هل ينفذ المستقبل وحلفاؤه «انقلاباً عسكرياً» في بيروت وصيدا؟!
موقع سلاب نيوز الإخباري:
شهدت مدينة بيروت في اليومين الماضيين تطوراً خطيراً، لم يتم التطرق اليه (عن قصد أو عن غير قصد) عبر الإعلام، في وقت لم يكن ما حصل بالغ السرية أو مخفياً عن أعين الناس. حيث جرت في بعض المناطق «مناورات» عسكرية، كاملة التفاصيل والخطوات، في أولى ساعات المساء، شملت انتشاراً مسلحاً واسعاً لملثمين تابعين لمجموعات سلفية وأخرى حزبية، تحاكي عملية إغلاق عسكري سريع لتلك المناطق.
الساعة العاشرة من مساء السبت الفائت، شهدت مناطق طريق الجديدة، قصقص، راس النبع، عائشة بكار وصبرا، إنتشاراً لمجموعات مسلحة معظمها من الملثمين، امتد على المحور الأول، من منطقة صبرا الى البربير مروراً بكافة الأحياء بين المنطقتين، تم من خلالها تطبيق خطة محضرة سابقاً تحاكي اندلاع إشتباك أو تصدي لهجوم ما على تلك المناطق.
وأكد مصدر متابع لهذا الملف لـ«سلاب نيوز» أن هذه المجموعات ضمت شباناً من أبناء تلك المناطق، إضافة الى عناصر يحملون الجنسية السورية ويسكنون فيها وهم مرتبطون بالمجموعات التكفيرية التي تقاتل في سوريا، بالإضافة الى عناصر منتسبة الى تيار المستقبل، وقد شملت خطة الإنتشار كل هذه الأطراف والهدف عزل هذه المناطق عسكرياً في أي معركة قادمة، وتابعت المصادر أن جهات دينية وحزبية في طريق الجديدة وقصقص، بدأت منذ حوالي الأسبوع بث شائعات تتحدث عن مناورات يجريها حزب الله في أكثر من منطقة تمهيداً لهجوم واسع أكبر من الذي جرى في 7 أيار، وتقوم هذه الجهات بإستغلال هذه الشائعات من أجل إستقطاب الشباب في تلك المناطق و شد العصب المذهبي لديهم.
و في اليوم التالي (الأحد) جرى إعادة تنفيذ الإنتشار و تطبيق المناورة بعد مراجعة للثغرات التي تم رصدها نهار السبت، وتخلل ذلك بحسب المصادر، نصب مدافع هاون باتت بحوزة هذه المجموعات، لمحاكاة عملية قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت في حال حصل هجوم مزعوم على تلك المناطق، وقد سمع إطلاق نار متقطع من منطقة قصقص ومحيطها أثناء تنفيذ هذا الإنتشار.
وأضافت المصادر، أن مجموعة كبيرة من المسلحين (من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية) بينهم عناصر من خارج المنطقة، تستخدم طابقاً أرضياً في مجمّع سكني يقع في منطقة “أرض جلول” على مقربة من “ثانوية الحريري” كمركز عسكري لها، وتقوم بتنفيذ دوريات ليلية إستطلاعية، ونقاط حراسة خاصة في منطقة “جبانة الشهداء” لرصد أي تحرك ، يندرج في سياق الهجوم المتوقع (المسوّق له) لحزب الله على المنطقة.
