هل يجري تثبيت النازحين في طرابلس؟
صحيفة الديار اللبنانية ـ
دموع الاسمر:
يرى مصدر سياسي طرابلسي ان طرابلس اليوم تعاني من جملة قضايا هي نتاج الصراع السياسي الدائر على الساحة الطرابلسية بين القوى والتيارات التي تتنافس على كسب الشارع وعلى المفاصل الشعبية في المدينة، ولعل مسألة البطالة المستشرية وازدياد نسبة الفقر من ابرز القضايا التي يشكو منها الطرابلسيون، ويضعون اللوم على بعض السياسيين الذين لم يعبأوا بوجع الناس وجلّ اهتمامهم المناصب والمكاسب السياسية ليس إلا..لتراشق السياسي بين بعض القيادات السياسية دفع ببعض الفئات الشعبية الى الاحجام والانكفاء كي لا تكون كما درجت العادة ادوات في هذا التراشق وتخرج يمزيد من الخسائر المعنوية والمادية، بينما احد من القادة السياسيين لم يفكر بمشروع واحد يمحو من خلاله أم الرذائل ـ البطالة.
وسط هذه الاجواء الملبدة لوحظ في المدينة ان مجموعات من الشباب الطرابلسي عكفت على تحضير حركة شعبية لعلها الاولى من نوعها في طرابلس التي اعتادت في السنوات الماضية على تظاهرات واعتصامات ذات طابع طائفي او مذهبي او لاهداف خاصة وهذه الحركة ستكون صرخة شعبية للتعبير عما آلت اليه الاوضاع المعيشية واستنكارا للوضع المزري الذي وصلت اليه المدينة وللمطالبة بتأمين ادنى مقومات الحياة.يشير المصدر عينه الى ان طرابلس لم تنظَم فيها منذ سنوات تظاهرات مطلبية محقة تعبر عن الواقع المأساوي في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب الذين يسعون وراء لقمة العيش لكن عبثا، فالمدينة تكاد تصل الى حالة ميؤوس منها بعد اعلان معظم اصحاب المصالح افلاسهم جراء غياب اي دعم حكومي، الامر الذي يؤدي الى صرف المزيد من العمال من وظائفهم.
هذه الحركة الشعبية التي تعلن سياستها الوحيدة انها تنتمي الى طرابلس والطرابلسيين وليس لها لون سياسي محدد ستكون تحت عنوان واحد موحد «بدنا نعيش بدنا ناكول» ولعل هذه الصرخة تصل الى تحقيق اهدافها بان تصل الى اذان المسؤولين والنواب خصوصا نواب المدينة، فتكون حافزا لهم لتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب الذين ضاقت بهم الدنيا، وباتت هناك قناعة لدى هؤلاء الشباب ان نواب مدينتهم شاركوا بشكل مباشر في هذه الازمة بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة، حيث يرى البعض انه كان حريا بساسة المدينة بدلا من اقامة نشاطات لا مردود مالياً من اقامتها العمل على تخفيف التشجنات السياسية التي تساهم في تهجير المستثمرين. لكن ما يجري ان القوى السياسية لا تسعى الا الى المزيد من زرع الشقاق وتخويف المواطنين من خلال التصريحات العالية النبرة يوميا، الامر الذي يؤدي الى مزيد من تفاقم الازمة.
وكشفت اوساط طرابلسية ايضاً ان تزايد عدد السرقات والنصب والاحتيال هي نتائج طبيعية للبطالة المستشرية وان الحل الوحيد لانقاذ ابناء المدينة من براثن البؤس والحرمان هوالعمل على تفعيل المؤسسات واطلاق مشاريع الانماء وتشغيل المنطقة الاقتصادية، وبدلا من الانشغال بالتصريحات المضادة الانشغال بما آل اليه وضع الشباب عامة في طرابلس.
وترى بعض الاوساط المتابعة ان السبب في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف شباب طرابلس بدأ منذ تحويل مدينة طرابلس الى ملجأ للنازحين السوريين الذين استولوا على كافة مناحي الحياة بحيث ان المدينة يعيش فيها حوالى نصف مليون نازح سوري، ومعظم هؤلاء رغم انهم يتلقون مساعدات دورية من مؤسسات عديدة غير حكومية الا انهم لا يفوتون فرصة عمل واحدة حتى لو كانت باجور متدنية مما فسح المجال لكافة المؤسسات من استغلال هذه الحالة فبات للعامل السوري فرص اكبر من فرص العامل اللبناني الذي يرفض استغلاله براتب لا يكفي قوت يومه، وسط غياب وزارة العمل عن القيام بدورها وكل ما تقوم به الاخيرة هو اصدار البيانات والقوانين لكن التنفيذ شيء اخر بعيد كل البعد عن واقع ومأساة الطرابلسيين.
ورأت الاوساط الطرابلسية انه كان حريا بالمسؤولين كما اعلنوا حالة استنفار وبذل كل الجهود من اجل تقديم كافة المساعدات للنازح السوري على الاراضي اللبنانية بهدف تمسكه بالاراضي اللبنانية وعدم مغادرتها، كان حريا بهم الاهتمام بالمواطن اللبناني الذي يرزح تحت ضغوط هائلة يمكن ان تؤدي الى ارتكاب افعال هو بالغنى عنها. لكن ما يجري على ارض الواقع هو تثبيت النازح السوري وتهجير المواطن اللبناني وبالفعل فان حلم كل شاب لبناني جواز سفر مع تأشيرة مغادرة الى اي بلد يؤمن له ادنى مقومات الحياة التي لم تعد متوفرة في بلاده.