هل دخلت ’داعش’ في معركة ’التصفية الداخلية’ ؟
فقدت “الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش ” خلال الأيام الماضية عدداً من كوادرها وقياداتها في محافظة الرقة بسوريا. والغريب أن جميع هؤلاء القياديين سقطوا قتلى في ظروف غامضة خارج إطار العمليات العسكرية أو الاشتباكات المسلحة. وكان آخر قيادي في “داعش” يسقط قتيلاً هو جليبيب الجزائري الذي يعتبر بحسب مصادر محلية في الرقة المسؤول في “داعش” عن فرض ارتداء الحجاب ومراقبة الالتزام به. ولم تعرف ظروف وملابسات مقتل الجزائري، سوى أنه سقط قتيلاً أمام مبنى “المحكمة الشرعية” بعد إطلاق النار عليه من جهة مجهولة.
وكانت “داعش” قد نعت منذ أيام “أميره المالي العام” المدعو أبو بكر الحلبي، مشيرةً إلى أنه قتل على يد “النصيرية”، في إشارة إلى قوات الجيش السوري، من دون أن يوضح كيف تمكن الجيش من قتل الحلبي، إذ لا وجود لعناصر الجيش إلا داخل “الفرقة 17” وفي مطار الطبقة، كما أن منصب الحلبي كـ “أمير مالي عام” يفترض عدم مشاركته في الأعمال القتالية، خصوصاً في الرقة حيث يهيمن “داعش” من دون منافس.
وأثار هذا الأمر شكوك بعض الناشطين الذين أكدوا أن الحلبي قتل قنصاً من قبل جهة مجهولة، لكن “داعش” اتهمت الجيش السوري كيلا يثير مخاوف “أمرائه” من ظاهرة الاغتيالات الغامضة التي أوقعت عدداً من القياديين و”الأمراء” قتلى من دون أن يتمكن الجهاز الأمني للتنظيم من اكتشاف الفاعل أو ما يشير إلى هويته. وفي وقت سابق قتل بظروف مشابهة أبو بكر الفراتي وهو من القيادات العسكرية المهمة في “داعش”.
وإذا كانت حوادث القتل السابقة قد حصلت جميعها في مدينة الرقة، فقد شهدت مدينة الرستن في حمص حادثة مماثلة منذ حوالي أسبوعين، حيث سقط أبو القعقاع التونسي قتيلاً جراء إطلاق النار عليه. والتونسي، بحسب مصدر إعلامي محلي، كان يشغل منصب “أمير داعش” في الرستن.
وتثير عمليات القتل هذه الكثير من التساؤلات، فهل هي تصفية داخلية، أم أن “حرب الكواتم”، التي طالما هددت “داعش” خصومها بها، انقلبت عليه وبدأت بتصفية كبار قادته وفق أسلوب كتيبته “الخرساء” المختصة بتنفيذ عمليات الاغتيال بكواتم الصوت.