يسلم تمّك “ابو رخوصة”
موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
كبريال مراد:
بدل ما يكحلها عماها. عبارة تنطبق على ما قاله رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس امس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته “الهيئات الاقتصادية” لاطلاق ما اسمته “صرخة من اجل انقاذ وسط بيروت”.
خطوة الهيئات تفهم على الشكل التالي: كان الوسط التجاري يضج بالحياة والسياح والتجار والمشترين، بالمحال التي تفتح ابوابها 24 على 24، فجاءت تحركات الشارع لتخرب بيوت الناس، وتدفع بهم الى الاقفال.
هل هذا صحيح؟ كمتابع للوضع في وسط بيروت اقول قطعاً لا. فمنذ سنوات والوسط لم يعد كما كان. وعشرات المحال التجارية مقفلة، او موضوعة برسم الاستثمار او الايجار. في محيط ساحة النجمة تكاد لا ترى منذ سنوات محلاً قادراً على تأمين بدل الايجار الذي تستوفيه منه الشركة الخاصة التي وضعت يدها على قلب العاصمة.
هناك متاجر مقفلة نعم، واخرى مهددة اكيد، ولكن لا بسبب مجموعة من الشبان قررت ان تعبّر عن رأيها، بل لان الجشع اعمى قلوب كثيرين، ففضلوا الغريب على ابن البلد، فصارت المحال والمطاعم ” عم بتصوفر” لأنها غير قادرة على استقطاب الزبائن الذين باتت العائلة من بينهم تحتاج الى “قرض مصرفي” لتناول الغداء في قلب العاصمة.
في مختلف بلدان العالم تجد شيئاً من كل شيء في قلب العاصمة. فتتاح الفرصة امام الغني والفقير لان يجد لنفسه ملاذاً للمأكل والمشرب والتنزّه والسهر والرياضة والثقافة… الاّ في قلب بيروت.
اللبنانيون يريدون العمران نعم، والصورة الجميلة ال classy التي تستقطب السياح من حول العالم، يعلمون ان الحركة السياحية مفيدة وضرورية، لكنها يريدون ايضاً وقبل كل شيء ان يشعروا بكرامتهم في وسط عاصمتهم. يريدونها للجميع ومن اجل الجميع، فيختاروا ما يناسبهم ولا يشعروا بأنهم غرباء في عاصمتهم.
يريدونها منظمة ونظيفة و”ست الدنيا” بالطبع، ولكنهم يريدون ان يلمسوا جمالها لا ان يكتفوا بمشاهدته من بعيد.
لعل هفوة الهيئات الاقتصادية تكون انطلاقة جديدة. فما قيل اضاء على مكمن الخلل. منذ العام 1992 وقلب العاصمة مسروق…والفرصة لا تزال سانحة لاعادته الى اهله، جميع اهله…ليجدوا سوق السمك وسوق الصاغة والنجارين والمنجدين وبائعي القماش والبهارات…ويدخلوا دور السينما والمسارح ويشتروا في الوقت عينه اغلى لوحة لاشهر رسامي العالم.
بيروت تريد اهلها، لتعود مشرقة… فحتى “الجنة من دون ناس ما بتنداس”.
[ad_2]