“يديعوت”: معلومة استخبارية قادت للانفجار مع قطر.. “هآرتس”: أي تنازلات ستُقدَم؟!
سلطت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء، أضواءها على قرار السعودية، مصر، الإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر، وأبعاده وتأثيراته على أكثر من طرف في المنطقة.
وشبهت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الأزمة التي تتعرض لها قطر بـ”هزة أرضية”، كاشفة عن أن ما قاد إلى هذا الانفجار، هي معلومة استخبارية التهمت الأوراق، ولم يكن السبب التحريض الجامح في قناة الجزيرة ضد فساد حكام الدول المجاورة، ولا حتى التذمر من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخمس التي أعلنت، بالأمس، عن قطع العلاقات مع قطر.
وبينت أن شخصًا ما قام بطرح معلومات دامغة على طاولات ملك السعودية، رئيس مصر، حاكم الإمارات وملك البحرين، حول مسارات نقل الأموال التي خرجت من قطر، ومرت عبر طرق التفافية حتى وصلت إلى تنظيمات “الإرهاب”.
وبحسب الصحيفة فقد “اهتم هذا الشخص بتصوير حقائب الأموال التي تم ارسالها إلى السودان وليبيا، علمًا بأن قطر لا تواجه مشكلة في السيولة المالية، والتي هدفت للحث على تجنيد الإرهابيين في سيناء ضد النظام المصري. كما نجح ذلك الشخص بإثبات بصمات قطر في محاولات إسقاط ملك البحرين”.
وأشارت إلى أن “المعلومات الاستخبارية التي وصلت الى الرياض، تسببت بجنون حكام الخليج. وجندت مصر كبار المذيعين لإعلان الحرب على “إمارة الغاز”، وأمطرت السعودية قصور الأمراء في الدوحة بالشتائم والتهديدات”.
وعلقت الصحيفة الإسرائيلية على إعلان النائب السابق في الكنيست عزمي بشارة – الناصح والمستشار الخفي لحاكم قطر الشاب تميم (37 عامًا) – بأنه قرر التخلي عن مكانته، وتفريغ كل وقته للكتابة، قائلةً :” لقد فهم بشارة إلى أين تهب الرياح ..”.
من جانبها، قالت الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أوريت فارلوب:” تواجه قطر حصارًا جويًا، بريًا وبحريًا (في جزء منه)، بعد 15 يومًا على زيارة ترامب إلى السعودية والإعلان عن اقامة “تحالف ناتو” عربي ضد ايران”.
وأوضحت أن “قطر تواجه الآن حصارًا بريًا وجويًا، في الوقت الذي تحلق فيه يوميًا 19 رحلة جوية بين دبي والدوحة، وتنتقل يوميًا ما بين 600 و800 شاحنة محملة بالمواد الاستهلاكية بين السعودية وقطر، متسائلةً في السياق: كيف ستصدر قطر الغاز الآن؟ وماذا عن الحرب ضد “داعش”؟؛ فقيادة الـ”ناتو” تتواجد في قطر، والطائرات التي تحارب “داعش” تنطلق من قطر. هذه مشكلة صعبة.
وأضافت فارلوب “حسب تقديري ستضطر قطر إلى التراجع، وسيتم إملاء “شروط النهاية” عليها. ستغير سياستها إزاء إيران، وستوقف دعمها العلني لها، وستسوي خطها مع السعودية ودول الخليج (الفارسي). وسيلحق ضرر معين بتمويل الإخوان المسلمين في قطر، وستضطر لطرد بعض شخصيات الجماعة الرفيعة، وفي المقابل، اعتقد انه لن تقوم الدول العربية بأحداث انقلاب في قطر، بسبب تخوفها من أن تواجه هي أيضًا هذا الأمر، وكعادتها “ستنهي الأمر” بينها”.
وجاء في تقريرٍ بعنوان (حصان طروادة في المعسكر السني) لصحيفة “إسرائيل اليوم”، “إن قطر ليست دولة عادية وفق أي مفهوم، فهي صغيرة جدًا، لكنها ثرية جدًا. وهي ليست قوة عظمى، لكنها وقحة وصفيقة، محافظة وجريئة”.
وأشار معد التقرير عوديد غرانوت، إلى أن قطر تعتمد استراتيجية البقاء للعائلة المالكة القطرية في الشرق الأوسط العاصف، على محاولة الإمساك بالعصا من طرفيه.
