يوم القدس العالمي: فلسطين والأسرى.. التحرير بالمقاومة
موقع قناة المنار-
ذوالفقار ضاهر:
جاء عرض مسلسل “شارة نصر جلبوع” على شاشة قناة المنار وغيرها من الشاشات خلال شهر رمضان المبارك لاعادة تسليط الضوء على قضية الاسرى في سجون العدو الاسرائيلي، وما يعانيه هؤلاء الأبطال في غياهب السجون من ظلم واضطهاد تقوم به قوات العدو الصهيوني في الزنازين وحرمان الاسرى من أبسط حقوقهم الانسانية وبالحصول على الغذاء السليم والرعاية الطبية الضرورية.
كما أعيد إبراز الارادة الفولاذية التي يتمتع بها الاسرى على الرغم من كل الصعوبات، فالمعنويات تبقى عالية وحاضرة لمجابهة السجان الصهيوني بكل تفاصيل الحياة اليومية للأسير، ناهيك عن قدرة الأسرى على المناورة وفرض شروطهم على إدارة السجون المتجبرة من خلال خطوات كثيره بينها الاضراب الفردي عن الطعام والاضراب الجماعي المفتوح عن الطعام والانتفاضة داخل السجون وتدخل المقاومة لفرض معادلات لالغاء الاعتقال الاداري ولحماية الاسرى من الاعتداءات داخل السجون، بالاضافة الى عمليات تبادل سابقة نفذتها المقاومة لاطلاق سراح أسرى، وصولا لقدرة الأسرى على مواصلة المقاومة من الداخل عبر كسر إرادة السجان وفك القيود والتفوق على كل الاجراءات الأمنية واللوجسيتية والتدابير المتشددة التي يقيمها العدو على هؤلاء المدنيين العزل.
ولا بد من الاشارة انه في يوم 6 سبتمبر/ايلول من العام 2021 تمكن ست اسرى فلسطينيين هم: أيهم كممجي، مناضل نفيعات، زكريا الزبيدي، يعقوب قادري، محمود ومحمد العارضة، تمكنوا من حفر نفق من زنزانتهم(رقم 5) داخل سجن جلبوع الى خارج سوره بمسافة تقارب الـ25 مترا، وقد شكلت العملية صفعة امنية وواقعية كبيرة لكل الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي فعّلت كل قدراتها لإعادة اعتقال أبطال العملية خلال مدة أسبوعين.
ولعل إعادة اعتقال الأسرى خلال مدة أسبوعين والتفاصيل التي كشفت حتى الساعة والصعوبات التي عاناها الاسرى وكل الملاحقات الامنية التي نفذها الصهاينة(عبر استنفنار كل القوات على الارض والخلايا الامنية والعملاء، تفعيل المسيرات وكاميرات المراقبة، التجسس على الاتصالات وغيرها من الامور التي قد تكون بقية كي الكتمان ولم يكشف عنها)، كل هذه المسائل تظهر حالة السجن الكبير الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة، ونفس الامر الى حد كبير يعاني منه قطاع غزة المحاصر جوا وبرا وبحرا.
هذا الامر يتطلب فعلا البحث عن الحلول الممكنة لفك الحصار المطبق وكسر قيود السجن الاسرائيلي الأوسع من “معتقل جلبوع”، وكيف يمكن إطلاق حرية الشعب الفلسطيني من سطوة السجان الاسرائيلي داخل المعتقلات وخارجها؟ فهل مثل هذا الامر يتحقق بغير المقاومة؟ ولا سيما المقاومة العسكرية والمعادلات الرادعة التي ترسمها بمواجهة العدو، هل تحرير الاسرى من “جلبوع” وغيره من المعتقلات قد يتم بغير عمليات الأسر التي تنفذها المقاومة ضد جنود العدو الاسرائيلي في الامكنة التي يتاح لها ذلك للمبادلة وإطلاق سراح الاسرى؟ هل بالامكان تحرير فلسطين والمقدسات فيها بغير المقاومة العسكرية وضرب بنيان كيان العدو الاسرائيلي المؤقت؟
الاكيد ان الاجابات واضحة لا تحتاج الى كثير من البحث، فكل التجارب أثبتت ان هذا العدو الاسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة ولا يمكن تحقيق أي شيء بمواجهته إلا بالقوة، وأن كل لغات التفاوض والتطبيع والاتفاقات وغيرها من مسارات الآمال الواهية لا توصل إلا الخيبات والتنازلات بدون طائل ولا فائدة، ولنا بما جرى خلال شهر رمضان الحالي وما جرى خلال شهر رمضان الماضي وما تخلله من “عملية سيف القدس” خير مثال على ذلك، حيث ردعت المقاومة العدو ومنعته من التمادي بالاعتداء على اهل القدس المحتلة، كما منعته مؤخرا من المساس بالمسجد الاقصى وتنفيذ مخططاته التهويدية والتملودية فيه.
كل ذلك يتزامن مع إحياء العالم الاسلامي واحرار العالم ليوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الخميني(قده) قبل 43 عاما نصرة لفلسطين ومقدساتها وشعبها وتكريس القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمتين العربية والاسلامية وجوهرها ومحورها القدس، وبالحقيقة ان كل ما يجري من تطورات يؤكد مدى صوابية إعلان هذا اليوم للقدس وفلسطين وترسيخه في وجدان وفكر وضمير وممارسات أبناء هذه الامة في ظل كل المؤامرات التي تتعرض لها قضية فلسطين والتي برزت مؤخرا في تطبيع بعض الانظمة العربية والخليجية مع العدو الاسرائيلي وتخليهم عن ثوابت الامة وطعن الشعب الفلسطيني وقضيته بالظهر وفتح الباب امام الصهاينة لممارسة ما يريدون في الاراضي المحتلة.
من هنا لا بد من التأكيد ان فلسطين والقدس وكل أبناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الاسرى في كل المعتقلات الصهونية ينتظرون احرار الامة ومقاومتها لتحريرهم من الاحتلال وفك القيود عن كل فلسطين التاريخية وإزالة “اسرائيل” من الوجود، وبهذا السياق لا بد من الاشارة لما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته ضمن فعاليات منبر القدس بمناسبة يوم القدس العالمي يوم 26-4-2022 حيث أكد “إننا وكل الشرفاء في هذه الأمة على موعد مع القدس إن شاء الله وللصلاة فيها.. من أجل القدس تبنى اليوم جيوش حقيقية وقوى ومقاتلون أولو بأس شديد”.