هل تضرب عاصفة جديدة لبنان في الأيام المقبلة؟
صحيفة الشرق الوسط من لندن:
في ظلّ تكرار العواصف الطقسية التي اجتاحت لبنان والتي وصلت إلى ثلاث في أقل من شهر واحد (زينة ويوهان وويندي)، كثرت التساؤلات بين اللبنانيين عن الأسباب الفجائية وعوامل الطبيعة التي أدت إلى هذا الوضع غير المعتاد. فإن آخر مرة يتذكّر فيها اللبنانيون أجواء طقس مشابهة حطّت في سمائهم، كانت في عام 2005 أي منذ نحو العشر سنوات. ورغم التكهنات والتبريرات المتعلّقة حول هذا الموضوع، فإن الردّ الرسمي من قبل مركز الرصد الجوي في مطار بيروت وبلسان مديره مارك وهيبي، يؤكّد أنه لا مجال للتبريرات أو التوقعات في هذا الشأن.وأشار موضحا: «قد يعتقد البعض أن أي منخفضات جوية تصيب أوروبا قد تصيبنا وهو أمر غير صحيح. فإن العواصف التي تنشأ في المناطق القطبية (القطب الشمالي) وتصل إلينا بعد عبورها فوق المتوسط تصل معتدلة نسبيا بسبب اختلاط الكتل الهوائية الباردة بالهواء المعتدل فتحط عندنا بصورة عادية». ويتابع: «أما في حال اتجهت نحونا من المناطق الشمالية (سيبيريا) أو بلدان شرق أوروبا (روسيا) فهي تتجه من مناطقها باردة باتجاهنا جنوبا دون أن تختلط بكتل هوائية معتدلة فتتسبب بالعواصف. فكلما كانت سريعة دون أن تبيت في منطقة دافئة تؤخرها في الوصول إلينا، فهي تتسبب بالعواصف التي نشهدها حاليا في لبنان». وعما إذا هناك من عواصف جديدة ستضرب لبنان أجاب: «ليس لأننا لا نملك الوسائل التقنية اللازمة، لا يمكننا أن نعرف الجواب على هذا السؤال، بل لأن أهم بلدان العالم كالولايات المتحدة الأميركية نفسها لا يستطيع اختصاصي الطقس فيها أن يمارسوا هذه التوقعات». وأضاف: «يمكن القول: إن علم الطقس ما زالت تشوبه أسرار كثيرة لم يمكن اكتشافها جميعها بعد، الأمر الذي يدفع بالعلماء إلى بذل جهود كبيرة في هذا المضمار».وعن إمكانية وصول عواصف جديدة إلى لبنان في الأيام المقبلة أجاب مارك وهيبة: «لا يمكننا أن نجزم أو نؤكّد وصول عواصف إضافية في الأيام القليلة المقبلة ولكن ما يمكنني قوله: إنه لطالما استمر موسم الشتاء في لبنان حتى أوائل شهر أبريل (نيسان)».وبالنسبة لأسماء العواصف المترقبة حسب قاموس مركز الرصد الجوي في مطار بيروت، فهي ستحمل اسم «فيكتور» المذكّر في حال وصلت بعد «ويندي» الأنثى، واسم «أورسولا» (الأنثوي أيضا) من بعده تماما، بحيث ستجري حسب العدّ العكسي للأحرف الأبجدية بالأجنبية كما سبق وأعلن عنه. وكان لبنان قد أطلق قاموسا خاصا بأسماء العواصف التي ستجتاحه ابتداء من عام 2015 استهلّها بـ«زينة».