واشنطن وباريس : تبادل للأدوار والهدف تحصيل تنازلات
وكالة أنباء آسيا-
أحمد الابراهيم:
تشير مصادر سياسية الى ان نشر السفارة الاميركية لصور تُظهر المراحل التي وصلت اليها عمليات بناء المبنى الجديد للسفارة في عوكر، ليس من باب الصدفة او لمجرد الدعاية، فالغاية من نشر الصور بحسب المصادر تجديد التأكيد على ان واشنطن حاضرة في لبنان بقوة، وان سياستها الدبلوماسية وأجندتها لم تتوقف في لبنان، وان محركاتها ستعود الى العمل في كافة الملفات بعد انتهاء فترة السماح التي منحتها لفرنسا لحث اللبنانيين على ايجاد مرشح توافقي ينهي الشغور الرئاسي.
وتؤكد المصادر ان واشنطن اخر ما يهمها الاعلان عما توصلت البه اعمال البناء في السفارة، ولا تحتاج الى الدعاية، فهي حاضرة وبقوة في الاعلانات على شاشات التلفزة التي تروج لمشاريعها الانمائية والداعمة لأكثر من مؤسسة، لافتة الى ان ما يهمها اولا واخيراً عدم السماح لمرشح الثنائي الوصول الى قصر بعبدا الا بشروطها هي وهي شروط قدمها الفرنسيون لحزب الله وللمرشح فرنجية وتتضمن منح واشنطن القرار في تعيينات الحكومة وفي المناصب الامنية والعسكرية والمالية اي تفريغ الرئاسة من اي قادرة على ادارة الدولة والمؤسسات كافة في المرحلة المقبلة.
و التبدل الذي طرأ على موقف السعودية تجاه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والليونة التي ابدتها بعدم ممانعتها وصوله الى كرسي الرئاسة، لا يعني انها دفعت واشنطن الى التحرك مجدداً للتخريب على اي اتفاق قد يحصل بالسير بمبادرة فرنسا الرئاسية وانما برأي مستشار للرئيس نبيه بري في الامر قطبة سعودية مخفية تشاغب على الاميركيين لكن لا يمكن الوثوق بثبات سعودي نظرا الى ان بن سلمان اصبح يستقبل بشكل دوري مستشار الامن القومي الاميركي جايك سوليفان لا كممثل عن ادارة بايدن فقط بل كشخصية فاعلة في الدولة العميقة التي لا يتبدل اشخاصها مع تبدل الرؤساء.
وانطلاقا من هذا التشكيك ترى المصادر ان البيان الأميركي حول لبنان الذي أصدرته وزارة الخارجية الاميركية الاسبوع الماضي لم تكن مهمته فقط توجيه رسالة قوية الى المؤمنين بأن المبادرة الفرنسية حيال الملف الرئاسي اللبناني جدية ومستقلة ، بل هو كان يحمل اشارة تُنبئ بالبدء باعتماد حركة ديبلوماسية أميركية جديدة في لبنان بعدما لم تنفع الضغوط الفرنسية في نيل التنازلات التي تريدها واشنطن من خصومها اللبنانيين.
وهذا يعني بحسب المصدر انه في الايام المقبلة ستشهد الساحة اللبنانية شد حبال بين الافرقاء داخلياً و خارجياً، خصوصا وان الادارة الاميركية تدرك جيداً ان الثنائي الشيعي لن يقبل باي شكل من الاشكال بوصول رئيس للجمهورية يطعن المقاومة في ظهرها، ما يعني ان نصاب جلسة الانتخاب سيبقى معلقاً في الاسابيع القليلة على الاقل.