50 الف فرنسي يتظاهرون ضد مشروع قانون العمل ومواجهات في مدن عدة
نزل موظفون وطلاب فرنسيون الى الشارع مجددا، مصممين على مواصلة الضغط لسحب مشروع اصلاح قانون العمل “غير المقبول” برأيهم، تلبية لدعوة سبع نقابات وللمرة الرابعة خلال شهرين.
وقالت اوسيان الطالبة الثانوية البالغة 17 عاما من منطقة نانت (غرب) “نريد ان نظهر اننا لا نزال هنا”
وقبل ايام من درس مشروع قانون العمل في البرلمان، شارك 50 الف شخص (خارج باريس) في تظاهرات تخللتها احيانا مواجهات مع قوات الامن، لا سيما في الغرب والجنوب.
50 الف فرنسي يتظاهرون ضد مشروع قانون العمل ومواجهات في مدن عدة
واصيب شاب يبلغ 20 عاما بجروح في منطقة رين (غرب)، فيما اصيب شرطيان بجروح طفيفة في تولوز (جنوب غرب) بسبب القاء مقذوفات، وفق ما اعلنت السلطات، واعتقل عدد من المتظاهرين.
وفي باريس، شهدت فترة بعد الظهر انطلاق مسيرة كبيرة.
ويشكل هذا اليوم اختبارا لمدى العزم الذي سيبديه المعارضون لهذا التعديل المهم والاخير خلال ولاية الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند قبل عام من الانتخابات الرئاسية التي تبدو في منتهى الصعوبة بالنسبة الى اليسار الحاكم.
ويتوقع البعض تقاربا بين هؤلاء المعارضين وحركة المجتمع المدني غير الرسمية “نوي دوبو” (الوقوف ليلا) التي يعتصم انصارها مساء في ساحة الجمهورية في باريس منذ 31 اذار/مارس.
وينظم هذا التحرك في جو متوتر، اذ تخلل الايام السابقة بعض الحوادث على هامش التظاهرات، رغم انتشار عدد كبير من قوات حفظ النظام بموجب حال الطوارئ المفروضة في فرنسا منذ اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر.
وقد يكون التوافد الى الشوارع اقل من الايام السابقة، خصوصا بسبب العطل المدرسية، لكن المعارضين لقانون “الخمري” (على اسم وزيرة العمل ميريام الخمري) قرروا ان يسمعوا صوتهم خلال التظاهرات المعتادة في 1 ايار/مايو، وكذلك في 3 ايار/مايو خلال افتتاح النقاش البرلماني.
هذا ويؤكد رئيس نقابة القوى العاملة جان كلود ميلي، ان التعبئة “لن تتوقف، وذلك بسبب وجود مشكلات حقيقية” تتعلق بمشروع القانون.
ويبدو ميلي مرتاحا بعدما اظهر استطلاع للرأي ان 78 في المئة من الفرنسيين يعتقدون ان هناك “خطرا كبيرا من انفجار اجتماعي”.
ويطالب المعارضون بكل بساطة بالسحب التام لنص مشروع القانون الذي ينظر اليه على انه مناسب جدا لاصحاب العمل، لكنه في المقابل يهدد الامن الوظيفي وخصوصا للشباب.
ويهدف هذا النص الى اعطاء مزيد من المرونة للشركات خصوصا من حيث تنظيم دوامات العمل، والى توضيح قواعد التسريح من العمل لاسباب اقتصادية. وقد اجريت على النص تعديلات اثارت استياء اصحاب العمل.
من ناحية اخرى قال مقرر المشروع النائب الاشتراكي كريستوف سيروغ امام الجمعية الوطنية “لا تزال هناك نقاط تحتاج الى توضيح” لكن “اعتقد اننا قادرون على الحصول على الغالبية”.
لكن النقابات العمالية تعتبر المشروع “خطا احمر” لانه يقلب الامور رأسا على عقب عبر اعطاء الاولوية لمصلحة الشركات على حساب الموظفين.
واضافة الى التظاهرات في كل انحاء فرنسا، تم التخطيط للتوقف عن العمل ايضا، خصوصا في وسائل النقل، لكن ذلك بقي محدودا جدا.
والغي نحو 20 في المئة من الرحلات الجوية في مطار اورلي الباريسي، فيما تم تأخير عدد من الرحلات في مطار رواسي.
وبدأ الاحتجاج في 9 اذار/مارس. ومساء 31 اذار/مارس، ضمت المسيرات 390 الف شخص وفقا للسلطات و1,2 مليون وفقا للمنظمين، وتوسعت الحركة الاحتجاجية مع ولادة حركة “الوقوف ليلا”.
هذا، واصيب شرطيان وجروح احدهما بالغة في المواجهات.