يا ويلنا !!!
صحيفة الوطن العُمانية ـ
زهير ماجد:
قال بصوت خافت ” يا ويلنا لو سقطت سوريا وتم استباحة مصر من اجل اسقاطها ” .. جملة مثل هذه ترن في القلب والعقل معا .. فأنت تخاف على دمشق والقاهرة ، وينتابك الهلع ايضا على بغداد. انها عواصم للأمل والشعور المطمئن، وقبلها هي اجنحة الأمة التي سيؤدي غيابها لو حصل إلى كارثة قومية، حيث لن يكون لإنسانها قيمة حضور ولا دور ولا معنى.
ربما يفهم الغرب بشقيه الاميركي والاوروبي وفي الطليعة منهم اسرائيل تلك المعادلة التي قامت على اسس تاريخية وجعرافية.
عرف هذا الغرب وعرفت اسرائيل كيف يمكن تدمير العرب بقتل تلك العواصم تحديدا، بالقضاء عليها ليس فقط بتدمير الحجر بل بتفتيت الأرض والجغرافيا وبتحطيم منجز القوة فيها وهو جيشها. كان اول ما فعله بريمر في العراق هو فرط الجيش العراقي تماما وتذويب اسسه المخابراتية، ولو تسنى للمؤامرة الدنيئة على سوريا ان تفعل مثلها لما تراجع المخططون والمنفذون لأنهم اصلا قاموا لهذا الغرض ووظفوا من ينوب عنهم لتحقيق المبتغى .. ولو ان مصر لم تتنبه للأمر لكان جيشها اليوم مفتتا ومقسما وبالتالي ليس هنالك مصر التي نعرفها.
كلما كانت هذه العواصم بخير كانت الأمة في خير تحسد عليه. فهم عبد الناصر سر هذه المعادلة، وكذلك حافظ الاسد ومن جاء بعده، وبقي العراق امام محك تقهر له الجبال، لكنه كان بحاجة لمعارك مصيرية كي يعيد تركيب قوته ومناعته وهو جيشه، وسواء خرج من معاركه الظافرة بجيش او جيشين، فإن الحتمية تقول إن وحدتهما صمام امان العراق ووحدته وديمومته الجعرافية الموحدة الواحدة.
هذه العواصم تقاتل” داعش ” وكل مشتقات الارهاب لتقف بوجه ما هو خلف الصورة، وهي استباحة العالم العربي اذا ما تعرضت العواصم الثلاث إلى نهايات سوداء مؤلمة. فمن منا يذكر او يتذكر المباحثات التي قامت بين العواصم العربية تلك من اجل اقامة وحدة ثلاثية كادت تقع لولا بعض الاتفاقات، ولولا اصرار عبد الناصر على وحدة مدروسة قائمة على اسس واضحة، وهو من اكتوى بنار الانفصال الذي ضرب وحدة مصر وسوريا، ومن يرجع الي الكتاب الذي جمعه الصحفي اللبناني رياض طه حول مباحثات تلك الوحدة سيجد كل التفاصيل فيه.. وبالاعتقاد فإن الغرب واسرائيل لم يتحملوا وحدة بين قطرين واقاموا دنيا من التآمر حتى تسنى لهم بعض النفوس الرخيصة التي قامت بعملية الانفصال السوري المصري، فكيف لو قامت الوحدة الثلاثية بين الاعمدة الاساسية للأمة، وهي تشكيل الروح والممانعة والقوة والمستقبل للامة جمعاء.
فيا ويلنا تكرارا لو تمكن البرابرة من تحقيق خطط اسيادهم، وتمكن الاسياد من وضع اليد على المنطقة العربية يفعلون بها ما يشاؤون. ويا ويلنا لو سادت اسرائيل وانتقلت عبر عمرها في المنطقة من تحقيق غايات رسمتها الصهيونية.
وفي كل الاحوال لا بد من الاعتراف اكثر ان الجيش العربي السوري دفن المؤامرات تلك في مهدها، وكانت انتصاراته العافية للجيشين العربيين الآخرين، ومن ثم للأمة كلها.