واشنطن وتأديب الملك والسلطان
صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:
لا يختلف اثنان ان الارهاب وبمختلف مسمياته هو صناعة اميركية وبتمويل سعودي وبدعم تركي ولم يكن الامر مخفيا على احد بل هو ما اكدته وبالدرجة الاولى تصريحات بعض رجال العسكر والاستخبارات الاميركية والتي توجهتها وفي اكثر من مناسبة مرشحة الرئاسة الاميركية كلينتون وبصراحة لا تقبل الجدل.
ولو عدنا بالذاكرة قليلا الى الوراء لادركنا هذه الحقيقة الا وهي ان تفجير مركزي التجارة في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2000 كان موعد انطلاقة الارهاب الاميركي للعالم خاصة بعد تصريح جورج بوش الابن وبعد هذه التفجيرات بان الحرب الصليبية قد بدأت وفعلا جاء بعدها احتلال العراق وافانستان وانتشار ظاهرة ارهاب القاعدة بقيادة بن لادن وبعد فشله في تحقيق مطامع اميركا جاء البديل الوليد الجديد داعش.
وكذلك ومن المؤشرات التي تؤكد ما ذهبنا اليه هو السلوك الاميركي في دعم هذا الوليد وذلك بالعمل المستحيل من اجل ان لا يتعرض هذا الارهاب للضعف والانهيار من خلال تقديم ما يمكن تقديمه من دعم لوجستي وسياسي واعلامي، ولذلك تمكنت واشنطن من تجنيد عدد من الدول من اجل ذلك وكان للسعودية وتركيا قصب السبق في هذا الموضوع بحيث ان اموال ابناء الشعب السعودي قد وضعت في خدمة الارهاب من جانب والاراضي التركية التي اصبحت مرتعا خصبا لهؤلاء الارهابيين خاصة المرتزقة التي تم تطويعهم من بعض دول اوروبا بحيث وجدوا ضالتهم على الارض التركية من احتضان كبير بحيث يتجولون في شوارع انقرة من دون خوف ووجل وتم تدريبهم وعلى يد العسكريين الاميركان والبريطانيين من اجل ان يكونوا حطبا لتحقيق اهداف واشنطن في المنطقة.
واليوم وكما يقول المثل السوري ان واشنطن قد خرجت من “المولد بلا حمص” خاصة وان مصداقيتها في المنطقة والعالم قد تضاءلت وبصورة ملفتة للنظر وشعرت ان مصالحها قد اخذت بالافول او الانحسار بعد ان وصلت فيها الامور الى ان الذراع القوي التي كانت تلوح وتهدد به الدول وهو الارهاب قد انكسر وبصورة قد ينقلع وينقشع والى الابد، لذلك فلابد من ان تعيد حساباتها من جديد حول هذه الامر وهو ما ذكرته صحيفة المنار المقدسية عن نية “الولايات المتحدة الاميركية نقل عناصر ارهابية من الموصل وحلب الى السعودية وذلك تأديبا للمملكة بسبب ماتقوم به من مشاغبات تتعارض مع سياسات واشنطن في المنطقة”.وقالت الصحيفة في تقرير لها ان ” اميركا ستمارس الضغط على السعودية وتركيا لوقف مايمكن تسميته بالتمرد على قرارات واشنطن وعدم التزامها بما يؤتمران به”.
وبناء على ماتقدم وكماعلقت مصادر اعلامية وسياسية من انه لايستبعد مثل هذا العمل من قبل الادارة الاميركية اليوم لان المواقف المتشددة التي تتخذها الرياض على الخصوص جراء المسار الدولي العام الذي يريد ايجاد نوع من الاستقرار في المنطقة، من خلال الحوار بين الاطراف سواء كانت السورية اوا ليمنية والتي دعت الى تعميق الازمة يقع خلاف ما تسعى اليه هذه الادارة وهو الذي وضع واشنطن في مأزق كبير امام العالم اجمع، وبطبيعة الحال فان عدم انصياع او استجابة كل الرياض وانقرة في التخفيف من الاندفاع اللاعقلاني وغير المقبول، لذلك فانها قد تأخذ واشنطن المبادرة في تأديبهما وبنفس السوط الذي استخدمته في كل من العراق وسوريا، وكما قيل فان “من حفر حفرة لاخيه وقع فيها” و”ان الظالم سيف انتقم به وانتقم منه” فان ساعة انتقام واشنطن من الملك والسلطان قد حانت وبصورة متسارعة، لان وبالانتصار على الارهاب في العراق وسوريا يعني انها قد خسرت الكثير من مما كانت تروم اليه وتتوقعه، ولابد لها من ان تعيد مصداقيتها التي فقدت ولاسبيل الى ذلك سوى ان تقطع ايادي والسن الذين اوصلوها الى هذا المأزق الكبير وهو ما سيشهده العالم عن قريب.