170 الف صاروخ موجه نحو اسرائيل
عادت الصواريخ لتحتل مكانة مميزة في الحديث الإسرائيلي عن المخاطر التي تبلورت مؤخراً.
فقد أعلن وزير الدفاع الجنرال موشي يعلون أن “عشرات الآلاف من الصواريخ موجّهة في هذه اللحظة نحو إسرائيل”، كما أن شعبة الاستخبارات العسكرية أشارت في تقديراتها إلى أن عدد الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل تبلغ 170 ألف صاروخ، وأن عدد الصواريخ بعيدة المدى الموجودة في قطاع غزة تضاعف 20 مرة منذ حرب “عمود السحاب” في تشرين الثاني العام 2012.
وفي مراسم إحياء ذكرى قتلى جنود لواء “الناحال” في برديس حنا قرب حيفا، تطرق يعلون للمخاطر الإستراتيجية التي تواجه الدولة العبرية. وقال “حولنا دول ومنظمات ظامئة للدماء وتطفح بالكراهية، فهمت أن قوة وقدرات الجيش الإسرائيلي، ولواء الناحال مكوّن مركزي فيه، لا يسمحان بالعمل ضد دولة إسرائيل في معارك جيش ضد جيش، لذلك اتجهوا نحو طريق الإرهاب والصواريخ، ونزع الشرعية ومحاولات تطوير سلاح نووي”.
وأضاف يعلون أن “عشرات آلاف الصواريخ، في الجنوب والشمال، موجهة الآن أيضا نحو إسرائيل. ولو كانوا يقدرون، لاستنزفوا مواطني إسرائيل في كل يوم. لو أنهم يفلحون، لعملوا بشكل يومي ضد أهداف مختلفة، واستخدموا الإرهاب، وحاولوا تيئيسنا من العيش هنا، لكنهم أيضا يعرفون أننا نجيد خوض الحرب إذا ما تطلب الأمر، وسنقطع يد من يريد بنا السوء”.
من جهة ثانية، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية أن عدد الصواريخ التي توجد في غزة والقادرة على الوصول إلى تل أبيب تضاعف 20 مرة منذ حملة “عمود السحاب”، واليوم يوجد لدى حركتي حماس و”الجهاد الإسلامي” في القطاع ما لا يقل عن 400 صاروخ قادر على الوصول إلى مدى 75 إلى 80 كيلومترا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم قيام السلطات المصرية بإغلاق أنفاق تهريب السلاح بين مصر والقطاع في منطقة رفح، إلا أن حماس و”الجهاد الإسلامي” طوّرا في غزة صناعة عسكرية محلية لإنتاج الصواريخ بعيدة المدى ذاتها. ورأت الصحيفة أنه من “ناحية حماس، كان إطلاق النار على تل أبيب انجازاً مهماً في الوعي، لم يسبقها إلى ذلك سوى (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين في حرب الخليج الأولى في العام 1990. ولهذا ففي الأشهر الأخيرة تجدهم يشددون وتيرة الإنتاج المحلي من خلال ورش الخراطة وحملات تجارب متكررة باتجاه البحر”.
وقد عرض رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي العميد ايتان بارون الموضوع أمس، في محاضرة ألقاها ضمن “مؤتمر هرتسليا”. وقال إن “حجم عديد الصواريخ في غزة: بضعة آلاف من الصواريخ لمدى 20 كيلومتراً، بضعة آلاف صواريخ إلى مدى 40 كيلومتراً، وبضع مئات من الصواريخ إلى مدى 80 كيلومتراً”.
وعند تناوله شؤون الساحة الشمالية، قال بارون إنه تتركز في لبنان عملية بناء قوة “حزب الله” في جهدين أساسيين: الزيادة المهمة لكمية الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وبالأساس نجاعتها وقوتها التدميرية.
وأوضح بارون أن “لدى حزب الله مئة ألف صاروخ قصير المدى، بضعة آلاف من الصواريخ التي يبلغ مداها حتى 250 كيلومتراً ـ هذه المجموعة تصل إلى غوش دان والى منطقة تل أبيب ـ وبضع مئات من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية إلى مدى أبعد يمكنها أن تصل إلى كل أراضي إسرائيل”. وأضاف “في نهاية الأمر سيكون طريق انتصار حماس عبر الاستنزاف. وإسرائيل لا يمكنها أن تقاتل لزمن طويل مع كثير من الإصابات، مثلما كان في حرب لبنان الثانية”.
عموما اعتبر أن “العنصر الأساس هو فكرة تحسين قدرة الإصابة للجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويتضمن هذا الميل الحرب من جبهتهم الداخلية ضد جبهتنا الداخلية بشكل يزيد قدرتهم على البقاء وعلى تحمل الخسائر”.
وقال إن “منظمات الإرهاب تفلح في مهمتها إعادة ملء مخازنها من الصواريخ بعد عام ونصف العام من حرب عمود السحاب”، مشيراً إلى أنه “في كل لحظة معينة هناك 170 ألف صاروخ موجه نحو إسرائيل رغم أن غالبيتها ذات مدى قصير”. وأضاف أنه حتى وقت قريب كانت “في الجانب الثاني قدرات عددية وحسب، لكنهم حاليا يطورون قدرات هجومية دقيقة، وإيران هي مصدر الخبرات المركزية في هذه العملية”.
واستعرض بارون الجبهات الأخرى، وبينها إيران، مركزا على مشروعها النووي، كما أشار إلى الجبهة السورية حيث أن لـ80 في المئة من المتمردين ضد النظام السوري أجندة إسلامية.
ولاحظ أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتجرد من سلاحه الكيميائي، وأن الاستخدام الواسع للجيش في المعارك ضد المتمردين تقود إلى تآكل قدرات هذا الجيش. وأشار إلى أن “حزب الله” منشغل بالقتال إلى جانب القوات السورية ومعالجة أمر النازحين السوريين في لبنان، وأيضا في بناء قدرة ردعية في مواجهة إسرائيل بما في ذلك استخدام صواريخ متطورة باتت لديه بكميات كبيرة.
حلمي موسى – صحيفة السفير اللبنانية