’يوهان’ تشتدّ عصفاً .. فهل من مزيد؟

موقع العهد الإخباري:

طرقات مقطوعة .. وتعطل شبكات المياه والكهرباء عن عدد من المدن اللبنانية

إنّه شباط “ما في ع كلامه رباط”، هكذا بدأ شهر شباط مصطحباً العاصفة “يوهان” التي بدأت اليوم برمي حملها على لبنان من شماله الى جنوبه فالبقاع. طقس مغبر وأمطار موحلة ورؤية سيئة الحال نفسه في كل المناطق، حيث تسببت العاصفة “يوهان” بأضرار كبيرة على الطرق، كما انخفضت درجات الحرارة وعصفت رياح قوية تسببت بقطع بعض الطرق. هذا، في وقت دعت فيه قوى الأمن الداخلي، السائقين الى “متابعة حالة الطرقات الجبلية قبل سلوكها، والتجهز بسلاسل معدنية إذا دعت الحاجة”.

وأعلنت قوى الأمن ان طرق زحلة – ترشيش وعيناتا الأرز واللقلوق – العاقورة وكفرذبيان – حدث بعلبك مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، كذلك طريق ضهر البيدر. وتسببت العاصفة باقتلاع بعض الاشجار واللافتات، مما أدى الى وقوع بعض الحوادث، كما انقطعت خطوط الكهرباء والانترنت عن بعض القرى والمنازل.

في غضون ذلك، تفقد محافظ بيروت القاضي زياد شبيب الأضرار التي خلفتها العاصفة عند الواجهة البحرية في بيروت، وأعطى تعليماته إلى أجهزة البلدية وفوجي الإطفاء والحرس بوجوب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العابرين. وطلب من المواطنين عدم الاقتراب من الشاطىء لممارسة هواية التصوير أثناء العاصفة، حفاظا على سلامتهم.

في الشمال تسببت العاصفة والرياح العاتية بأضرار في المزروعات بعد تساقط الليمون وتمزق البيوت البلاستيكية، كما أدت الرياح الشديدة الى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض البلدات والقرى في الضنية، وإلحاق أضرار بالشبكة في المنطقة، إضافة إلى اقتلاع بعض الأشجار الحرجية والمعمرة.

وفي طرابلس، تسببت الرياح بسقوط نافذة من طبقات مبنى في شارع المئتين وتحطم واجهة سيارة متوقفة أسفله.

واشتدت الرياح في منطقة البترون وتخطت الامواج الستة أمتار على الشاطئ ومرفأ الصيادين، فألحقت الاضرار بممتلكاتهم ومراكبهم التي غمرتها المياه. كما تسبب العاصفة بأضرار في الاعمدة والشبكة الكهربائية. كما اقتلعت الرياح عدداً من الاشجار واللوحات الاعلانية وتسببت بأضرار في المطاعم والمؤسسات السياحية على طول الشاطىء الممتد من جسر المدفون وصولاً الى شكا فاقتلعت الرياح عدداً من الخيم التي اجتاحتها الامواج ايضاً.

أما في عكار، فقد بدأت الثلوج بالتساقط اعتباراً من  ارتفاع 1200 متر وما فوق على المرتفعات الجبلية في عكار مع اشتداد سدعة الرياح شمالاً وارتفاع أمواج البحر وتوقف مرفأ الصيد في العبدة كما تضرر عدداً من البيوت البلاستيكية في قبة شمرا في سهل عكار نتيجة الرياح التي اشتدت بعد ساعات الظهر.

والى البقاع، تساقطت الثلوج على ارتفاع 900 متر في البقاع الشمالي كما بدأت الثلوج تهطل بكثافة في مدينة بعلبك وجوارها، فيما أدت العاصفة الى اقتلاع بعض الاشجار واللوحات الاعلانية، بالاضافة الى تعطل شبكات المياه والكهرباء بسبب سرعة الرياح التي وصلت الى 100 كلم في الساعة.

وأدى الطقس العاصف الى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات القرى التي تتغذى بالتيار من محلة أنصار، كذلك غطّى الغبار الذي حملته الرياح السيارات وخزانات المياه.

العاصفة حلّت ثقيلة ايضاً في قرى وبلدات البقاع الغربي، حيث بدأت الثلوج تغطي هذه القرى ابتداء من ارتفاع 850 متراً بعد يوم من العواصف والرياح الشديدة واﻷمطار الموحلة في ضل استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي أرق المواطنين في المنطقة.

 
وفيما اشتدت العاصفة “يوهان” عصر اليوم الاربعاء، غمرت الثلوج مرتفعات وقرى شبعا وكفرشوبا وكفرحمام، حيث بلغت سماكتها في شبعا حوالي 10 سم، وفي كفرشوبا 5 سم، وباتت الطرقات التي تربطها بحاصبيا وراشيا الوادي، سالكة فقط أمام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية. سماكة الثلوج قطعت طرقات بلدة شبعا ومحيطها واحتجز عدد من باصات المدارس حيث عملت الجرافات على انقاذها. وكانت الرياح العاتية الحقت اضراراً بخيم النازحين السوريين في سهل ابل السقي، وأدت الى قطع التيار الكهربائي عن معظم قرى حاصبيا، وجرفت السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة، الأتربة والوحول الى بعض طرقات حاصبيا، كما غمرت الحقول المزروعة بالخضار، في وادي الحاصباني وفي سهول المجيدية والماري وسردة.

جنوباً، وفي مرجعيون، حلّ “يوهان” ضباباً وصقيعاً مصحوباً برمال حابساً المطر عن الهطول. فبعد ليل عاصف ومطر خفيف استفاق أهالي المنطقة على ضباب يلفّ القرى ورمول غطت السيارات وزجاج المنازل مصحوباً بتدني درجات الحرارة.

وفي بنت جبيل، تساقطت الثلوج بعد ظهر اليوم على قرى قضاء بنت جبيل وكونت طبقة خفيفة راوحت سماكتها ما بين 3 الى 7 سنتم في القرى التي ترتفع 750 م وما فوق عن سطح البحر وأصبحت الرؤية سيئة على الطرق بسبب تكوّن الضباب الكثيف.

وارتفعت حصيلة الاضرار التي خلفتها العاصفة التي تضرب لبنان حيث أفيد عن سقوط مأذنة مسجد عبد الله بن رباح في عين الحلوة في صيدا وعدد من اللوحات الاعلانية وأضرار مادية في شبكة الكهرباء مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء المدنية في وقت تراجعت فيه الحركة التجارية في المدينة بسبب غزارة الامطار واشتداد سرعة الرياح.

 
“العاصفة “يوهان” التي تضرب لبنان لم يستثن عصفها منطقة في لبنان، فقد سببت اضراراً مادية أيضاً في صور لا سيما في منازل جل البحر التي يسكنها اللاجئون الفلسطينيون، حيث تضررت بعضها جراء الامواج العالية التي دخلتها وسحبتها نحو الشاطئ. وطالب اصحاب هذه المنازل بالعمل على مساعدتهم.

ووصلت سرعة الرياح الى 90 كلم في الساعة مترافقة مع امطار غزيرة محملة بالوحول، ما ادى الى اقتلاع الاشجار وتطاير بعض اللوحات الاعلانية المرفوعة على جوانب الطرقات، وتضرر مطعم عند الكورنيش البحري في صور.