هل يشعل «الدولة الإسلامية» القلمون مجدداً؟
على الرغم من بعد ضجيج المعارك في عرسال عن القلمون السورية إلى حد ما، إلا أن حالة من القلق تنتاب الناس، خوفا من عودة المسلحين إلى فتح الجبهة مجدداً، خاصة مع تغير المعطيات عما سبق، وبروز تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» كقوة اكبر مما كان عليه.
الطريق بين دمشق وحمص، حيث مدن وبلدات القلمون يبدو هادئاً للغاية. بعض الحواجز وبقايا آثار معارك الشتاء والربيع الماضي. وفي الداخل تعيش بلدات النبك ودير عطية وقارة والحميرة وجراجير وحتى يبرود حالة هدوء نسبي، مع إجراءات أمنية مشددة عند مداخلها، خاصة في يبرود التي ورغم عودة الأهالي إليها إلا أن القلق ما زال قائماً، على اعتبار انها الأقرب إلى عرسال.
ولعل المعارك الأخيرة في البلدة الحدودية قد فرضت نفسها على الجبال السورية. صحيح أن رصاص الاشتباك لم يصلها على الإطلاق، إلا أن حالة من الترقب انتشرت قبل أيام، ووصلت، بحسب مصادر محلية، إلى إغلاق المحال وسريان ما يشبه حظر التجوال في ساعات المساء، ضمن مختلف البلدات، وسط انتشار امني، ما يشير إلى ترقب لما ستؤول إليه نتيجة المعارك، خاصة مع خروج مقاتلي «جبهة النصرة» و«داعش» إلى الجرود المنتشرة بين لبنان وسوريا.
ويعود القلق إلى عاملين أساسيين: الأول هو إعادة ترتيب الفصائل المسلحة لأوراقها، والثاني تغير موازين القوى داخل المجموعات المسلحة، لمصلحة «داعش». وهكذا اعتمدت المجموعات المسلحة مؤخرا على عمليات خاطفة، كما حصل في عسال الورد ورنكوس، بعد أن أصبح من المستحيل الاعتماد على إستراتيجية السيطرة على المدن، خاصة بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها في الفترة الماضية، وتحديداً في يبرود والسقوط المتتالي للمدن والبلدات من رأس المعرة وفليطة ومعلولا وصولاً إلى رنكوس.
وكان لافتاً الإعلان عن تشكيل «جيش القلمون»، المؤلف من ألوية وكتائب عدة تتبع إلى «الجيش الحر»، مثل «كتيبة الشهيد احمد وحيد تركمان»، و«كتيبة صقور الإسلام»، و«سرايا الخندق»، و«سرية مكة».
أما «داعش» فقد أصبح أكثر قوة. ولا يخفي مصدر معارض لـ«السفير» أن يسعى «الدولة الإسلامية» إلى فتح جبهة قريباً للقضاء على «الجيش الحر» وحتى «جبهة النصرة»، لكن بعد أن يعمل على استقطاب اكبر عدد من المقاتلين، وهو ما عمل عليه بالفعل خلال الأشهر الماضية، من دون أن يستطيع أي من الفصائل إيقاف هذا التمدد.
ويضيف المصدر ان «الخطر في فتح أي معركة قريباً لا يكمن في الفصائل أو الجبهة الإسلامية، ولا حتى النصرة، فكل منهم في وضع لا يسمح له بالمواجهة ضد القوات السورية، لكن الخطر يكمن في داعش أكثر من غيره، ومثل هذه المعركة لا تعني أن الخطر هو الجرود أو المواقع بين لبنان وسوريا فحسب، بل قد تتمدد المعركة إلى أي من البلدات القلمونية، وصولاً إلى البادية أو ريف حمص».
صحيفة السفير اللبناني –
طارق العبد