4 شهداء في تفجير انتحاري في حارة حريك
موقع صحيفة السفير اللبنانية:
للمرة الثانية خلال شهر، هزّ انفجار انتحاري منطقة حارة حريك بالقرب من مكتبة القدس في شارع العريض، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص بينهم طفلة دون الرابعة عشرة من العمر، وأكثر من 46 جريحاً.
وتطايرت أشلاء الانتحاري في أرجاء المكان، وضرب الجيش والقوى الأمنية طوقاً بشرياً حول السيارة المفخّخة وهي من نوع “كيا سبورتاج” فضية اللون مسروقة من منطقة كفرحباب في تشرين الأول الماضي، ورقمها الحقيقي 429514/ج وتعود ملكيتها لكلاس يوسف كلاسي. وأفاد شهود عيان أن الانتحاري كان يقود السيارة بسرعة.
وعلى الفور، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات إلى اجتماع طارئ في السرايا الحكومية، داعياً إلى الإسراع في التلاقي على طاولة واحدة فنكون على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعاني منها.
وباشر القضاء العسكري التحقيق في الانفجار، وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية بضرب طوق أمني في مكان الانفجار.
والشهداء هم: خضر سرور, أحمد العبيدي, ماريا جوهري وعلي ابراهيم بشير من قرية بيت ليف الجنوبية، وعُرف من الجرحى: أحمد جشي، أحمد العبيدي، أمين موسى اشمر، انور حسن عمار، حسن علي صالح، حسن الحسين، دانيا حمادة، رضا حجازي، زينب وهبي، سليمان شريدي، سامية شعيتو، صبحي الزغبي، عباس ترمس، علي حسن عطية، علي اكبر عواضة، علي صبرا، علي نجدة، عناية رضا حجازي، غسان عبد الكريم المقداد، فاطمة خزعل، فرح غندور، كمال عبد العال، لقمان حسين، محمود الجرشي، منير سليم، نورس منصور.
وقال الجيش اللبناني في بيان، انه “حوالي الساعة 11.10 من قبل ظهر اليوم، انفجرت سيارة رباعية الدفع نوع ” كيا ” رقم 429514/ج ، مفخخة بكمية من المتفجرات في محلة حارة حريك – الشارع العريض، وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقاً وتعود ملكيتها للسيد كلاس يوسف الكلاس”. اضاف: وقد أدّى الانفجار إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية جسيمة. وعلى الأثر تدخّلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب من السيارة المستخدمة، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعة الانفجار وظروف حصوله”.
وتبنت “جبهة النصرة في لبنان”، في بيان نشرته على حسابها على “تويتر”، الهجوم رداً على “قصف عرسال”.
من جهته، دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتصدي لمظاهر الإرهاب عبر اتحاد اللبنانيين، مطالباً كل الدول الغربية العمل على تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة عملا بإعلان بعبدا.
ودعا الرئيس المكلّف تمام سلام للرد على الانفجار بتمتين الجبهة الداخلية وتحصينها سياسياً وأمنياً.
ووجّه النائب من “كتلة الوفاء للمقاومة” علي عمار أصابع الاتهام إلى العدو الإسرائيلي. وقال: “ليس مصادفة أن يمرّ الطيران الإسرائيلي لحظة وقوع الانفجار”، معتبراً أن هناك من يريد العبث بأمن ووحدة البلد عشية الانفراجات على الصعيد السياسي الداخلي، مشدّداً على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
واتهم النائب علي فياض الجماعات التكفيرية بالوقوف وراء التفجيرات مؤكداً أنها “لن تغيّر في مسلكنا السياسي”.
وحذّر النائب وليد جنبلاط من أن “لبنان دخل في حلقة جنونية وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهاباً”، داعياً إلى سد الثغرات الأمنية والحدودية لتفادي مثل هذه التفجيرات.
ودعا رئيس “حزب الكتائب اللبنانية” أمين الجميل إلى لقاء وطني كبير ومصارحة حقيقية للوقوف بوجه هذا المسلسل الإجرامي.
و اعتبر وزير الصحة علي حسن خليل أن لا “نهاية لهذه المواجهة سوى عبر وحدتنا الداخلية”، وندعو الجميع إلى التوحّد وتحمّل المسؤولية بتكثيف الجهود للوصول إلى حكومة سياسية قوية.
وطالب النائب سامي الجميل تحييد لبنان عن كل صراعات المنطقة لأن هذا النوع من الإرهاب لا يمكن أن يحارب بالأمن.
واعتبر النائب عمار حوري أن تورّط البعض في الأحداث السورية سيفتح على لبنان أبواب جهنم.
واعتبر النائب مصطفى علّوش أن الجرح هو عينه لكل اللبنانيين، أياً كان مكان التفجير.
ودانت الخارجية الأميركية التفجير معلنة رفضها لكل أشكال الإرهاب في لبنان.