتهم، مستندا في فتواه على “المسخ” الآخر، مفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز!
بئساً لهذه الامة التي باعت ضميرها للقتلة والمجرمين والحكام العملاء.. وعلى هذه الأمة التي لاتحركها صرخات اطفال اليمن وهم يقتلون بالاسلحة المحرمة دولياً.. واطفال البحرين الذين تخنقهم الغازات السامة التي يطلقها عليهم آل خليفة بمباركة شيوخ الارهاب وحكام مشيخات ما بعد الانسحاب الاميركي من شرق السويس… وعلى من يصمت ازاء قتل الصهاينة لشباب فلسطين ولم يكتف بذلك، بل يسعى الى وقف انتفاضتهم واسكات اعتراضاتهم، لان عدوه لم يعد الصهيوني، بل ايران “المجوسية ـ الرافضية”!
فهل يرجى ممن باع فلسطين وشبابها ودمر العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن.. وتحالف مع آل صهيون، شرفاً او نخوة او غيرة… ابداً والله ولا من جموع الصامتين، الباحثين عن لقمة الخبز في مكبات القمامة الخليجية.
فاجعة منى (والخطاب لاهلنا في ايران) لن تكون الاخيرة.. مادامت هناك مهلكة اسمها السعودية.. ولن تكون الاخيرة ما دامت أم الفساد (أميركا) تدفع بمشايخ النفط للآنتقام من الاحرار والشرفاء..
فاجعة منى، لايوقفها الّا سحق رأس الافعى وقطع الشريان الرئيس للعمالة والخيانة في المنطقة.. آل سعود فيروس الحقد وميكروب الكراهية.
واذا لم تلو اذانهم جيداً ويتم تنبيههم بالعصى جيداً، سيزداد طغيانهم ويتصورون انفسهم بما غير فيها.. قديماً قال العرب “العبد تنفعه العصى”.