وسط موجات الحر.. لا كهرباء ولا ماء في سوريا
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
ازدادت معاناة السوريين مؤخرا مع الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة وسط انعدام الكهرباء تقريبا في مختلف المناطق السورية وتقنين المياه الذي ازداد مع قدوم موجات حر عنيفة تضرب البلاد.
المياه هو أحد ركائز الحياة اليومية ويزداد استهلاكها خلال فصل الصيف. فبدلا من قيام حكومة دمشق بزيادة ساعات التزود بالمياه، على العكس من ذلك، تُزيد ساعات التقنين، بحيث أصبح انقطاع المياه 13 ساعة في اليوم الواحد، أي أكثر من نصف اليوم بساعة وعند جمع ساعات القطع اليومية في الأسبوع الواحد يتضح أن القطع أكثر من نصف الأسبوع ويصل إلى نحو 4 أيام، وهذا ما يتسبب في مضاعفة المعاناة اليومية للسوريين.
اما في الريف فيصل تقنين المياه بحسب مراسل “وكالة أنباء آسيا” الى يومين قطع واحيانا 3 ايام قطع مقابل يوم وصل واحيانا 12 ساعة فقط.
المدير المكلف في إدارة المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها، محمد عصام الطباع، أكد أنه خلال اليومين الماضيين كان هناك استهلاك كبير في المياه نتيجة ارتفاع الحرارة مع انخفاض للإنتاج من المصادر الرئيسية، منوها إلى أن ساعات التزويد تراوحت بين 9 إلى 11 ساعة، وفق كل منطقة في حين ساعات التقنين وصلت إلى 13 ساعة، وفق ما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء.
وأوضح الطباع، أن هذا البرنامج يتغير بشكل يومي وفق الكميات التي ترد، وحسب كميات الاستهلاك وبالتالي كلما زاد الاستهلاك زاد عدد ساعات التقنين، وكلما قل الاستهلاك تزيد ساعات التزويد، لافتا إلى أنه خلال اليومين الماضيين كان هناك استهلاك كبير جدا وفق المؤشرات، التي تمت مراقبتها كما أن الضخ كذلك كان مقبولا.
وأضاف الطباع، أن “الوضع جيد وأن انخفاض الإنتاج وزيادة الاستهلاك، هو أمر طبيعي في مثل هذه الأشهر الشديدة الحرارة من السنة”.
الطباع، أشار إلى أن دمشق، بحاجة إلى أكثر من 650 ألف متر مكعب من المياه يوميا في هذه الأشهر حتى يتم التغطية بشكل مقبول، مبينا إلى أنه لا يمكن تحديد زيادة الاستهلاك باعتبار أن هذا الموضوع يتغير بشكل يومي.
أما فيما يتعلق بمسألة تأثير انقطاع الكهرباء على ضخ المياه أوضح الطباع، أن هناك تأثيرا في عمليات الضخ بسبب تقنين ساعات الكهرباء الطويل، وخصوصا في اليومين الماضيين.
وفيما يتعلق بمحطة ضخ المياه في جوبر، والتي تعتبر من المحطات الرئيسية في العاصمة أكد الطباع، أنه تم إنجاز 80 بالمئة من تأهيل المحطة، وأنه لم يبق إلا بعض الإجراءات النهائية مثل تأمين مركز تحويل كهربائي لها ووضعها في الخدمة، على حد وصفه.
وفي بعض المناطق بريف دمشق يلجأ سكانها لشراء المياه من الصهاريج، بكلفة تصل إلى 45 ألف ليرة.
وبالنظر إلى أن إمدادات المياه في المدينة لا تتوفر، إلا ليوم واحد مقابل ثلاثة أيام انقطاع، ولكن انقطاع الكهرباء يمنع الأهالي من ملء الخزان تماما في يوم الوصول، فيجب عليهم شراء الماء من هذه الصهاريج، إلى جانب تشغيل المولدات لنقل المياه إلى الخزانات، والتي تتطلب لإنجاز المهمة شراء ليتر من البنزين بتكلفة لا تقل عن 6 آلاف ليرة.
في السياق، قال مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في دمشق وريفها، سامر الهاشمي، لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، مؤخرا، أن “التقنين سيصبح أشد مع توغلنا في فصل الصيف، ولكن العبرة ليست بفترة التزويد وإنما بالحاجة اللازمة للشرب، والتنظيف التي ستغطي حاجة المواطن”.
في سياق متصل، يعاني سكان قرية في ريف اللاذقية من أزمة مياه غير مسبوقة حيث لم تصلها المياه منذ أكثر من أسبوع في الوقت الذي يشتكي عموم سكان المحافظة من شح المياه والعطش بالرغم من غنى هذه المحافظة بالسدود والينابيع التي ووقوعها على البحر.
واشتكى أهالي قرية رويسة البساتنة في ريف القرداحة عدم وصول مياه الشرب للقرية منذ 8 أيام متواصلة، ونقلت صحيفة الوطن المحلية عن رئيس وحدة المياه في القرداحة فادي سلهب، أن السبب هو انقطاع التيار الكهربائي وفي الحالة الطبيعية لوضع المياه في رويسة البساتنة يتم ضخ المياه بين 5 – 6 أيام لمدة ساعتين حتى ساعتين ونصف الساعة ولمرة واحدة فقط، مشيراً إلى أن الضخ تأخر يومين إضافيين (ليصبح 8 أيام) بسبب انقطاع الكهرباء لمدة 24 ساعة عن محطة سللورين المغذية للرويسة، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن نبع السن لمدة 4 ساعات علما أن هذه الفترة تولد 6 ساعات ضخ إضافية للمحطة المذكورة.
يشار إلى أن مدينة اللاذقية وريفها تعاني من انقطاع شبه دائم لمياه الشرب، حيث بات تقنين المياه يقلق الأهالي ويحرمهم من النوم سعيا وراء قطرة الماء ويستعين الكثير من الأهالي بمياه الصهاريج وبأسعار مرتفعة للحصول على المياه لأغراض الاستخدام المنزلي التي يزيد الطلب عليها صيفا.