«هيكل»: أمريكا تدير الحرب في سوريـا «بالمرتزقة» و2014 عام الحسم
أكد الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل بأن عام 2014 المقبل ربما يكون هو عام المصير بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها العالم العربي، مشيراً إلى أننا سوف نكون خلال العام المقبل أمام «عالم يوشك أن ينتهي، وعالم آخر يوشك أن يبدأ»، وأن ما يشهده العالم الآن يعكس ملامح الفترة التي يتشكل فيها العالم الجديد، والذي لا يزال يتحسس طريقه.
وفيما يتعلق بالجماعات التكفيرية المنتشرة بالمنطقة، حذر هيكل من «استمرار موجة العنف التي تتبناها الجماعات الإرهابية التكفيرية في مصر، وعدد من البلدان العربية»، مشيراً إلى «أن هذه الجماعات سوف تبقى موجودة لفترة في ظل ما تلقاه من دعم دولي مالي ومخابراتي».
وأوضح هيكل أن هذا الدعم سوف يستمر نتيجة لما وصفه بـ«الاختلال الكبير» في أحوال العالم العربي، الذي شهد على مدار العامين الماضيين حالة من الفوضى ودخل إلى ما يشبه الحرب الأهلية، بسبب تدخل أطراف خارجية لا تريد لهذه المنطقة أن تقف على قدميها.
وأشار إلى ما قال عنه «الحرب بالمرتزقة»، مشيراً إلى أن بعض الشركات الأميركية التي تقدم «الخدمات الأمنية» تأتي بالجنود وتقوم على تدريبهم، وتدفعهم إلى ميادين الحرب والقتال، بل وتدفع التعويضات للمصابين منهم، موضحاً أن ذلك أحد الحلول السحرية بالنسبة للإدارة الأميركية، في ظل وجود كونغرس يمنع التدخل في شؤون الدول، وقد اقتصر دور الإدارة الأميركية هنا على توقيع الشيكات لشركات توظيف السلاح والتدريب والقتال، وقد استخدمت هذه الشركات في سورية.
وأضاف هيكل: أمامي تقرير عن شركة «بيرتون» للخدمات الأمنية، يقول: إنها استطاعت خلال ثلاث سنوات، توقيع عقود بقيمة مئات ملايين الدولارات، وقد أصبح لدى هذه الشركة ما يقرب من 250 ألف مقاتل تحت الطلب، وهذا ليس رقماً كبيراً، فهناك عاطلون ويائسون كثر مستعدون للمغامرة.
وأضاف الكاتب الصحفي «إن سورية تضم اليوم ثلاثة أنواع من الناس، فهناك القادمون من أفغانستان الذين من الممكن أن يطلقوا على أنفسهم لقب «مجاهدين»، وهناك الجيش الحر وبرفقته بعض المتطوعين من العالم العربي، فيما يمكننا أن نتحدث عن جنسيات مختلفة أخرى، فهناك 296 شخصاً من بلجيكا و84 شخصاً من الدنمارك و20 من فنلندا و412 من فرنسا و26 من إيرلندا و50 من إيطاليا ومن لكسمبورغ وغيرهم».
وحول الدور السعودي في سورية، أشار هيكل إلى أن «السعودية مع الأسف الشديد تمارس دورها من خلال رئيس استخباراتها بندر بن سلطان، وهو قد لا يكون عليه غبار لكن الدور المخابراتي للسعودية في سورية ليس منضبطاً والدور المخابراتي لعدد كبير جداً من الدول العربية ليس دقيقاً، وأعتقد أن 2014 لابد أن يشهد عودة دور المخابرات التي تمثل قروناً للاستشعار للدولة خارج حدودها».