22 حزيران.. ودروس التاريخ من روسيا!
موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
اليوم، 22 من يونيو/ حزيران، يَستذكر شعبنا بأكمله الذكرى 75 الأليمة، عندما شنت النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية والعسكريتارية اليابانية ودول المحور الداعمة لرأس الشر الثلاثي، الحرب على بلادي الاتحاد السوفييتي، ووطني الروسيا.
في سياقات الحرب العالمية خسرنا أكثر من 27مليون إنسان من أفضل وأشجع وأخلص بنات وأبناء شعبنا المعطاء، الذين أُسقطوا في معارك الوغى والبطولة والشرف للدفاع عن الأرض الكبيرة والعرض الاممي والمستقبل الوطني والعالمي، ومن أجل لجم الطاعون البُني، الذي تغوّل على كل البشرية وليس على اوروبا وافريقيا فحسب، مُهدِداً العالم برمته بالموت والدمار وسيادة أعراق معينة على أعراق، وتحويل ناس الكون الى عبيد وخدم للرايخ الهتلري والامبرطور هيروهيتو والدوتشة الغبي والمَعتوه.
لعل من الدروس الأنجع التي سجلها تاريخ العدوان الغاشم والرد البطولي عليه، ان الشر لا يمكن ان ينتصر مهما طال الزمن، ومهما سجّل من انتصارات في معارك الكر والفر والضربات الاولى، إلا أن مآلاته ومصيره مؤكدة الى الجحيم في الحرب الفاصلة، وهو ما كان عندما إنتحر أو نُحر هتلر، وزبانيته، وعندما علّق الأنصار الايطاليون موسوليني على خشبةٍ ليعدموه بطريقة معاكسة للتقاليد، وعندما قُذفت الاسرة الامبرطورية الى ظلام التاريخ والعتمة البرانية، بعدما كانت تفاخر بتقاليدها التوسّعية والاسترقاقية لشعوب آسيا والبشرية.
لم يكن قائد العدوان هتلر يُدرك في بدايات عدوانه على العالم بأنه بدأ بنفسه العد العكسي لنهايته نفسه. فالدكتاتور يُصاب عادة بعمى العظمة وقوة السلطة وقراراته النافذة ويعتقد بأنه إله الارض، فيصير بصيراً بلا بصيرة، ويستجلب الحقد والانتقام على نفسه من جانب بطانته أولاً، ومن العالم أجمع ثانياً. هذا المآل لم يُدركهُ هتلر سوى قبل لحظات الانتحار والنحر الجماعي لكل ما بَناه في مواجهته للعالم أجمع.
لكن، وفي الجانب الآخر، السوفييتي والروسي، سجّل التاريخ بفخرٍ عظمة الشعب السوفييتي والشعب الروسي والقيادات الحزبية والسياسية والعسكرية للدولة الاشتراكية. وقد كان الشعب الروسي الأكثر عدداً بين شعوب الاتحاد، وكان فخوراً بوحدته وجبروته وتصميمه على دحر العدوان الى حيث منطلق القمامة النازية، وهذا ما كان وشهدت عليه كل البشرية بأكملها من أقاصي الارض الى أقاصيها التي تم إنقاذها على يد الجندي السوفييتي – المُنقذ، القادم من موسكو بالذات.
واليوم، يُكرّر التاريخ نفسه، ولا ننصح أيّاً كان بالتهجم على روسيا والعدوان عليها، فلا يمكن لروسيا أن تنسى أو تتناسى مَن يتصيّدها ويتحيّن الفرص للانقضاض عليها وعلى جُندها ومواطنيها، وننصحهم بمراجعة التاريخين القديم والحديث على حد سواء، وهو كفيل بإعادة عرض الأحداث التي تشهد على ان عواصم غربية وآسيوية عديدة، وزعماء غربيين لا عد ولا إحصاء لهم، ارتعد أمامهم العالم وقادته، دون روسيا التي مرّغت وجوههم وأسماءهم في وُحًولِها، وتكسّرت راياتهم على أبواب موسكو وغيرها من مدن روسيا، واللبيب من الإشارة يَفهمُ!
روسيا لا تنسى الصديق، كما لا تنسى العدو، وإن كان الشعب الروسي وقيادته صبوراً وهادئ الاعصاب، إلا أن هذا لا يَعني خُسران الجولة، فهي ماتزال في بداياتها؟!
سنبقى نذكر للأبد كل مَن أسيل دمه على تراب روسيا الزكي، في سبيل إنقاذها وإنقاذ العالم أجمع من وحشية الطاعون الاسود العالمي، بمن فيه أولئك الخصوم من كل حدب وصوب ولون الذين يستذكرون هزيمتهم التاريخية على يد الجيش الاحمر، واليوم يسعون خاسئين لاستعادة هيبتهم وإضعاف روسيا بوتين الجبارة، ورئيسها المِقدام الذي يُدهِشُ العالم بقراراته وإصراراه للمضي قدماُ للأمام.. ولا خطوة للوراء!
*رئيسة الفرع الاردني لرَاَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ.