3 ملايين جندي عربي و175 ألف إسرائيلي … من يربح: العدد أم العتاد؟
ميزان المواجهة البرية يظهر تفوقا عدديا على الأرض لصالح العرب ونوعية الأسلحة تفقده قوته..
صحيفة الرأي العام الكويتية ـ
اعداد عماد المرزوقي:
القبة الحديدية التي تبنيها اسرائيل لتحصين نفسها من اي هجمات بالصواريخ من فلسطين او الدول العربية المجاورة لها اعتمادا على تطوير بطاريات صواريخ «باتريوت» بشكل فعال أكثر قد تصد بشكل ادق مستقبلا الصواريخ العربية في حال نشوب حرب بين اسرائيل والعرب، لكن بعض التقارير لبعض المؤسسات الدولية على غرار المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية رجحت كفة التفوق على الأرض في اي حرب محتملة لنجاعة القوات البرية أكثر من الجوية، فكفة من الأرجح على مستوى القوة البرية هل للعرب ام لاسرائيل؟
يشار الى ان تأثير الربيع العربي بدا واضحا في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني الأخير والذي بدا واضحا في تصريحات الحكومة الاسرائيلية بسعيها الى السلام بدل المواجهة في وقت سارعت كل من دول الربيع العربي مصر وتونس وحكومات عربية اخرى لمساندة غزة ايام تهديد الجيش الاسرائيلي باكتساحها. فهل بات التخوف الاسرائيلي من مواجهة موسعة مع العرب تخرج عن دائرة دول المحور؟
أظهرت دراسة قامت بها «الراي» حول مقارنة الجيوش العربية بالجيش الاسرائيلي في حال قيام حرب اقليمية بين اسرائيل والعرب خصوصا البلدان التي تشكل دول المواجهة في الميزان العربي الإسرائيلي، ان الدول العربية الموجودة تحت مظلة الجامعة العربية تملك أكثر من 3 ملايين جندي عربي نظامي بالاضافة الى أكثر من 2.5 مليون جندي احتياطي، ليتعدى العدد الاجمالي للجيوش العربية اكثر من 5.5 مليون جندي ما يمثلون مجتمعين اكبر قوة برية في العالم من حيث العدد مقارنة بأكبر جيش بري في العالم لدى الصين الذي يبلغ 2 مليون ونحو 300 الف جندي نظامي، وتم التوصل الى هذه الأرقام من خلال دراسة البيانات المنشورة على مواقع هيئات ومؤسسات الدفاع العسكري للدول العربية. ومن الجانب الاسرائيلي يعد الجيش الإسرائيلي عاشر الجيوش في العالم من حيث العدد والعدة والعتاد، كما تؤكد تقارير معظم المراكز المراقبة للتسلح العسكري، وأهمها «انترناشيونال انستيتيوت فور ستراتيجيك ستادي» التي تشير أن لديه أكثر من 176 ألف جندي نظامي، ومعهم 445 ألفا بالاحتياط، مسلحين بأكثر من 3700 دبابة و2258 مدفعا و490 طائرة مقاتلة و85 هليكوبتر.
دراسة بعنوان «التوازن العسكري العربي الاسرائيلي» في أواخر 2010 اعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «اس سي اي اس» اعتمادا على بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «اي اي اس اس» اكدت ان «مصر وعددا من الدول العربية الأخرى احرزت تقدما في تحسين نوعية القوة البرية، ولكن معظم القوات العربية تفتقد الخبرة القتالية كما ان الجنود يواجهون مشاكل سياسية وتعدد الثقافات التي تنتجها البيروقراطية العسكرية المتضخمة ما تجعل عناصر القوات البرية غير مرنين.
ويحتوي عتاد القوة البرية للجيوش العربية وخصوصا دول المحور المجاورة لاسرائيل كمصر وسورية ولبنان والأردن على اليات أغلبها من صنع روسي مع اسطول قديم نوعا وبعضه يعود الى عهد الاتحاد السوفياتي خصوصا الأسلحة الثقيلة السورية مقابل وجود عتاد متطور نسبيا للقوة البرية الأردنية والمصرية، مع الاشارة الى ان الجيش المصري يعتمد على تحديث بعض الآليات القديمة لتطويرها ذاتيا. في المقابل اكدت بيانات «اس سي اي اس» ان العتاد الاسرائيلي متطور ويخضع لتحديث دوري واغلب الآليات إما من صنع اميركي او ذاتي مع استيراد الأسلحة من اوروبا ايضا. وخلصت الدراسة إلى ان تكنولوجيا اسلحة القوة البرية الاسرائيلية متطورة أكثر من اسلحة القوات البرية للجيوش العربية التي تعتمد في جزء منها على اليات تقليدية.
