هنا الديمقراطية والسلمية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية وفي فصوله المتلاحقة حتى الآن استخدم الغرب واتباعه في المنطقة كمية وافرة من الأكاذيب في توصيف الأحداث الجارية وقد أسقطها الإعلام الوطني السوري والإعلام المقاوم تباعا فأماط اللثام عن الفبركة والتزوير وفضح المظاهر الخادعة والتوصيفات الزائفة التي قدمت الإرهاب والقتل والتفجير بوصفه “حراكا سلميا ” وزعمت ان القتلة والإرهابيين هم “ثوار ” و”ناشطون سلميون ” وألصقت صفة زعماء التغيير بجموع المرتزقة المتنقلين بصفة المعارضة عبر عواصم العدوان التي غيروا فيها وبدلوا من تسميات تشكيلاتهم ورؤسائهم كما يبدلون ثيابهم وأقنعتهم وبما لم يسبق حدوثه في أي معارضة حقيقية طبيعية ليست تجميعا عشوائيا للمرتزقة والعملاء.
اختبر الغرب الاستعماري في حربه الكونية على سورية استراتيجية معقدة ومركبة ضمن مبدأ الحرب غير المباشرة فشكلت أجهزة الاستخبارات ائتلافا عالميا بقيادة اميركية وحركت عملاءها في واحد وثمانين بلدا عبر العالم لاستقدام التكفيريين إلى سورية ونظمت شبكات عالمية وإقليمية عملت عبر دول الجوار ولاسيما تركيا ولبنان والأردن لتنظيم التدريب والتسليح والتمويل ولإدارة الحملات الإعلامية التي نسبت للحرب على سورية صفة “الثورة الشعبية السلمية ” انطلاقا من إنكار وجود الإرهاب الذي تضج أروقة الدبلوماسية الغربية ومؤتمراتها المتلاحقة منذ سنة برعب ارتداده بعد هزيمته في سورية إلى دول المصدر والرعاية.
بعد سقوط وهم الإسقاط انتقل المخططون الأميركيون إلى حرب استنزاف سورية واستعانوا بإسرائيل لتحريك خطة الشريط الحدودي وسارعوا إلى إعداد برامج تدريب المرتزقة في الأردن بتمويل سعودي وقد شكل تعطيل الانتخابات الرئاسية محورا حاسما لحركة والضغوط المتواصلة إلى جانب الاستنزاف الذي ردت عليه الدولة الوطنية بخطة الحسم الميداني والدستوري فتمسكت بإجراء الانتخابات في موعدها بينما تحركت بإتقان وانتظام لمواصلة تفكيك البيئة الحاضنة للتمرد وميزت بين التمرد والإرهاب عبر المصالحات بالتوازي مع اختلال التوازنات الميدانية نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري الذي يقاتل على امتداد الجغرافية الوطنية ويطور خبراته وأساليب عمله ضد عصابات الإرهاب التكفيرية .
استندت الدولة الوطنية إلى تبلور وعي شعبي ترسخ بخبرة التجرية السورية مع النزوح وويلات العدوان والحصار الاقتصادي وقد ترسخت علاقة الناس بتلك الدولة التي أثبتت صلابة نادرة فحافظت في أصعب الظروف على دورها في رعاية شعبها بتأمين دفع الرواتب لمليونين وخمسمئة ألف موظف مدني وعبر استمرار دعم السلع الأساسية والتقديمات التعليمية والطبية لشعبها وقادت عمليات إيواء ناجحة للملايين الذين غادروا مناطق الأحداث المشتعلة عبر المحافظات السورية وهي عملية شكلت سدا متينا في وجه مشاريع الفتنة الطائفية إلى جانب الدور الوطني البارز للمؤسسات الدينية المسلمة والمسيحية التي تنبه الرئيس بشار الأسد في قيادته لصمود سورية ومنذ البداية إلى دورها المحوري في تثبيت الولاء الوطني والوحدة الوطنية.
عندما يردد الناخبون امام الكاميرات انهم يريدون عودة الأمان ويهتفون للجيش العربي السوري وعندما يكررون رغبتهم باستعادة حياتهم ما قبل الحرب وتمسكهم بزعامة الرئيس بشار الأسد فتلك حقيقة تفقأ العيون ولايقلل منها تجاهل او إنكار من أي مصدر اتى وحتى من خارج كتبة الناتو والخليج ومن صفوف منسوبة إلى يافطات يسارية وتغييرية تحجرت عقول أصحابها عند مفردات بالية وأحقاد دفينة.
إن سحر التحولات الكبرى في تاريخ الشعوب يفرض التدقيق في العوامل المحركة والدوافع العميقة والدلالات التي حمله يوم الانتخاب السوري تقود إلى التعامل مع تلك اللحظة بوصفها انتفاضة ديمقراطية سلمية لأجل سورية وحركة مقاومة شعبية بالوسائل الديمقراطية والسلمية التي وضعها حلف العدوان في واجهة اكاذيبه وحملاته الخادعة .
انتخاب الرئيس بشار الأسد بملايين الأصوات هو تأكيد قاطع لتمسك غالبية السوريين بخياره الوطني التحرري المقاوم وبنهجه الاستقلالي السيادي الذي تمسك به بعناد في احلك اللحظات وكذلك بمشروعه التغييري الوطني … ديمقراطية وسلمية هي هبة السوريين دفاعا عن وطنهم وعن مستقبلهم وقد قلبوا السحر على الساحر وعلى المنكرين الناكرين ان يدركوا ان مستقبل التوازنات في العالم والمنطقة سوف يحمل سمات ما بعد انتصار الأسد ومن لا يريد الاعتراف سيبقى على الهامش مغتربا عن الواقع فما كتب قد كتب وعبر صناديق الاقتراع التي يزعم الغرب انها قدسه الذي لا يمس وهو يعفي منها بالطبع عفن الاستبداد الاتوقراطي في شبه الجزيرة والخليج حيث تتقدم العائلات الحاكمة صفوف آلته العدوانية على سورية وشعبها الأبي .