2013 عام الإخفاقات الإسرائيلية السياسية
ترك عام 2013 بصمته على السياسة الإسرائيلية بشكل ملحوظ بعد سلسلة من المتغيرات الإقليمية والدولية أثرت بشكل سلبي على سياسة إسرائيل الخارجية.
وكانت الأزمة السورية والملفان الإيراني والفلسطيني أسبابا في أزمة في العلاقات بين إسرائيل والغرب.
فقد أظهر نجاح المفاوضات بين طهران والسداسية الدولية فشل إسرائيل في فرض إملاءاتها على الدول الغربية.
وعلى صعيد المفاوضات مع الفلسطينيين، باتت إسرائيل تتلقى انتقادات من قبل الغرب بسبب سياستها الاستيطانية.
ويرى احد المحللين السياسيين أن “التطور الأبرز لإسرائيل هذا العام كان من دون شك بلوغ أزمة الثقة مع واشنطن ذروتها لا سيما بعد اتفاق جنيف بين طهران والغرب، الذي أبرز عمق الخلافات الإسرائيلية الأميركية كما أبرز القلق الإسرائيلي من سيناريو إبتعاد واشنطن عن حلفائها التقليديين”.
2013 كان عام الإخفاقات الإسرائيلية، على صعيد الكيميائي السوري، وإحتمال توجيه ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضد سوريا وإفشالها من قبل روسي والملف النووي الإيراني الذي عملت موسكو جاهدة على إبعاد الخيار العسكري فيه الذي لطالما كانت تنادي به إسرائيل.
بالإضافة إلى جلوس طهران مع الدول العظمى حول طاولة المفاوضات الذي أظهر فشل إسرائيل في فرض إملاءاتها على الدول الغربية، ما انعكس سلبا على المفاوضات مع الفلسطينيين.
وراى محلل سياسي آخر أنه “في العام 2013 كانت هناك لقاءات بين الوفد الإسرائيلي والوفد الفلسطيني، ولكن لم تتم مفاوضات، حتى الجانب الأميركي لم يكن حاضرا في كل اللقاءات، بل في معظم اللقاءات، لذلك يمكن إعتبارها عاصفة فكرية فقط، تكلموا بكل شيء ولكن لم يتوصلوا إلى أي اتفاق”.
لم تكن عودة المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من اجل الوصول إلى تسويات دائمة، ولكنها اتت تلبية لرغبة الولايات المتحدة في إحراز تقدم في هذا الملف، يسجّل لصالحها.
لكن سياسة إسرائيل الإستيطانية قد تنسف هذه الساعي وتعرض إسرائيل لعزلة دولية، خصوصا وانها باتت تتلقى الغنتقادات من واشنطن والغرب، بسبب سياساتها في المنطقة.
واعتبر المحللون ان هذا العام اتسم بالإخفاقات الإسرائيلية في سياستها الخارجية خصوصا في الملف الإيراني الذي أخذه على عاتقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والذي قرر في نهاية المطاف هي الدول الغربية، وأيضا في الملف الفلسطيني الذي يبدو أنه إلى طريق مسدود”، لافتين إلى أن “نهاية هذا العام تنذر ببداية عام يكون أصعب بالنسبة إلى إسرائيل خاصة في الملفين الفلسطيني والإيراني اللذين ينتظران حسما واضحاً في العام المقبل”.
وهناك إجماع بين المراقبين في إسرائيل على ان سياسة الحكومة لم تكن ناجحة في التعامل مع الكثير من الملفات في العام 2013، بل أظهرت تراجعا كبيرا في سياسة أدت غلى زعزعة الثقة بين المواطنين والحكومة في الداخل، وتوجيه الإنتقادات اللاذعة من الخارج.
المصدر: روسيا اليوم