وأوضح قائلًا: “بعبارة أخرى تحافظ قطر على علاقات مع الجميع؛ إقامة قاعدة عسكرية كبيرة للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه مغازلة إيران؛ محاربة الإرهاب، وفي المقابل تمويل “داعش” و”جبهة النصرة” والآخرين؛ الوعظ ضد التطرف، ودعم الإخوان المسلمين بكل الطرق؛ استقبال قادة “حماس” كالملوك، وفي المقابل التحدث مع “إسرائيل” من تحت الطاولة؛ الوعظ على الديمقراطية في الخارج، ولكن سلب حقوق الانسان في الداخل؛ وبشكل خاص – النبش دون أن يرمش لها جفن، في الشؤون الداخلية لدول أخرى، بما في ذلك السعودية ومصر ودول الخليج “.
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن “قطر نجحت في كل ذلك بشكل جيد خلال السنوات الماضية، وترافق بالأزمة العابرة التي تم خلالها إعادة السفراء في عام 2014، إلى أن بلغ السيل الزبى. ما تأخرت قطر بفهمه، مع كل أموالها وعلاقاتها الجيدة مع الغرب، هو أن السعودية هي الآن صاحبة البيت أكثر من أي وقت مضى”، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى أنه “فور هدوء الصدمة التي أحدثها الإعلان السعودي عن قطع العلاقات مع قطر، بدأت جهود الوساطة والتهدئة. فالكويت وعُمان وتركيا، وحتى الولايات المتحدة، من وراء الكواليس، تحاول رأب الصدع في “المعسكر السني” الحليف. ويتواجد المفتاح بالطبع في أيدي القطريين الذين سيكون عليهم الاختيار بين العزلة الإقليمية، وانتهاج سياسة أكثر كبحًا وانضباطًا”.
وبحسب “إسرائيل اليوم” فإن “إسرائيل” تتعقب الأزمة الخليجية بمشاعر مختلطة. من جهة، حان الوقت لكي يقوم أحد ما بتلقين القطريين درسًا بسبب دعمهم المتواصل والمستفز لقيادة “حماس” وأعضائها الذين يعملون بدون ازعاج على أراضيها. وفي المقابل، بعد أن قلص الأتراك دعمهم لغزة وحصروه بحاويات الدمى، بقي التمويل القطري للوقود، ومشاريع الترميم في غزة هو الصمام الوحيد أمام أزمة إنسانية كبيرة، لا تريد “إسرائيل” حدوثها.
بدورها، علقت صحيفة “هآرتس” قائلةً :” من المتوقع أن يؤدي القرار، إلى فرض مصاعب على حركة حماس، التي عمل قادتها من الدوحة”.
وأشارت إلى أن “هذه الخطوة تنضم إلى سلسلة من الاجراءات التي أقرتها السلطة الفلسطينية، والتي تزيد من الضغط على “حماس” التي شكلت لجنة إدارية تعمل كـ”حكومة ظل” في قطاع غزة”.
وفي تقريٍر آخر للصحيفة، فإن قطع العلاقات الفوري بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وبين قطر، يطرح على عتبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معضلة صعبة.
وأوضحت أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط، خلال قمة دول الخليج التي عقدت في الرياض، التي وصلها ترامب في أول زيارة رسمية، اغدق ممثلوه كلمات الثناء على قطر. وقبل ذلك صرح وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأن العلاقات بين الدولتين جيدة و”ستتحسن”.
ولفتت الصحيفة إلى أن قطع العلاقات سيكون له تأثير مباشر على اقتصاد قطر، فالقطيعة الدبلوماسية تشمل، أيضًا، اغلاق المجال الجوي المصري وقسم من دول الخليج الفارسي أمام طائرات قطر، وهي خطوة ستمس بحركة المسافرين مع الشركات القطرية.
وبحسب “هآرتس” فإن تقييد الحركة البرية سيقلص بشكل أكبر إمكانيات الاستيراد. خلافًا لمعاقبة قطر في 2014 من قبل السعودية، الإمارات والبحرين، والتي قامت في حينه فقط بإعادة السفراء دون أن تفرض عقوبات اقتصادية على قطر، فإن الخطوة هذه المرة هي الأولى من نوعها، ولم يسبق لدول الخليج (الفارسي) أن اتخذتها ضد إحدى اخواتها الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وطرحت الصحيفة تساؤلًا: من هو الآن الذي يمكنه التوسط بين قطر والسعودية والإمارات؟، وأي تنازلات ستوافق قطر على تقديمها من أجل العودة إلى “الحضن الفارسي” ؟.
وبينت الصحيفة أن الكويت حاولت، هذا الاسبوع، التوسط لحل الأزمة دون أن تنجح، مضيفة:” يبدو أن السعودية لن تكتفي هذه المرة بطرد نشطاء “حماس” والإخوان المسلمين من قطر، وإنما سترغب بالحصول على التزام ملموس بشأن نشاط قناة الجزيرة، الرافعة السياسية الأهم بالنسبة لقطر، بل ستطلب أيضًا من قطر تصريحات واضحة بالنسبة لإيران”.
،،،
[ad_2]