واشنطن.. وفن الممكن
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
يقال إن السياسة هي فن الممكن، فليس فيها أعداء دائمون أو أصدقاء دائمون.. المصالح هي الحكم، والأهداف التي تحدد المسار، وبسبب هذا الفن العديد من التساؤلات تطرح، وأجوبتها بالتأكيد نعم، ليس بسبب تغيير الثوابت وإنما بسبب المصالح الكبرى…
فهل من الممكن أن نشهد في لبنان اتفاقاً ما بين قوى الرابع عشر من آذار، وقوى 8 آذار للخروج بالبلد من أزمته؟
بالتأكيد نعم .. فما يهم قوى 8 آذار اليوم هو مكافحة الارهاب والقضاء عليه، وعدم دخول البلد في فراغ، وحماية المقاومة والدفاع عن سوريا وعدم النأي بالنفس عما يجري على أرضها، لأن المخربين لن يكتفوا بسوريا وانما سينقلون معركتهم إلى لبنان، لأن مخططهم هو القضاء على المقاومة التي ألحقت أشد الهزائم بالكيان الصهيوني المدعوم والمحمي من الولايات المتحدة الأميركية.
هل من الممكن أن تتراجع الولايات المتحدة عن مواقفها من النظام السوري؟ بالتأكيد نعم
وهل من الممكن أن تتخلى عن المعارضة السورية؟ بالتأكيد نعم
لأن ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً هي مصالحها فقط، فلا تهمها الشعوب على الإطلاق ولا حريتها ولا أرض وطنها، بل إن الولايات المتحدة الاميركية هي كثر دول العالم انتهاكاً لحقوق الانسان واستهتاراً بالروح البشرية على مدى عقود والجميع يعي ما قامت به من هيروشيما وصولاً إلى العراق..
الولايات المتحدة ومشروعها الإخواني
لدى الولايات المتحدة مشروع استراتيجي، كان يقوم على تولية الإخوان المسلمين مقاليد السلطة في العالم العربي حيث يتبع هؤلاء جميعهم بعدها إلى السيد الاميركي ويقومون بتقديم واجب الطاعة له، وهذا ما حدث فعلا، فقد استطاعت الولايات المتحدة الاميركية بالمال والنفوذ والإعلام دفع الإخوان إلى السلطة عن طريق لعبة الديمقراطية التي تجيدها جداً، وقد شاهدنا هذه الظاهرة في كل من تونس ومصر وفلسطين وسوريا.
ولكن هذا المشروع لم ينجح فمصر استعادت عبر شعبها العروبي الأصيل السيطرة وأوقفت المشروع الإخواني، وفلسطين ما زالت تحاول، وسوريا العروبة أيضا تحارب هذا المشروع بكل قوتها عبر شعبها وقيادتها الحكيمة وجيشها الباسل، فلو نجح المشروع الإخونجي – الأمريكي لأصبحنا جميعاً أداة طيعة بيد هذا الاميركي، إلا أن مشروعهم اصطدم بالوعي العربي.
فقد استطاعت سوريا التي تحارب المشروع الاميركي المتمثل بالاخوان كشف حقيقتهم وتعريتهم أمام العالم العربي كله، فانطلقت المظاهرات ضدهم وتركت الولايات المتحدة حاليا أمام مشروع استراتيجي فاشل، مما سيدفعها بسبب مصلحتها الى التخلي عن هذا المشروع وحرق كل اوراقه.
العقبة التي اوجدتها سوريا بوجه الولايات المتحدة الاميركية
سيكون على الولايات المتحدة اليوم مواجهة المعارضة السورية التي مولتها والتي منها من هي قادرة على السيطرة عليه لأنه تأتمر بأمرتها، ومنها من أصبح يمول بمصادر عربية، وستعمل هذه المصادر على حمايتها وتقويتها بكل الوسائل الممكنة لها كي لا يكون الحل على حسابها، وخير دليل على هذه المصادر السعودية.
أما العقبة الثانية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية هي العمل ثانياً على عادة العلاقات مع الأسد.
كما على الولايات المتحدة العمل على تضييق الخناق على المقاومة اللبنانية الباسلة المتمثلة بحزب الله وحلفائه من أجل دفعهم إلى ترك سوريا تواجه منفردة ما يخطط لها. ولكن ما تغفل عنه أميركا هو أن هذه المقاومة قوية بالبيئة الحاضنة لها والتي لا يمكن ضربها ولا زعزعتها مهما كانت الطريقة المستخدمة وفظاعتها ووحشيتها.
كيف ستواجه أميركا الواقع
قد تقوم الولايات المتحدة بالعمل من أجل إبرام اتفاق سياسي بين المعارضة والنظام السوري والوصول إلى انتخابات رئاسية بمشاركة الأسد، حتى لو كانت الولايات المتحدة تعرف أن الاسد سيفوز بها، إلا انها مضطرة إلى استخدام هذا الحل للخروج من الهزيمة التي الحقت بها ..
عندها ستعمل على التنصل من مواقفها السابقة وعلى التقرب من القائد العربي الدكتور بشار الأسد من خلال ادعائها انها تحترم الديمقراطية وإرادة الشعب السوري.
فما يجب على الشعب السوري وعلى كل شعوب الوطن العربي أن يعوه جيداً أن اللاعب الأمريكي يبحث دائما عن أوراق رابحة من أجل البقاء والاستمرار والسيطرة ويقوم بحرق الأوراق الخاسرة ورقة.. ورقة.
فحتى لو قامت الولايات المتحدة بصنع هذه المعارضة الزائفة والتي لا تمت لشعب سوريا العروبي بصلة إلا أنها ستقضي عليها من أجل مصلحتها.