يوم الطفل الفلسطيني.. إعتقال وتعذيب وحرمان من الحقوق
صحيفة البعث السورية-
د. معن منيف سليمان:
يصادف اليوم، الخامس من نيسان، يوم الطفل الفلسطيني، الذي يمرّ على أطفال فلسطين وهم لا يزالون يعانون من انتهاكات الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحقهم. وبينما يتباكى العالم على أطفال أوكرانيا، يعيش أطفال فلسطين أوضاعاً مأساوية، إذ تستهدفهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالقتل، وتعمد إلى اعتقالهم من منازلهم ليلاً، والزّج بهم في السجون، وتعرّضهم لأبشع أساليب التعذيب.
وقد أعلن عن هذا اليوم، في 5 نيسان 1995، في مؤتمر الطفل الفلسطيني الأول. ويُحيي الفلسطينيون هذا اليوم، بتنظيم العديد من الفعاليات والنشاطات الترفيهية والثقافية والتربوية والرياضية والإعلامية، بهدف مناصرة أطفال فلسطين الذين يفتقدون لأبسط حقوق التمتّع بطفولتهم.
ويتعرّض الأطفال في فلسطين إلى جرائم متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ اعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني مئات الأطفال ممن تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، وحكم عليهم بالسّجن لسنوات طويلة، تجاوزوا خلالها سجن الطفولة في الأسر، ويتعرّضون لكافة سياسات التنكيل الممنهجة، ومنها التعذيب، ويتمّ احتجازهم في ظروف قاسية.
ومن بين أفظع الانتهاكات الصهيونية الاعتقال ليلاً، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم قبل وخلال عملية اعتقالهم، واقتيادهم وهم مكبلون، وتركهم دون طعام أو شراب لساعات طويلة، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، وإصدار الأحكام غيابياً بحقهم، وفرض أحكام وغرامات مالية عالية، وحرمانهم من لقاء المحامين وزيارات الأهل، وغير ذلك من الانتهاكات.
وتصدر سلطات الاحتلال أحكاماً جائرة بحق الأطفال، بعد التعديلات التي أحدثتها على القوانين الخاصة بالأحداث، بما يتناسب مع سعي الاحتلال لتشريع إدانة الأطفال، إضافة إلى تتبع منشورات منصّات التواصل وطرحها كتُهم “أمنية”، واعتقال الأطفال على إثرها وإخضاعهم للمحاكمة والسجن، ما يعدّ من بين المخالفات الجسيمة للقانون الدولي، كما أبقى الاحتلال الصهيوني على عقوبة الحبس المنزلي لأطفال القدس، في وقت يتغنّى العالم بقيم العدل والمساواة. وتنتهك سلطات الاحتلال بشكل ممنهج وصارخ الحقوق الأساسية لأطفال فلسطين كحق التعليم من خلال هدم المدارس أو اقتحامها، واستهداف الطلبة وملاحقتهم واعتقالهم والتهديد المستمر لهم بإعاقة حياتهم اليومية.
إن سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتّع بها جنود الاحتلال وعلمهم المسبق بأنهم لن يحاسبوا على أفعالهم مهما كانت، تشجّعهم على المضي في انتهاكاتهم لحقوق أطفال فلسطين وتصعيدها، وهذا الأمر يتطلّب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل اعتقال جميع مرتكبي الجرائم الإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين أو يسبّبون لهم الإعاقات الدائمة، في انتهاك مباشر للقانون الدولي.
وعلى دول العالم ومؤسّساته التي تتباكى على أطفال أوكرانيا أن تسعى إلى حماية أطفال فلسطين وطلبة المدارس وحقهم في التعليم والوقوف في وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستوطنيه عبر استهداف متواصل للأطفال.