21 تموز 2006: صمود المقاومة يبدّد أمنيات #رايس بقيام شرق أوسط جديد
في الحادي والعشرين من تموز عام 2006، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس عن مخطط لإنشاء شرق أوسط جديد، غايته القضاء على المقاومة في لبنان والمنطقة بهدف إراحة “إسرائيل”، مؤكدة رفضها وقف العدوان على لبنان قبل تحقيق هذه الغاية.
عدوانٌ لم يكن الإسرائيلي والأميركي وحدهما فيه، فقد بيّنت وثائق “ويكيليكس” المهرّبة من سجلات وزارة الخارجية الأميركية أن ملوكاً ومسؤولين عرب أجروا خلال تلك الفترة اتصالات بالإدارتين الاميركية و”الإسرائيلية” طالبين إليهما إطالة أمد الحرب على لبنان، كوزير الخارجية آنذاك سعود الفيصل، الذي وصف المقاومين بالمغامرين.
اليوم بعد مرور عشر سنوات على الحرب، لا تزال حلقات التآمر السعودي على المقاومة متواصلة عن طريق إدراجها على لائحة الإرهاب ودعمها الجماعات الإرهابية والاندفاع غير المسبوق نحو التطبيع مع “إسرائيل”.
عن أسباب التآمر على المقاومة، يقول المفكر العربي أشرف بيومي لإذاعة النور إن عائلة آل سعود منذ نشأتها معروفة بتحالفها مع الاستعمار، وفي أيام عدوان تموز 2006 كان سعود الفيضل يحث الإدارة الأميركية على ضرب المقاومة، تماماً كما حورب الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ضمن إطار التحالف مع الصهاينة الذي لم يعد في الإعلان عنه اليوم أيّ حرج لدى آل سعود الذي يضمرون العدواة للمقاومة اللبنانية كونها سجلت وما زالت تسجل الانتصارات ضد العدو “الإسرائيلي”.
ويؤكد بيومي أن مشروع الشرق الأوسط الجديد لا يزال مستمراً، والمطلوب مزيدٌ من الصمود والمقاومة لأن الإدارتين الأميركية والإسرائيلية، بمعية حلفائهما في العالم والمنطقة، لم يغيّرا أهدافهما بعد. ويلفت إلى أن سوريا اليوم تشكل عقبة أساسية أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد، لذا كان لا بدّ من تدمير النظام فيها، وسط صراعٍ دولي متواصل.
لم يختلف كثيراً مشهد الأمس عن اليوم، فالدول نفسها التي كانت تستهدف المقاومة عبر العدو الصهيوني، هي ذاتها التي تستهدفه اليوم من خلال الجماعات الإرهابية التكفيرية، إلا أن التجربة الماضية أثبتت أن المقاومة منتصرة لا محالة وأنها تزداد في كل يوم قوة ومنعة.
المصدر: إذاعة النور