هل يتم توقيف شخصيات معروفة متورطة في دعم وحماية الأسير؟
موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
إدمون ساسين:
إدمون ساسين:
مما لا شك فيه أن توقيف أحمد الأسير انجاز كبير يسجل للأمن العام اللبناني سواء جاء نتيجة احراق جهات ورقة الأسير على يد الأمن العام أو نتيجة عملية نفذها هذا الجهاز بحرفية عالية مع اختراق دائرته ومكان وجوده وصولا الى لحظة توقيفه. لكن القضية لا يجب أن تقتصر فقط على انجاز توقيف الأسير الذي تأخر أكثر من عامين. سيقدم الأسير الى المحاكمة وهو الذي يحمل في رقبته دم ثمانية عشر شهيدا من الجيش اللبناني وعشرات الجرحى. هذا أمر فيه جزء من العزاء الى عائلات الشهداء العسكريين الذين سقطوا في عبرا.
لكن وبينما يستكمل التحقيق مع الأسير في مخابرات الجيش اللبناني بعد انتهاء الأمن العام منه ثمة أمر أساسي ومهم لا بد من التذكير به. الأسير ليس مجرد شخص قرر بين ليلة وضحاها أن يخلق الحالة التي جعلته على ما وصل اليه عشية أحداث عبرا والمعارك مع الجيش اللبناني ،حيث تحول مسجد بلال بن رباح الى مربع أمني فيه تنظيم مسلح قائم على تعبئة تختصر ظروف المنطقة.
الأسير بما وصل اليه كان يلقى مساعدات مالية ضخمة سمحت له بتنظيم جماعته وتمدد علاقاته الى أبعد من عبرا. الأسير اذا ليس فردا بل حالة تقاطعت عوامل وشخصيات ودول عدة على صناعتها وتقويتها وصولا الى حد فتح معركة مع الجيش والتي تسببت باستشهاد ثمانية عشر عسكريا.
الانجاز اليوم ليس بتوقيف الأسير فقط بل الانجاز الحقيقي هو أن يعرف الشعب اللبناني بعد التحقيق مع الأسير من موله ومن دعمه ومن أراد استثماره في اللعبة الداخلية؟ من هي الدول العربية والشخصيات اللبنانية المتعددة من سياسية وغير سياسية التي دعمته بشتى المجالات من أجل أن يصير الأسير على ما وصل اليه؟ من غطى ايواء الأسير وفراره أكثر من سنتين بين طرابلس وصيدا؟ من هي الشخصيات الدينية والسياسية اللبنانية التي عملت على تخبئة الأسير؟
من دون تقديم اجابات واضحة للشعب اللبناني عن هذه الأسئلة فان لا قيمة لأي كلام عن انجاز أمني . واذا لم يستدعى الأشخاص من سياسيين ومتمولين ورجال دين المتورطين بدعمه وتمويله وتخبئته في صيدا أولا ومن ثم في طرابلس وبعدها الى المنية ومن ثم الى صيدا وعين الحلوة فهذا يعني أن خيانة ارتكبت في حق شهداء الجيش اللبناني؟ قبل التحقيقات مع الأسير كانت هناك اعترافات خالد حبلص الذي أخبر من أوى الأسير وهو واحد منهم ولم تتحرك الأجهزة الأمنية والقضائية واليوم اعترافات الأسير جاءت لتكمل كل الصورة.
فماذا سيحصل ؟ هل ستباع الاعترافات في سوق البزارات السياسية وهل ستستخدم الملفات والاعترافات التي تطاول شخصيات معروفة للحصول على مكاسب مقابلة من أهل السياسة وبعض الأمن؟ ثمة أمر حصل منذ يومين حين اعترف الأسير في التحقيقات لدى الأمن العام أن محمد ش الذي يعمل كمدير مشتريات في فيلا بهية الحريري أواه بعد معركة عبرا وتواصل معه فكانت النتيجة أن استدعي محمد الذي قالت المعلومات المسربة انه أكد هذا الكلام وبعدها تم تركه من قبل القضاء المختص. وقيل أيضا ان التحقيق معه تم بعد اتفاق مع النائبة بهية الحريري بأن يحضر هو بنفسه وبسيارة تقله ويترك بعد انتهاء التحقيق. فاذا صحت هذه المعلومات ماذا علينا أن ننتظر على مستوى رغبات اللبنانيين وطموحهم بكشف من وقف وراء الأسير؟
فاذا كان مدير مشتريات (مع الاحترام الكامل لكل وظيفة وعمل) في فيلا نائب في البرلمان اللبناني قد طالته الحصانة فهل علينا أن ننتظر أكثر من ذلك كأن يتم مثلا توقيف سياسيين وشخصيات معروفة يعلم الجميع أنها متورطة؟
الرحمة دائما لشهداء الجيش اللبناني.