وزير الدفاع الإيطالي يحذر: التدخل العسكري في سوريا يمكن أن يشعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها

حذر وزير الدفاع الإيطالي ماريو ماورو، الجمعة، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من أن التدخل العسكري الأجنبي في سوريا يمكن أن يشعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وقال أن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا تكون شرطا مسبقا لبدء محادثات السلام.

وكانت إيطاليا دعمت العمل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وكذلك حملة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في ليبيا. لكن حكومتها استبعدت استخدام القواعد العسكرية الموجودة على أراضيها إذا هاجمت الولايات المتحدة سوريا بدون تفويض من الأمم المتحدة.

وقال ماورو إن “إيطاليا، البلد التي لم تتخل أبدا عن واجباتها في حفظ السلام وتحقيق الاستقرار في المناطق التي تُهدد بزعزعة الاستقرار في بلادنا أو في أوروبا تقول :”احذروا”.

وأضاف ماورو : “الحرب أو السلام في سوريا يعني الحرب أو السلام في الشرق الأوسط بأكمله”، مشيرا إلى الاضطراب في الأردن ولبنان المجاورتين والتهديد لإسرائيل ومصالح لاعبين آخرين في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا.

يذكر أن الولايات المتحدة وفرنسا هددتا بعمل عسكري بعد أن حملتا نظام الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن هجوم كيماوي دموي وقع بالقرب من دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي وتقول واشنطن إنه قتل 1429 شخصا من بينهم 426 طفلا.

وقال ماورو إن شن عمل عسكري سيقوض الجهود حسنة النوايا التي تبذلها جميع الدول التي تبحث عن حل سياسي.

وتابع “يعد موقف إيطاليا، الذي تشاركها فيه ألمانيا إلى حد كبير، هو الأفضل للمضي قدما”.

وأكد الوزير الإيطالي ضرورة إحياء جهود القوى الأجنبية من أجل جلب الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، ليقرروا بأنفسهم من يحكم سوريا في المستقبل.

وقال ماورو “يقول البعض اليوم إنه يتعين على الأسد لعب دور، فيما يرغب آخرون بالتأكيد في أن يخرج من الصورة تماما. وسيتبين لنا أي تسوية يمكن أن نتوصل إليها في هذا الحوار فقط بمجرد جلوس الأطراف على طاولة المفاوضات”.

وأشار أيضا إلى أن بلاده ستساعد مستعمرتها السابقة ليبيا- حيث تسعى السلطات هناك جاهدة لإعادة فرض القانون والنظام في أعقاب الإطاحة بالعقيد معمر القذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 2011 – عن طريق تدريب 5 آلاف عنصر تقريبا من القوات المسلحة الليبية في إيطاليا.