هل يكرّر نتنياهو في الكنيست ما فعله ترامب في الكونغرس؟
صحيفة البناء اللبنانية-
عمر غندور:
على بعد أيام قليلة من اجتماع الكنيست «الإسرائيلي» لمنح الثقة لحكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نيفتالي بينيت خلفاً لحكومة بنيامين نتنياهو، يعيش الصهاينة داخل الكيان الغاصب حالة قلق جديدة على وقع تصريحات نتنياهو الذي وصف تشكيل الحكومة الجديدة بأنه «أكبر حالة تزوير انتخابي في تاريخ إسرائيل».الأجواء الانتخابية في كيان العدو أشبه بالعربدة التي قام بها أنصار الرئيس الأميركي المهزوم دونالد ترامب في السادس من كانون الثاني الماضي حين اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأميركي لمنع جو بايدن من أن يصبح رئيساً، وهو ما يحاول نتنياهو أن يفعله بخلفه «بينيت».
صحيح أنّ نتنياهو لم يطلب من أنصاره اقتحام الكنيست كما فعل ترامب، إلا أنّ منسوب القلق آخذ في الارتفاع على وقع التحريض الصريح والدعوة الى مقاومة الغش وتحذير رئيس الأمن الداخلي من إراقة الدماء.
ويقول المعلق الصحافي يعقوب كاتس في «جيروزاليم بوست الإسرائيلية»: «علينا أن نكون يقظين ما قاله نتنياهو ليس مجرد كلام سياسي خسر الانتخابات بل هو حديث تحريضي يدلّ على التصميم على فعل ما في وسعه لوقف انتقال السلطة الى رئيس وزراء آخر وحكومة جديدة تنهي سنوات كثيرة من حكمه، وهذا يعني المزيد من إضعاف مؤسّسات دولة إسرائيل».
ويتهيّأ نتنياهو للعب دور الضحية ويريد من أتباعه أن يكونوا ضحايا.
وتقول صحيفة «هارتس»: «تزايد التطرف الخطير في الخطاب العنيف والمحرّض بما في ذلك دعوات الى عنف واستهداف جسدي وإباحة لعنف غير قانوني غايته صرف أنظارنا عن الخطر الحقيقي الذي عشناه مع صواريخ عملية «سيف القدس» التي أنزلتنا إلى الملاجئ على مدى عشرة أيام.
بينما يتحسّس آخرون في «دولة الاحتلال» مخاطر حقيقية أخرى هي أشدّ خطر على الكيان، ويقول المقدم احتياط ميخائيل سيغل على موقع «المركزي المقدسي للشؤون العامة والدولة: من المنطقي ان يقوم حزب الله وإيران بعملية استخلاص عبر من عملية «حارس الأسوار» استعداداً لإمكانية مواجهة مع «إسرائيل»، وتعزيز ذراع القذائف الصاروخية التي يعتبرونها «كاسرة للتوازن» وتغيير قواعد الحرب معنا على خلفية تشخيص الجهة الداخلية الإسرائيلية على أنها نقطة ضعف مركزية. ولذلك نحن ندين هذه التحركات العنيفة التي تلازم اجتماع الكنيست لإعطاء الثقة للحكومة الجديدة، والتنبّه الى عدوّنا حزب الله الذي أقام شبكة أنفاق لمئات الكيلو مترات تضمّ مواقع قيادة وسيطرة من بيروت الى جنوب لبنان هدفها الهجوم المباغت غلى قوات الجيش «الإسرائيلي» في حالة مناورة برية في الاراضي اللبنانية، ومن ورائه إيران المقتدرة النووية».
وإذا كان الانهيار الكامل لمفهوم قدرة سلاح الجو على الانتصار على حماس الجهاد كما رأينا، فكيف الحال مع حزب الله؟»
وفي سياق متصل نشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية في عددها الصادر الخميس الماضي «أنّ مسؤولاً كبيراً في دولة عربية يعمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية وقد تمّ تجنيده لمصلحة شعبة التجسّس ٥٠٤، هذا العميل طموح جداً ويشغل منصباً كبيراً للغاية، وهو قادر على الوصول الى معلومات سرية للغاية.
بدورنا نحن، وعلى قاعدة «اعرف عدوك» نبذل عناية خاصة لمعرفة كيف يفكر عدونا، وعدم الاستخفاف بما ينشره ويسرّبه عن مكر وتضليل لن يخفى علينا انْ شاء الله.