يوم من حياة جندي في الجيش العربي السوري
موقع إنباء الإخباري ـ
نص بقلم المحامية سمر عبود:
يمسك بسيجارته، وينفث بها، كأنما يعتصر الألم الذي ألمّ بوطنه ويطرده خارجاً.
يقول ويحترق الحرف في حنجرته: “افرح عزيزتي، حين أشعر أنني داخل الحدث، أعطي ما عندي، ولا أكون على هامش ما يحدث. لا أشعر بالخوف، كل ما أخشاه هو يد الغدر.
أحببتها قبل دخولي الجيش، ولم أقل لها شيئاً خوفاً أن تفقدني يوم أنال الجائزة، هكذا أطلق على الشهادة.
درست الرياضيات، وكنت أستاذاً لمدة سنتين، من ثم طُلبت للخدمة، فلم أتوانَ، وأتيت وكلّي أمل أن أعطي لوطني بعضاً مما أعطاني.
ودّعني والدي قائلاً لي إياك أن تعود شهيداً، وفي ظهرك رصاصة.. ولن أخذله.
“وابتدأت خدمتي، ليلنا نهار، ونهارنا نهار، نعمل حسب مناوبات حراسة ومواجهة.
حدثني عن إحدى المواجهات، التي كان جزءاً منها، وبدأت أساريره تتهلل بأحلى ابتسامة.
قال: “وصلنا في الساعة الخامسة والنصف إلى حي التضامن في دمشق، ومن بعدها اجتمعنا مع قائد العملية.
تلقينا التعليمات وطلب منا أيضاً التعاون مع اللجان الشعبية. دخلنا المناطق التي يأسرها الإرهابيون. كانت خالية من السكان تماماً، كأنها مدينة أشباح”. وراح يضحك، أعجب لبرودة أعصابه، كأنما يعيش فيلماً وليس حرباً.
يتابع ويقول: “استقبلنا الارهابيين بكافة أنواع الاسلحة، قناصات، رشاشات، وقذائف هاون، سقط معظمها في مناطق مأهولة بالسكان مثل شارع نسرين، وبدأت المواجهة. كنا قرابة الثلاثماية. أحرزنا تقدماً لكن كثرة القناصين شلّت حركتنا.
قُتل منا ثلاثة جنود، وتم القضاء على خمسة وأربعين إرهابياً، وألقي القبض على عشرة، معظمهم عرب غير سوريين.
انتهت العملية قرابة الساعة الخامسة، لكن للأسف دمرت البيوت التي كان يقطنونها. ما لفت انتباهي الشعارات المكتوبة على الحيطان، مثل “إذا كنتم جنود الأسد فنحن جنود الواحد الأحد” و”لبيك يا عرعور” وغيرها.
كنا نسمع عواءهم، وضرب الطناجر. ولكن المضحك أنهم عندما هربوا كانوا كأنهم في سباق فورمولا وان”. وضحك كثيراً.
كم احببت ضحكته، ورغم أني لا أطيق دخان السيجارة، أحببت الدخان وهو ينفث فيه قوته وعنفوانه وشجاعته.
تابع يقول: “جلسنا، أكلنا، بعض منا نام، والآخر حراسة، وتناوبنا كل منا أربع ساعات. في الليل كنا نهنئ بعضنا على الجائزة التي نالها رفاقنا، ونتمنى أن نلقاها أيضاً”.
“حين أكون على خط النار يهجرني الخوف، وأشعر أنني أحمي أرضي وأحافظ عليها ممّن يعيث بها فسادا”.
تكلمنا في فترة استراحته. بعد قليل سيذهب ليتابع عمله، ليسهر وليدعني أنام مطمئنة، قريرة العين، ليدفع عني وعن سوريتي الحبيبة البلاء. سيحمل بندقيته ويرقب كل حركة وكل صوت.
اليوم هو في داريا، حسبما قال، باتت العملية في نهايتها. أدعو الله أن يحميه ويبعد الشر عنه.
قال لي: “لا ينتظرني أحد”، حين سالته عن الحبيبة، فقلت له: “كلنا في انتظارك”.
نعم كلنا في انتظاركم، نحن الأهل، الأب والأم، الأخ والأخت والحبيبة. نحن أنتم، فلولاكم ما كنا وما كان الوطن.
دمتم لنا حماة الديار.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله ألأمين
لقد شرف الله جندي الجيش العربي السوري بأنه لا يدافع فقط عن سوريا الحبيبة، بل عن الأمة كلها ..
مفارقات عجبية!
منذ متى كان الحسن الثاني وخليفته محمد السادس بهمهم حرية وكرامة الأمة وهم يذلون شعوبهم؟!
يجب أن يركع المغربي وهو يقبل يد محمد السادس!
والآن هذا الشهر يجمتع مؤتمر عن سوريا لمساندة العصابات الإرهابية التي لا تعرف معنى كرامة الإنسان!
ورمزيات عجيبة!
أتعرفون لماذا كان وما زال التركيز على حمص؟!
هناك في حمص قبر خالد بن الوليد رضي الله عنه
وهم مصممون ‘ن رجعوا أن يذهبوا لقبره ليقولوا ها قد عدنا ياخالد!
كما قالها هنري غورو عندما توجه مباشرة إلى الجامع الأموي و عند ضريح القائد صلاح الدين قال هذه الكلمات:
(أنت قلت لنا في إبان حروبك الصليبية إنكم خرجتم من الشرق ولن تعودوا إليه ،وها نحن قد عدنا ، فانهض لترانا هاهنا،لقد ظفرنا باحتلال سورية)
هذه هي رمزيتها
لكن بسالة الجندي في الجيش العربي السوري لن تمكنهم من ذلك
لذا أقول يجب أن يعرف الجندي العربي السوري هذه الأبعاد، ليعلم أنه يدافع عن الأمة بأسرها
اللهم انصر سوريا المقاومة
وبالله التوفيق،،،