وقف المِنحة السعودية للبنان: حقيقته وأهدافه
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي:
من المؤكد أن إنتصارات الجيش العربي السوري والمقاومة واللجان الشعبية على عصابات الدواعش والنصرة وغيرها، وعلى داعميها وبالذات الرئيسين منهم قد أصابتهم بهستيريا عسكرية وسياسية، لذلك أُعطي الإيعاز مؤخراً لأدواتهم في لبنان للعودة على بدء إثارة الفتن، ولخلط الأوراق، أو قلبها .
وفي الحديث عن المنحة أو الهِبة السعودية، ومنذ إقرارها للجيش اللبناني، فقد كانت لهدف واحد أحد ألا وهو:
1/ تقوية الجيش اللبناني بالسلاح الى حين تنفيذ مخططهم في سوريا؛
2/ وليكون الجيش اللبناني في خدمتهم، حاضراً ومستقبلاً، وداعماً لأدواتهم الإرهابية في الداخل اللبناني.
ولكن الجيش اللبناني وطني، وقد أظهر للقاصي والداني تلك الوطنية وتمسّكه بقوميته العربية, فهو لا يُفرّق بين الشمال والجنوب، وبين هذا وذاك والوسط، فكل اللبنانيين عنده سواء، لا فرق بينهم، وهم مسؤولون عن حماية البلد وتوفير الأمن له ليلاً ونهاراً.
الجيش اللبناني يُلاحق العصابات الارهابية، بالتنسيق مع المقاومة اللبنانية، ويعمل على تصفيتها، وألقى القبض على بعضها الآخر, لذلك رأينا كيف أن داعمي الارهاب من أصحاب البترودواعش، أصدروا أوامرهم إلى عصاباتهم في عرسال لخطف عناصر من الجيش اللبناني لإذلال ذلك الجيش الوطني, لكن الجيش بقي محافظاً على وطنيته وعروبته ومدافعاً عنها، بل وزاد من عملياته في مواجهة تلك العصابات المجرمة، وقبض على المجرمين ومثيري الفتن في لبنان ومنهم (أحمد الأسير) – الذي هو الأداة المحرّضة على قتل اللبنانين المسيحيين والمسلمين سُنّة وشيعة.
لقد تكاثرت الإنتصارات التي حققها الجيش اللبناني على العصابات الارهابية في لبنان، كما وتلاحقت إنتصارات الجيش العربي السوري على طول الحدود السورية – التركية، وأصابت الانتصارات ايضا ًداعمي الارهاب من آل سعود وأردوغان, ما سبب لهم جنوناً وأقض مضاجعهم، فغيّروا خِططهم كاملةً. ولأنهم يَسيرون وفقاً لإملاءات غربية صهيونية، تم قطع المنحة (أو الهبة) السعودية بتنسيق مسبق مع الحريري قبل عودته إلى لبنان لإحياء ذكرى إستشهاد رفيق الحريري, وكان ذلك مرتبط إرتباطاً كلياً بإنتصارات الجيش السوري، فهم يدركون أن تلك الإنتصارات سيتم متابعتها على الحدود السورية – اللبنانية، وبالذات منطقة (عرسال)، التي طفحت بآلاف من تلك العصابات الإرهابية.
ومما لا شك فيه، ان الجيش اللبناني سيقوم بالإنقضاض على تلك العصابات بالتنسيق مع الجيش السوري والمقاومة، وهو ما دفع بداعمي الارهاب الدولي لإعطاء إيعاز لأدواتهم في لبنان ومنهم سعد الحريري، للعودة لإثارة الفتن وخلط الأوراق، حتى تصب في صالحهم.. لقد كان قطع المُنحة:
1/ قطعاً لعملية تسليح الجيش اللبناني؛
2/ ولعرقلة تصديه بها لأدواتهم في عرسال بالذات، وفي كل لبنان عموماً.
لقد جاءت عودة سعد الحريري لتنفيذ المخطط والإملاءات على الأرض اللبنانية: 1/ إثارة للفتن؛ 2/ ولتحريض طرف على آخر؛ و3/ لإثارة الشعب اللبناني والجيش اللبناني الوطني على حزب الله، وعلى العماد ميشيل، عون، ووزير الخارجية باسيل، ومحور 8 آذار؛
وهو ما يتضح من خلال تصريحاتهم واتهاماتهم الجاهزة “دائماً”، بخاصة إتهام حزب الله وجبران باسيل (من قوى 8 آذار) بأنهم السبب وراء قطع المِنحة, لذلك نتمنى أن تكون الصورة واضحة للقراء بماهية المُخطّط الجديد على لبنان وعلى محور 8 آذار، وهو المخطط الذي بدأ كما نعتقد منذ لقاء الحريري في باريس مع سليمان بيك فرنجية وترشيحه للرئاسة, وترشيح سمير جعجع للميشيل عون للرئاسة، ليتم ضرب وتفتيت ذلك المحور تنفيذاً لمخططات لاحقة، وقد نجحوا للأسف الشديد, وجاء تنفيذ البند الثاني من الخطة لِ: تحريض الشعب والجيش اللبناني على حزب الله والميشيل عون ووزير الخارجية باسيل.
