واشنطن لأنقرة: يجب إلغاء صفقة الصواريخ الصينية

صعدت الولايات المتحدة من لهجتها تجاه عزم تركيا شراء صواريخ صينية بالستية بعيدة المدى. ونقلت صحيفة «ميللييت» التركية عن ديبلوماسي أميركي رفيع المستوى موجود في أنقرة، أن مضي تركيا في المشروع سوف يعرض الشركات التركية لعقوبات.

وقال الديبلوماسي الأميركي إن العمل مع الشركات الصينية سيترتب عليه «نتائج» أولاها فرض عقوبات على الشركات التركية المشاركة في المشروع.

وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة شراء تركيا صواريخ من الصين بقيمة 3,44 مليار دولار لا تزال تثير المزيد من ردود الفعل الأميركية والأوروبية التصعيدية. وأضاف المسؤول الأميركي أن مشاركة الشركات التركية في المشروع سوف يحرمها من الاستفادة من التكنولوجيا الأميركية المتاحة لها الآن.

وتابع «الشركة الصينية التي تنتج الصواريخ وتنوي تركيا شراءها موضوعة على اللائحة السوداء المفروض عليها عقوبات بسبب توريدها السلاح إلى ايران وسوريا وكوريا الشمالية. وهي شركة China Precision Machinery (CPMIEC)». وقال الديبلوماسي الأميركي إنه لهذا السبب على تركيا أن تعيد النظر بقرارها شراء الصواريخ من الصين.

ويرى خبراء أنه مع نشر حلف شمال الأطلسي رادارات الدرع الصاروخي في كوريجيك في منطقة مالطا، برزت الحاجة إلى نظام تعقب للصواريخ البالستية لمواجهة التهديدات التي تواجهها من إيران أو سوريا. ومن دون هذا النظام، يرى الخبراء أنه لا يمكن للصواريخ الصينية أن تعمل في تركيا. ويرجح هؤلاء الخبراء أن تعمل تركيا على إلغاء الصفقة والعودة إلى العمل مع شركة «Eurosam» الأوروبية.

لكن تركيا ترى مع ذلك أنه إذا لم تغير الشركات الأوروبية أسعارها وتسمح بنقل التكنولوجيا الصاروخية إلى تركيا، فإن قرار شراء الصواريخ من الصين سيبقى ساري المفعول، وهو في الأساس لا يتعارض مع نظام حلف شمال الأطلسي.

واستبعد مصدر في مؤسسة الصناعة الحربية التركية في تصريح لصحيفة «وطن» التركية، أنه «حتى لو جاءت اقتراحات جديدة من شركة يوروسام، فإن تركيا لن تلجأ إلى التفاوض معها. فقط يمكن لتركيا إعادة التفاوض معها في حال ألغت تركيا الصفقة مع الصين أولاً».

وقال المصدر إنه من المتوقع توقيع الاتفاق مع الصين في فترة بين ستة أشهر إلى سنة، والمؤسسة تعمل على كتابة تقرير يفند مزاعم الغرب بأن الصواريخ الصينية لا تنسجم مع النظام الصاروخي لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن «نسبة توقيع الاتفاق مع الصين تصل إلى تسعين في المئة، وليس هناك أي عقبة تقنية في هذا المجال»، مشيراً إلى أنه بعد هذه المرحلة فقط، قرار سياسي يمكن أن يبطل الصفقة.

واعتبر المصدر أن الانتقادات الموجهة إلى تركيا اليوم «تأتي من جانب موظفين في حلف شمال الأطلسي، في حين أن أي اعتراض رسمي، يجب أن يكون بقرار يتخذه مجلس الحلف وحتى الآن ليس هناك مثل هذا القرار»، معتبراً أنه على تركيا أن تنوع مصادر سلاحها وليست مضطرة أن تبقى فقط ضمن النظام التسليحي الغربي.

ونقلت صحيفة «ميللييت» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبر لنظيره التركي أحمد داود أوغلو أثناء لقائه به يوم الثلاثاء الماضي، عن «قلقه» من صفقة الصواريخ الصينية، مؤكداً له أهمية الانسجام مع النظم العسكرية لحلف شمال الأطلسي.

وكانت معلومات صحافية تركية نشرت قبل أيام، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لن يوقع الصفقة من الآن إلى الصيف المقبل، وأنه لا يريد الدخول في صدام مع الإدارة الأميركية قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية في الصيف المقبل، وأن أردوغان يريد أن يورث هذه المشكلة لمن سيخلفه في رئاسة الحكومة الذي عليه اتخاذ القرار المناسب.

محمد نورالدين – صحيفة السفير اللبنانية