إلى ذلك أوضح أحد أبناء المنطقة لـ«سلاب نيوز» أن تلك المناطق باتت تشهد توتراً وترقباً يومياً لمعارك وهمية يتم التسويق لها وبشكلٍ متواصل، وأصبح الجو المشحون «مذهبياً» سائداً إلى حدّ كبير، الأمر الذي بات يسبب خوفاً مستمراً وهلعاً في صفوف المواطنين عند أي حادث أو عملية اطلاق نار، فالمساجد تحولت الى مراكز لإجتماعات يومية يجري فيها بحث مجريات الأمور الميدانية في سوريا من جهة وفرضيات “المعركة القادمة” في لبنان من جهة أخرى، ويضيف المصدر، أنه قد تم تشكيل مجموعات مسلحة في الأحياء، على رأس كلٍّ منها “قائد”، وتضم في صفوفها شبان من المنطقة معظمهم من “الزعران المعروفين” تمّ حقنهم مذهبياً بشكلٍ “مخيف”، بحسب المصدر، إضافةً الى عناصر غريبة عن المنطقة يسكنون فيها حديثاً.
من جهة أخرى يبدو أن المناورات لم تكن مقتصرةً على مناطق بيروت فحسب، فقد تم رصد تحركاتٍ مماثلة في أكثر من منطقة في لبنان، أهمها في مناطق الناعمة، جدرا، والبقاع الأوسط، حيث شهدت تلك المناطق إنتشاراً سريعاً لعناصر تحمل أعلام لجبهة النصرة قامت بمحاكاة عمليات قطع طرق حيوية في البلد كالأوتوستراد البحري الرابط بين بيروت والجنوب، كذلك طريق المصنع بالإضافة الى الطريق الرابط بين شتورة وبعلبك. وكما في بيروت، جرت هذه المناورات بشكلٍ سريعٍ في منتصف الليل.
ومن صيدا تؤكد مصادر أمنية وجود مخاوف جدّية من تحركاتٍ تجري في حي البستان الكبير، حيث بات انتشار عناصر مسلحةٍ أمراً يومياً يحدث ليلاً وحتى نهاراً، يندرج في سياق تدريبات تجريها هذه المجموعات لمحاكاة معركة قد تنشب في صيدا، وأشارت مصادر متابعة الى أنّ مجموعاتٍ سلفيةً تضم لبنانيين من صيدا وسوريين إضافة إلى فلسطينيين، تنشئ مربعاً أمنياً جديداً مشابهاً لذاك الذي كان في عبرا، وبالتحديد في منطقة التل الكبير، حيث بات مسجد “الحمزة” مخزن سلاحٍ وأعتدةٍ حربيةٍ بشكلٍ مشابهٍ لما جرى في مسجد بلال بن رباح في عبرا، وتحول البستان المحاذي للمسجد، حقل تدريب لهذه المجموعات.
من جهة أخرى تنشط مجموعة على الساحة الصيداوية تتولى مهمة استقطاب شبان في صيدا، عرف منهم (ع.ب) وشقيقاه (س و م)، يعملون على نقل أسلحةٍ وتخزينها في عدة مناطق من صيدا، إضافةً الى تزوير بطاقاتٍ حزبية ورخص أسلحة يتم عبرها إغراء الشبان للإنضمام الى المجموعات المسلحة في المدينة، كذلك يقومون بالتنسيق مع جهات أمنية معروفة بولائها لجهات سياسية معينة في المدينة.
و تشير المصادر الى أن صيدا تشهد إجتماعات دورية كان أولها في اليوم الذي تم فيه الهجوم على الجيش عند حاجز الأولي وفي مجدليون، بين الشيخ داعي الإسلام الشهال، والشيخ أحمد عمورة (الذي تربطه بالشهال قربى من جهة زوجته) إضافة الى شيخ ثالث يدعى عماد خالد من منطقة وادي خالد، يتم خلالها التنسيق بين المناطق من أجل الإتفاق على خطة شاملة تقضي بإشعال جميع الجبهات من جنوب لبنان حتى شماله مروراً ببيروت، في حال اندلاع أي إشتباك مع الجيش اللبناني أو حزب الله في أي منطقة من لبنان، وذلك سعياً لإرباك الأمن في البلد وتشتيت الجيش اللبناني وإشعال فتيل المعركة على كامل الأراضي اللبنانية، بغية الوصول الى الهدف المنشود و المحدد وهو إدخال لبنان في أتون الصراع الجاري في سوريا.