في المخطط كذلك، الشروع الذي نشهده حالياً لنشر تصريحات “مُعدّة مُسبَقاً”، عَبر قنواتهم المأجورة والفبركية، تدّعي بأن: 1/ محور 8 آذار هو المُعطِّل في لبنان.. وقد أعطيناهم الرئاسة فأختلفوا وأوقفوا حال الشعب اللبناني سنوات عدة؛
وبدوره سيقول سعد الحريري: 2/ جلبنا للجيش اللبناني هِبة من السعودية الشقيقة قيمتها 3 مليارات، فقام حزب الله وعون ووزير الخارجية باسيل بإتخاذ مواقف مخالفة للسعودية في إجتماعات القمة العربية ومن خلال مختلف التصريحات، فأضاعوها.. فلم يتسلّمها الجيش اللبناني، ولم ترها الحكومة اللبنانية، ولم يشهدها الشعب في لبنان.
إن هذا ما سيقومون بترويجه في الأيام القادمة، وقد بدأوا بالفعل بترويجه وبثّه لعقول اللبنانين والعرب والمُسلمين, وكل ذلك لأن باسيل لم يُصوّت على مطالب التآمر على سوريا والدول العربية الأخرى, ولأن حزب الله وقف وقفة بطولية للدفاع عن لبنان في سوريا، مما عطّل تحويل لبنان لمختبر تجارب إنتحارية يُقتل فيها المسيحيون والمسلمون، وتبث لهم فبركات المجرمين والقتلة.
لذلك، نتمنى من محور 8 آذار أن يُعيد قراءة الصورة كاملة ليعرف ما يدور من حوله، ولأن لا يطمئن لهؤلاء الشياطين.. ونتمنى على الشعب والجيش اللبنانيين ووزير الدفاع مقبل، بأن يحافظوا على نبتهم الوطني اللبناني الحقيقي وعلى ثوابتهم وسيادتهم، وأن لا يرضخوا لآل سعود وأدواتهم, وأن يتوجهوا إلى روسيا أو الصين أو حتى كوريا الشمالية لطلب منحة بديلة، وليس الى إيران، لأن المعسكر وأدواته سيروّجون عندئذ للناس: إنظروا إلى ما يفعله حزب الله: إنه يجر لبنان لتصبح قاعدة عسكرية إيرانية. عندها ستُثار من جديد موجة الفتن, وقد تتصاعد وتيرتها حتى على مستوى دولي.
ولا يجب ان ننسى هنا بأن قطع المنحة هو تشويه أيضاً لمواقف الحكومة اللبنانية ذاتها.. وهي إهانة لها أمام شعبها اللبناني، حتى يتم تشويه صورتها بشكل كامل, فيتم بعدها:
1/ إعادة سعد الحريري لرئاسة الوزراء؛
2/ ضمن تخطيطهم للإستيلاء على قرار لبنان السيادي والوطني والمستقل.
نتمنى كل الخيّرين والوطنيين في لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته وكل أحراره الشرفاء, أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد كل هذه الإستفزازات السعودية والسعدية، لأن سعد الحريري لا يُمثّل رفيق الحريري ولا آل الحريري وتاريخهم الوطني المعروف للبنانين والعرب والمسلمين, وعلى الجيش اللبناني والمقاومة أن لا تلهيهم هذه الفرقعات السعودية عن محاربة الإرهاب أينما وجد, وأن يردوا بهجوم فوري ومُعاكس على دواعشهم وقواعدهم في عرسال, ونتمنى من ميشيل عون وسليمان بيك فرنجية أن يجتمعوا وينسّقوا، وأن يتنازل أحدهما للآخر بكل روح رياضية لبنانية عربية، حتى يُحافظوا على لبنان من الفتن الكبيرة التي يَحملها سعد آل سعود في جعبته وعينه باقية على تنفيذها على الشعب اللبناني فإعادة لبنان إلى زمن الويلات والفتن والحروب الدموية، بعدما أفلس وعجز هو، وأفلس وعجز غيره عن تنفيذها خلال حقبة زمنية طويلة من تاريخ لبنان الشقيق.
* باحــــــــث وكاتـــــــــب أردنـــــــــــــي