وتمتلك دول المحور المتاخمة لاسرائيل (مصر، سورية، الأردن، ولبنان) أكثر من 10 الاف دبابة مقابل 3700 دبابة تمتلكها القوات البرية الاسرائيلية، اي ان العرب يمتلكون 3 اضعاف الدبابات الاسرائيلية.
كما تظهر احصائيات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في 2010 ان اسرائيل تمتلك في مخازن اسلحتها نحو 3.500 آلية مدرعة متهالكة لا تعمل اي اكثر من ثلت المدرعات الاسرائيلية.
ويذكر ان المملكة العربية السعودية قطعت اشواطا كثيرة في الفترة الأخيرة في سبيل تطوير اساطيلها الحربية البرية والجوية مع امتلاكها لأكبر جيش عربي على مستوى العدد الذي ناهز بحسب احصائيات ويكبيديا الأخيرة 650 الف جندي نظامي متفوقة بذلك على مصر وسورية. السعودية لوحدها تمتلك حسب آخر تقارير لمكتبة الكونغرس عن السعودية وحسب تحديث بيانات ويكيبيديا في اطار قوتها البرية نحو 3 الاف آلية ثقيلة بين دبابة ومدرعة من صنع أميركي وفرنسي وجانب كبير منها حديث الصنع، كما تمتلك ايضا 60 قاذفة صواريخ متعددة و400 قاذفة هاون، و10 منصات صواريخ، و200 من الأسلحة المضادة للدبابات وحوالي 200 قاذفة صواريخ بالاضافة الى ألف صاروخ أرض جو مع الاشارة الى صفقات جديدة اعلنت عنها السعودية لتوسيع اسطولها البري وتعزيز اسطولها الجوي الذي يتضمن على أكثر من 300 مقاتلة.
لبنان الدولة الأفقر تسليحا بين دول المواجهة وسورية تسبق مصر في أسلحة الردع
بنحو 325 الف جندي نظامي حسب «ويكيبيديا» و342 الف احتياطي، بنى النظام السوري على امتداد عقود كثيرة منذ 1973 بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوة برية رادعة متفوقة من حيث العتاد حتى على مصر بحسب احصائيات «اس سي اس اس» لعام 2010. وذكرت الدراسة ان سورية تعد الدولة الأكثر عملا على تطوير اسلحتها الرادعة وخصوصا مضادات الصواريخ وهي تسير تقريبا بوتيرة سعي اسرائيل لتطوير أسلحتها ومضادات الصواريخ ايضا.
وذكرت بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان لبنان يعد دولة المحور الأقل امتلاكا للعتاد والآليات الثقيلة وحتى المقاتلات فقد أظهرت الدراسة ان لبنان يمتلك 4 مقاتلات فقط فيما تمتلك سورية 555 مقاتلة أغلبها من صنع روسي وقديمة الصنع على غرار، ويمتلك الأردن 102 مقاتلة ومصر أكثر من 461 مقاتلة. وتمتلك سورية نحو 4950 دبابة فيما تمتلك مصر 3723 دبابة. وتمتلك سورية نحو 4600 آلية ثقيلة فيما تمتلك مصر نحو العدد نفسه تقريبا بزيادة نحو 60 آلية تقريبا عن سورية.
وقد بنت كل من إسرائيل وسورية مخزونا كبيرا من الأسلحة المضادة للدروع، على الرغم من عدم وجود جرد دقيق للموجودات الحالية مع استحالة الوصول إلى معلومات سرية.
وتمتلك اسرائيل أعدادا كبيرة من صواريخ موجهة مضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة المضادة للدبابات، اما سورية فلديها أعداد كبيرة من مضادات الدبابات مع التركيز على استيراد أحدث الأسلحة من روسيا في السنوات الأخيرة. وقد سعت سورية لذلك اضطرار للرد الدفاعي ضد اي هجمات للدبابات الاسرائيلية.
واشارت الدراسة الى ان «اسرائيل وضعت برامج كبيرة لتصفيح آلياتها. مع الاشارة الى ان إسرائيل، تعلمت من تجربة الولايات المتحدة في العراق، مستنتجة ان القوات غير النظامية مثل حزب الله والفلسطينيين تعلموا كيفية تنفيذ الكمائن المتطورة المتناسبة مع الأسلحة المضادة للدروع مع تطوير القذائف الصاروخية (الآر بي جي) والعبوات الناسفة،وأن مثل هذه الهجمات تكون فعالة في حرب المدن ضد الدوريات التي من شأنها ان تكون عرضة للخطر».