«8 آذار» مطمئنة لموقف جنبلاط.. حكومة الأمر الواقع: إلى «الستين» در!
صحيفة السفير اللبنانية ـ
نبيل هيثم:
أحرج علي حسن خليل الرئيس المكلف تمام سلام، بطلب موعد له ولرفاقه الأربعة: حسين خليل وجبران باسيل وهاغوب بقرادونيان ويوسف سعادة.. وانتهى لقاء التسعين دقيقة كما بدأ. مجاملات. كلام هادئ. مصارحة متبادلة والمحصلة تمسك الرئيس المكلف بما هو مصمم عليه، فلا مكان، في قاموسه، لحكومة سياسية كتلك التي تطالب بها الأكثرية السابقة. عينه على حكومة غير مرشحين حيادية، تضم أسماء غير استفزازية أو حزبية، ولا شراكة لأحد معه في هذا الحق الدستوري، ولا تشاور مسبق مع أحد في الأسماء، وما يسري على «8 آذار» يسري على «14 آذار».
تمام سلام يعتبر أنه قال ما عنده والكرة في ملعب مكونات الأكثرية السابقة، وهؤلاء يرددون أنهم قالوا ما عندهم وان الكرة ما زالت في ملعب من يحاول ترسيخ قاعدة مستفزة للقوى السياسية بقوله لها: «أنا أسمي لكم.. أو أرسلوا أسماءكم وأنا أختار منها».
لم يتغير الانطباع الذي كان مترسخا قبل الزيارة. سلام ذاهب نحو مغامرة حكومة الأمر الواقع برغم كل النصائح والإشارات المسبقة، من دون حسبان الـ58 صوتاً التي وضعت في سلة التكليف، وهي إيجابية «بدت وكأنها شيك بلا رصيد».
وبرغم الأجواء التي يشيعها «تيار المستقبل» بأنه مطمئن لموقف وليد جنبلاط بالسير بحكومة حياديين، ثمة من تحدث مع الأخير الموجود في لندن، وسمع منه ما مفاده أنه لن يسير بأي حكومة مستفزة لأي طرف.
ما جرى في الساعات الأخيرة يطرح أسئلة كثيرة:
ــ هل التوجه لحكومة أمر واقع من ضمن سيناريو معد سلفا وقبل التكليف ويستبطن نية الاشتباك مع الآخر، خاصة أنه يعرف أن حكومة كهذه مرفوضة سلفا من «8 آذار»؟
ــ هل الإيجابية التي أظهرها نواب «8 آذار» بتسميتهم سلام في استشارات التكليف، فاجأت فريقه الذي راهن على سلبية خصومه، بما يجعله يذهب الى تشكيل حكومته التي يريد فرضها أمرا واقعا متحللا من أي إحراجات أو أي التزامات حيال الطرف الآخر؟
ــ هل سينجح الأمر الواقع الذي يراهن عليه سلام، ام ان التوازنات الداخلية ستعيده الى منطق الواقعية الذي لا يمكن تجاوزه؟
ــ اذا كان سلام يرفض التشاور حول الأسماء، فلماذا بادر شخصيا وقبل التكليف الى الاتصال ببعض القوى الأساسية في «8 آذار» طالبا دعمها وعدم وضع «فيتو» على اسمه، ولماذا يقبل التشاور في ما يعنيه، ويرفضه في ما يعني غيره؟
ــ هل يسري رفض التشاور بالأسماء على رئيس الجمهورية وجنبلاط، وهل صحيح أن بعض السفارات الغربية طلبت أسماء بعينها، وإن صح ذلك، فهل يجوز التشاور مع السفراء ولا يجوز التشاور مع الشركاء؟
ــ هل السعودية راضية عن التوجه نحو حكومة أمر واقع، وإن كانت غير راضية، فلماذا لا تتدخل لتسهيل التأليف بالشكل الذي يؤدي جديا الى حماية الاستقرار؟
ــ لنسلّم أن الرئيس المكلف يفضّل حكومة حيادية من خارج الاصطفافات السياسية، فهل الرئيس المكلف نفسه حيادي، وألا ينتمي شخصيا الى فريق سياسي رشحه رسميا لرئاسة الحكومة من بيت رئيسه سعد الحريري؟
ــ هل يستبطن الإصرار على حكومة أمر واقع، الهروب المسبق من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري؟
ــ ألن تقضي حكومة الأمر الواقع على مناخ التفاؤل الذي رافق التكليف، وماذا يضمن ألا تؤدي لإشعال كل بؤر التوتر وربما فتح بؤر جديدة؟
ــ ماذا لو استقال بعض وزرائها فورا، وباتت حكومة فاقدة لميثاقيتها، فكيف ستصل الى المجلس النيابي لنيل الثقة؟
ــ يسمي تمام سلام اللحظة الحالية بأنها لحظة انتخابات، أفلا تقضي حكومة الأمر الواقع كالتي يسعى اليها على إمكانية الوصول الى قانون انتخابي متوافق عليه، وهل المقصود من حكومة الأمر الواقع هو الوصول الى التعطيل والفراغ، أم جعل «قانون الستين» أمرا واقعا يتلازم مع تشكيل هيئة الإشراف وتحديد المهل الجديدة والذهاب الى انتخابات سريعة ولو بتأجيل تقني لشهر أو شهرين؟