هل يخرج بو صعب بصيغة للحل رئاسياً بعد جولاته الاستكشافية وتطمين الكتل النيابية؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة ارزوني:
خرقت جولة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب “الاستكشافية” كما يصفها هو، المراوحة السلبية لملف الاستحقاق الرئاسي، وقد تكون خرقتها شكلاً بحسب تعبير مصادر مطلعة، ولكنها لم تفتح حتى اللحظة كوة في جدار العلاقات المتأزمة والمقفلة بين كافة الكتل النيابية والاحزاب، فبحسب اعتراف بو صعب أن الازمة أكبر وأعمق من الاسماء المرشحة للرئاسة، لأن “ما حدا بيحكي مع حدا”، ومن هذا المبدأ إنطلق بوصعب بحسب متابعين للجولة، بمبادرة شخصية منه وبمباركة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، لاستطلاع آراء الكتل النيابية والاحزاب عله يتوصل الى منفذ يستطيع منه الدخول لإقناع الجميع بضرورة فتح الباب للحوار ولو بطريقة غير مباشرة بهدف الخروج من حالة المراوحة، والإتفاق على إسم مشترك للرئيس بهدف توفير المناخ لإنعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتأمين نصابها، من دون ان يعني ذلك تغييراً في موقف المعارضين لترشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وتشير مصادر متابعة للجولة الى ان بو صعب ينقل التطمينات وأراء الكتل النيابية الى بعضها البعض، موضحة انه يحاول بهذه الطريقة ادارة “حوار مُتنقل” في بادئ الامر واذا لمس ايجابية خلال جولته قد يعلن عن صيغة للحل على المسؤولين، بعدما يكون قد طرح امام الجميع كافة الافكار التي بحثها مع الكتل النيابية وقام بجوجلتها، فبحسب المصادر يعطي رئيس المجلس الاولوية للحوار في الملف الرئاسي، وهو كلف بو صعب استطلاع رأي الكتل النيابية في هذا الموضوع، تمهيداً لتحديد موعد للدعوة الى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس للجمهورية في حال لمس بوصعب خلال جولاته اجواء ايجابية وجدية لذلك.
وتؤكد المصادر ان المهمة التي يقوم بها بوصعب ليست سهلة فهو يُدرك بحسب تعبيرها انه دخل على منطقة ملتهبة وحساسة بسبب الخلافات بين كافة الافرقاء، ولذلك قرر اتباع سياسة مغايرة لسياسة الابواب المقفلة، ويطرق كافة الابواب في سبيل ملء الشغور الرئاسي.
وترى المصادر انه اذا كان بوصعب يتحرّك لتقريب المسافات بين “التيار” وحارة حريك، او بين “الوطني الحر” و”القوات”، او بين عين التينة ومختلف الاطراف الرافضة للحوار، فيعني ذلك ان مخاض انتخاب الرئيس لا يزال عسيراً.
بوصعب وقبل متابعته جولته على الكتل النيابية التي استهلّها، يوم الجمعة الماضي، من حارة حريك، حيث التقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، عرج الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي، ونقل عنه امتعاضه من الظروف التي وصل إليها البلد والمسؤولون الذين تعاطوا بالملف الرئاسي، فيما شددت مصادر بكركي على أنّ الحوار بين الأفرقاء السياسيين يكون داخل البرلمان بالذهاب لجلسات متتالية ومفتوحة حتى انتخاب رئيس.
ولفتت المصادر إلى “ألا فيتو على أحد وحتى على فرنجية”، موضحة انه “عندما تحدث الراعي عن مواصفات الرئيس بأنه يجب أن يكون فوق كل الأحزاب قصد بذلك أنه وإن كان حزبياً عليه أن ينسى حزبه عندما يصبح رئيساً ويتصرف كرئيس لجميع اللبنانيين”.
من بكركي، انتقل بوصعب الى مركز “تجدد”، حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي، فبحسب بوصعب انه وضعهما في جو الأفكار المتداولة وسمع منهما ردود الأفعال، مؤكداً انه لمس تقارباً بينه وبينهما في هذه المرحلة، فيما اكد معوض ان “منطلق مبادرة بو صعب سليم”.
اراء الكتل حول الافكار التي طرحها بوصعب خلال جولته، بحثها مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وحاول تلطيف الاجواء بين التيار والقوات بعد السجالات التي جرت مؤخراً.