هل يذّر دخان الحرب في عيون السعوديين؟
موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
ادمون ساسين:
هل ارتكبت المملكة العربية السعودية خطأ جسيما بقيادتها تحالفا خليجيا عربيا وشنها حربا ضد دولة ذات سيادة اسمها اليمن؟ لا داعي للدخول في مفهوم السيادة الذي يتحلل يوما بعد يوم على وقع سماح دول لنفسها وفق معيار القوة المرتبط بمعيار تفسير مصالحها المباشرة، بشن حرب على دول ذات سيادة من دون وجود قرارات دولية صادرة عن مجلس الامن وتحت ستار طلب رسمي بالتدخل من رئيس لم يعد قادرا على البقاء في بلده.
في تحليل التدخل السعودي ثمة ربط واضح بينه وبين التقدم الكبير الذي احدثه الحوثيون المدعومون من ايران وتوجههم للسيطرة على باب المندب الذي يعتبر بوابة البحر الأحمر حيث تمر ناقلات النفط الى العالم من منطقة فيها حوالى ستين في المئة من نفط العالم تقريبا. الحوثيون يسيطرون على باب المندب بوابة البحر الأحمر والايرانيون يسيطرون على مضيق هرمز احد أهم الممرات المائية والنفطية في العالم والمنفذ الوحيد لبعض دول الخليج المشاركة والرابط بين الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهندي وقد هدد الايرانيون مرارا باغلاقه وهو ما يعني بحكم الخريطة الجغرافية والاستراتيجية للمنطقة قدرة ايران على شل الحركة النفطية في العالم من خلال باب المندب ومضيق هرمز ما يجعل الولايات المتحدة أول الداعمين لهذا التحرك السعودي الخليجي العربي في اطار الصراع على النفط في العالم. لكن من زاوية نفطية مهمة فان ايران وروسيا اللتين تشن عليهما الولايات المتحدة وبعض دول الخليج حربا نفطية منذ مدة بتخفيض سعر برميل النفط عالميا سيكسبان هذه الجولة لأن بمجرد اندلاع هذه الحرب سيرتفع سعر برميل النفط وقد بدأ منذ اللحظات الأولى هذا الارتفاع فعلا وقد يصل بحسب مراقبين الى مئة دولار أميركي.
في الميدان يرى محللون أن السعودية ارتكبت خطأ جسيما لأن الضربة الجوية لن تؤثر على خريطة انتشار وسيطرة الحوثيين في اليمن أما الهجوم البري فستكون له تداعيات كبرى لأن التجارب السابقة تشير الى قدرة الجيش اليمني والحوثيين أنفسهم على التوغل عشرات الكيلومترات داخل العمق السعودي. صحيح أن الترجيح الأكبر يشير الى أن ايران لن تتدخل عسكريا مباشرة لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستدعم الحوثيين في مواجهة التدخل العربي الخليجي بقيادة السعودية التي بدأت حركة الملاحة والحركة المالية والاقتصادية تتأثر بدورها في داخلها مع انطلاق الضربات. في الذاكرة اليمنية تشكل السعودية لدى الكثيرين خصما اقتطع جزءا من أراضي اليمنيين الذين سيعيشون مع هذه الحرب صراع التوحد ضد السعودية أو الوصول الى خريطة تقسيم كانت حظوظها أكبر لو بقي الرئيس عبد ربه منصور هادي. قد يكون تنظيم القاعدة مستفيدا أساسيا في هذه الحرب وهو الذي يمتلك قواعد رئيسة في اليمن ولا يبدو أن الضربات الجوية أو الحرب الخليجية العربية ستشمله حتى الآن.
في السياسة يقول البعض ان السعودية كان عليها أن تبقى تلعب دور الوسيط وهو ما يحفظ لها نفوذها ودورها في اليمن لكن بالنسبة للسعوديين وفي ظل تأكيد حلفائهم الغربيين بأن الصراع اليمني لن يحل عسكريا بل سياسيا قد يكون المطلوب من هذه الحرب وقف التمدد الحوثي ومحاولة تحجيمه اضافة الى ستحسين أوراقهم لاستخدامها عند حلول موعد الحل السلمي. فهل تسمح ايران للسعودية بتحقيق ما تريد في منطقة نفوذهما الرئيسة وهل تبقى النيران فوق اليمن أم أن قدرة الحوثيين على المواجهة وقدرات ايران ستجعل دخان الحرب يذّر حقا في عيون السعوديين كما قال مسؤولون ايرانيون؟
[ad_2]