… وحُسم النصر في يبرود
موقع إنباء الإخباري ـ
نور الهدى صالح:
بعد احتدام الصراع، حُسمت المعركة.
الحلقة الأخيرة من مسلسل المعارك في يبرود قد انتهت صباح أمس. الجيش السوريّ استطاع إحكام سيطرته الكاملة على المنطقة بعد اشتباكات عنيفةٍ وصلت إلى ذروتها خلال اليومين الماضيين. يبرود الّتي تعتبر معقلاً أساسيّاً للمسلحين في القلمون، سجّلت انتصاراً ساحقاً للطرف المؤيّد للنّظام، في ظلّ المؤامرات الدوليّة المناهضة له.
انسحب مسلحو النّصرة وداعش والحرّ، تاركين يبرود بيد الجيش السوريّ، بعد مقتل عدد كبير من عناصر المعارضة، وفرار أكثر من ألف مسلّح إلى جرود عرسال حيث كان الجيش السوري بالمرصاد، فشنّ غارات عدّة في جرود المنطقة للإطاحة بما بقي من المقاتلين.
إذاً مسلسل يبرود انتهى لصالح الجيش النّظاميّ. أمّا ما بعد ذلك من تداعيات على الساحة الإقليميّة والدوليّة، فسيظهر جَليّاً في الأيّام المُقبلة وخصوصاً في لبنان على صعيد إقرار البيان الوزاري، وتحرّكات العناصر الجهاديّة انطلاقاً من طرابلس ووصولاً إلى الضاحية الجنوبيّة. كذلك ما تشمله التداعيات من مواقف دوليّة كبرى، بعد الخيبة الاسرائيليّة – السعوديّة والقطريّة في الحفاظ على استراتيجيّة يبرود، والّتي كانت اسرائيل خلال الفترة الأخيرة تعمل جاهدةً لمنع سقوطها، معتبرةً إيّاها خطّاً أحمر وفق المعادلة التالية: “يبرود مقابل الهدوء على جبهة الجنوب اللّبناني مع اسرائيل”، ما جعل حزب اللّه، أحد الأطراف المقاتلة إلى جانب الجيش السوري، يسرّع عمليّات الهجوم فيها لحماية خاصرته الشماليّة.
وكما أَربك هذا الانتصار الجماعات المسلّحة وداعميها، فأصبحوا مضطرين لنقل المساعدات البشريّة والعسكريّة عبر طرق مكشوفة يجعل استهدافهم سهلاً للغاية، أربك كذلك اسرائيل الّتي تعيد ترتيب أوراقها، خوفاً من انتقال المعارك إلى منظقة الجليل وخصوصاً بعد تهديد السيّد حسن نصر اللّه بالثّأر للشهيد عماد مغنيّة. وقد اختصر مسؤول التّخطيط في شعبة الاستخبارات الاسرائيليّة موقف الأخيرة من النّصر الّذي حققه حزب اللّه في يبرود معتبراً أنّ “ثلاثة أرباع المعركة العالميّة” في سوريا حُسمت لصالح “الأسد وحزب اللّه”. وقد ختم مشيراً إلى “وضع جديد” في المنطقة، حيث بات حزب اللّه يكتب فيه التاريخ على حدّ قوله.
على الصعيد المعنوي، شكّل هذا الانتصار دافعاً قويّاً للقوات النظاميّة المؤيّدة، كذلك راحةً لسكّان الضاحية الجنوبيّة بعد سلسلة الانفجارات الّتي طالت الضاحية الفترة الأخيرة، علماً أنّ معظم السيارات المفخخة كان منبعها يبرود.
اليوم يواجه الطرف المعارض ارتباكاً هائلاً، يجعله وكلّ من يدعمه، يعيد حساباته جيّداً. المعركة لا زالت في بداياتها. يبرود المرحلة الثانية بعد القصير، شكّل سقوطها ضربة قويّة ونصراً برهن للعالم بأسره أنّ حزب اللّه تحوّل إلى قوّة لا سابق لها في تاريخ “قتال الجيوش”، لما له من قدرة قتال لا يدانيها جيش في العالم. هذه القدرة فاجأت الدول المراهنة على هزيمته، فجعلت كلّ من ردد “احفر قبرك في يبرود” يحفر قبره بيديه.