وتوحد العرب ولكن…
حسين حمدان
استيقظ العرب من سباتهم وعلا صوت رصاصهم وأصبح لديهم الجرأة والقوة والقدرة على إعلان الحروب وخوضها.
من قال إن العرب لن يتّحدوا يوما؟ ومن قال إنهم ضعفاء؟ من قال إن العرب لا يملكون قرارهم؟ من قال إن أميركا تتحكم بهم؟ فها هم قد أثبتوا عكس ذلك.
فأخيرا قد اتحد العرب، رفعوا أشرعة الحرب وغدوا سبّاقين لها، اجتمعوا بكلمة واحدة وبقرار هم أسياده وجعلوا أميركا طوع أمرهم. لكن على من؟ ودفاعاً عن من؟ وخوفاً من من؟
أعلنوها عاصفة على بلد عربي، وشعب عربي، ودولة عربية مستقلة، لم يخافوا ولم يترددوا من شن العدوان، لم يخافوا من ردة فعل الشعوب العربية فالمبررات والحجج جاهزة، فكان للعاصفة تغطية إعلامية مشوّهة للأحداث والحجج تبقى حاضرة في أخبارهم ومصطلحاتهم.
هنا يأتي التساؤل بعد الذي حدث خلال هذا الأسبوع من قيام السعودية بشن غارات عدوانية تعسفية وحشية لا تقل غطرسة عن الغارات التي تشنها عادة الطائرات الصهيونية على البيوت والمنازل والبنى التحتية (استراتيجية إسرائيلية للضغط على المدنيين العزل) في فلسطين ولبنان:
ـ هل أصبح مقبولاً في عالمنا العربي القتل والتدمير والذبح على الهوية؟
ـ هل أصبح مقبولا شن الحروب وحشد الجيوش باسم القومية العربية لاخضاع فئة من العرب؟
ـ هل أصبح مقبولاً أن لا تتحرك الجيوش العربية طيلة هذه السنوات رغم كل التهديدات التي مرت بها الدول العربية وخاصة في فلسطين وأن تقوم اليوم بإنشاء قوات عربية مشتركة لاجتياح بلد عربي؟!!
ـ هل أصبح مقبولاً أن يكون للعرب قدرة على شن الغارات والقصف بالطائرات وحشد الجيوش، وفي المقابل ما زالت القدس (أولى القبلتين) تحت الاحتلال الاسرائيلي ولا يتم تذكرها إلا في آخر البيانات؟
ـ هل أصبح مقبولا أن يعلن عن بدء العمليات العسكرية العربانية على دولة عربية وشعب عربي من واشنطن؟!
ـ هل أصبح مقبولاً أن تكون وسائل الإعلام الاسرائيلية والعربية موحدة ومتفقة في موضوع العدوان على اليمن؟
ـ هل أصبح مقبولا تغير البوصلة لدى الجيوش العربية؟
ـ هل أصبح مقبولا ان تترك السعودية جزرها المحتلة وان تترك المغرب بعض اراضيها تحت الاحتلال وان تترك مصر سيناء تحت النفوذ الاسرائيلي(…) وتقوم هذه الدول بشن حرب عدوانية ضد شعب عربي بدلا من استرجاع اراضيهم وسيادتهم؟!
ـ هل أصبح مقبولا اعتبار كل من دعم القضية الفلسطينية و كل من اتخذ إسرائيل عدواً له واختار شعار “الموت لإسرائيل”، عدواً للعرب وتهديداً للأمن القومي العربي؟!
إن أخطر ما في العدوان على اليمن هو الصمت المريب للشعوب العربية، لا بل التهليل من قبل البعض لهذا العدوان وخلق التبريرات له وخاصة الطائفية منها.. وهو دليل جديد على أن بعض العرب لا يعتبر إسرائيل عدواً، ولا يرى في هذا الكيان تهديداً.. فلم يعد هناك حاجة للبس الأقنعة.