45 عائلة فلسطينية بـ «الخان الأحمر» يتهدّدها خطر التهجير قسريًا
تعيش 45 عائلة بدوية في تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس المحتلة حالة من الخوف والترقب الشديدين، في أعقاب قرار المحكمة الصهيونية العليا بهدم التجمع بالكامل، وتشريد سكانه إلى المنطقة التي خصصتها «الإدارة المدنية» على أراضي قرية أبو ديس.
وبتهدّد مساكن هذه العائلات التي تنحدر من صحراء النقب، خطر الإخلاء والتهجير القسري من منازلهم التي يقطنون فيها منذ عشرات السنين، لتلاحقهم نكبة جديدة، بالرغم من أن أرض التجمع مملوكة بالكامل ومسجلة في «الطابو» لأهل بلدة عناتا المجاورة.
ويخوض سكان الخان الأحمر منذ عام 2009 نضالًا في محاكم الاحتلال ضد أوامر الهدم، والأوامر التي تمنع إقامة مبانٍ عامة، كالعيادات والمدارس.
ومنذ أن صادقت المحكمة الصهيونية العليا أواخر أيار/ مايو الماضي على هدم منازل التجمع، اقتحم ممثلو مؤسسات الاحتلال الأمنية التجمع، في أكثر من مناسبة، وأجروا قياسات مختلفة للمنطقة والبيوت، وفحصوا إمكانية إدخال مركبات وجرافات الهدم والتجريف.
وهدد أحد عناصر شرطة الاحتلال الأهالي بتهجيرهم، قائلًا لهم إنه «سيتم إخلاؤهم بالقوة. ومن الأفضل لهم أن يقوموا بذلك طواعية».
ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأت سلطات الاحتلال استعداداتها لهدم التجمع وتهجير سكانه، واقتحمته وشرعت بمحاصرته بعشرات الجيبات العسكرية، وأغلقت الطرق والمداخل الفرعية المؤدية إليه، كما يقول حسين أبو داهوك أحد سكان التجمع.
وفي السياق، يعتصم عشرات النشطاء من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والمقاومة الشعبية والأهالي من محافظات عدة منذ أكثر من أسبوعين في «الخان الأحمر»، تضامنًا مع أهالي التجمع، وللتصدي لقرار هدمه، ولتأمين الدعم والمساعدة وحماية المواطنين وبيوتهم وحقهم في الحياة في أرضهم.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عدد من النشطاء والأهالي أثناء تصديهم بأجسادهم لمحاولة هدم الاحتلال التجمع، وتشريد سكانه، واعتقلت اثنين منهم.
المتحدّث باسم تجمع «الخان الأحمر» محمود أبو داهوك يقول لوكالة «صفا» إن خطر التهجير القسري يتهدّد كل التجمعات البدوية الفلسطينية، ما يشكل نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يعيش مرارة التهجير والطرد منذ نكبة عام 1948.
ويضيف أن الاحتلال يمارس أبشع أنواع الغطرسة والعنجهية بحق السكان الفلسطينيين، في محاولة لطردهم من أراضيهم، وتوسيع مشاريعه الاستيطانية، في ظل الصمت العربي والعالمي عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويؤكد قائلًا «سنعمل على إحباط عملية الهدم في التجمّع بكافة الوسائل، وعرقلة تنفيذ الاحتلال لمخططاته، وما وجود عشرات النشطاء الفلسطينيين ولجان المقاومة الشعبية وعدد من المتضامنين الأجانب إلا دليل على رفض الفلسطينيين عمليات الهدم ومقاومتهم لها.