هل ستعوض الدولة على متضرري انفجار ستاركو أم العوض على الله وحده؟
ان لم تتعرض للاذى جسديا جراء التفجيرات المتنقلة في لبنان فانها حتما ستؤذيك ماديا ومعنويا، لان الدولة الغائبة عن السمع امنيا شبه موجودة اقتصاديا كي تعوض على المتضررين، وبالتالي مثلما يصح ان يقال للمتضررين “كتب الله لكم عمرا جديدا” يمكن ان يقال لهم ايضا “عوضكم على الله” وعلى الدولة اللبنانية السلام.
لا تحصى اضرار التفجيرات في لبنان لان الموت ليس ضررها الوحيد، وربما عند البعض يكون الموت اهون مما حل بهم لان “قطع الارزاق كقطع الاعناق” وخصوصا في لبنان، حيث همّ المسؤولين تقاذف التهم وافتعال الفتن وبث السموم في مجتمع مسموم. وهذا ما جرى بالامس عندما زار شبح التفجير بيروت مجددا واغتصب فرحة الاعياد، سرق ارواح بشر ودمر الحجر، وختم زيارته حاملا معه 7 شهداء واكثر من سبعين جريحا بالاضافة الى تضرر 6 مبان و14 محلا تجاريا و42 سيارة، دون ان ننسى اضراره البعيدة المدى على الحركة في بيروت خلال موسم الاعياد نظرا لوقوعه في منطقة سياحية بامتياز.
بعد هذا الانفجار وبعيدا عن كل ما هو متعلق بالسياسة والمواقف السياسية يجب النظر قليلا لناحية المتضررين مما حصل، سواء ممن تضرر ماديا او من الجرحى، لان بعضهم اباء وابناء ومسؤولين عن عائلاتهم، واصحاب المحال التجارية يعتاشون من محالهم ويعيلون عائلاتهم ايضا، وبالتالي من يعوض على هؤلاء، ومن يحمي عائلة سائق التاكسي الذي فقد سيارته مصدر رزقه، من العوز؟، وهل سيتم اعادة السيناريو نفسه الذي يحدث مع كل انفجار بأن يأتي التعويض متأخرا ان اتى، ام ان المحال التجارية التي تدمرت ستقفل ابوابها كما فعلت بعض اصحاب المحال في الاشرفية بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن؟.
سامر بيضون صاحب صيدلية في مبنى “ستاركو” تكسرت واجهتها بشكل كامل وتضررت فيها بعض الادوية، بدأ اعمال الترميم بعد الانفجار بساعات معدودة ليكون في عمله هذا الصباح، وهو حسب ما ابلغ “النشرة” رمم على حسابه الخاص، وأشار: “قالوا لنا احتفظوا بالفواتير كي تأتي الهيئة العليا للاغاثة وتأخذهم من اجل التعويض علينا ولكنني لا ادري ان كانوا سيعوضون، وما يهمني انا ان يعود عملي كما كان قبل الانفجار”. من جهتها اكدت صاحبة محل اللوحات والكتب القديمة في مبنى “ستاركو” بتول عبدو ان احدا لم يأت ليتفقد الاضرار او يسأل عن حال المحل. واضافت في حديث لـ”النشرة”:”ما عرفناه هو اننا سنصلح الاضرار على عاتقنا ونحتفظ بالفواتير من اجل تقديمها للهيئة العليا للاغاثة”، لافتة الى ان الاضرار في محلها تضمنت تدمير الواجهة بشكل كامل، تلف بعض اللوحات التي كانت معروضة وايضا بعض الكتب القديمة. واشارت عبدو الى ان ادارة “ستاركو” ابلغتنا بأن لا علاقة لها بما جرى وبان الامر هو من مسؤولية الدولة اللبنانية.
اما بالنسبة لشركة “الانشاء والتحسين العقاري” التي تدير مبنى “ستاركو” فأشارت على لسان مسؤول الصيانة فيها زهير ريشوني الى ان اعمال الترميم ستجري على نفقة كل مستأجر بانتظار قيام اجهزة الدولة بالتعويض على المتضررين. وقال في حديث لـ”النشرة”: “حسب ما ابلغنا فان فرق الكشف عن الاضرار ستأتي نهار الاثنين وتقوم بعملها على امل ان يعوضوا سريعا على من تضرر”، مؤكدا اخيرا ان شركات التأمين لا تغطي الاضرار الناتجة عن انفجارات.
عندما تتجول في منطقة الانفجار ومحيطها ستكتشف حجم الاذى الذي سببه التفجير الارهابي، فالمنطقة خالية وسكونها يسيطر عليها باحكام في فترة زمنية كان يفترض بها ان تضج بالحياة. وان الاضرار التي وقعت كبيرة جدا والتعويض على الجرحى واصحاب المحال التجارية يجب ان يكون على الاقل بحجم الضرر وبأسرع وقت ممكن، اما بالنسبة للشهداء فأيضا من واجب الدولة التعويض على ذويهم لانهم مجرد ابرياء لا ناقة لهم بالسياسة ولا جمل.
موقع النشرة الإخباري – محمد علوش