هل تشهد #الولايات_المتحدة انقلاباً عسكرياً؟
مع اقتراب رجل الأعمال “دونالد ترامب” من البيت الأبيض بدأ الوسط الإعلامي والسياسي الأمريكي بالانتباه إلى أن ما ظنوه مزحة سمجة يتحول لحقيقة، بل وبات “الكابوس” قريباً من الوصول لأعلى هرم في السلطة الأمريكية، وظهر في الآونة الأخيرة طرح مفاجئ بدأ يتفاعل في الصحافة الأمريكية عن احتمالات وقوع انقلاب عسكري في واشنطن بحال وصول ترامب إلى البيت الأبيض!.
سأقتل عائلاتهم!
بسبب تصريحاته الشعبوية وحلوله للمشاكل التي تماشي المزاج العام نجح ترامب في كسب أصوات كافية لتؤمن له ترشيح الحزب الجمهوري، وبنفس الوقت طرحت سؤالاً مقلقاً: ماذا لو كان جاداً؟
فترامب سيطرد المهاجرين غير الشرعيين، وسيبني حائطاً ضخماً على حدود بلاده مع المكسيك.
أما المسلمون بشكل عام، والسوريون بشكل خاص، ستتم مراقبة الموجود منهم في أمريكا، ومنع اللاجئين السوريين من دخول أمريكا.
وسيقوم بقصف بلدات ومدن “الارهابيين” ، بحسب رؤيته، وسيقتل عائلاتهم وأقاربهم، أما تنظيم “الدولة” فترامب يقول أنه الوحيد الذي يعرف كيف يجب التعامل معه.
كل هذا عدا عن ازدرائه للقوميات والأعراق الأخرى، وموقفه العنصري من قضية الأمريكيين أصحاب الأصول الإفريقية، وصولاً إلى كلامه عن ضرورة الدفع للولايات المتحدة نظير قواعدها في بعض الدول وحمايتها لهم.
كل هذه التصريحات والمواقف التي لم يتراجع عنها حتى بعد انتخابه من قبل الجمهوريين ليكون مرشحهم أجبرت الجميع على إعادة النظر فالرجل يبدو مؤمناً بما يقول وجاداً في طرحه.
الخيار الصعب
ظهر الكثير من المقالات حول كارثية ترامب لكن الأميز ما ظهر مؤخراً في بعض الصحف الأمريكية من طرح لسؤال يبدو غريباً لكثيرين: هل سيقع انقلاب في أمريكا إن نجح ترامب بالانتخابات؟
في مقال بعنوان (إذا فاز ترامب فالانقلاب في أمريكا لم يعد مستحيلاً) بصحيفة “لوس أنجلوس” يقول ” جيمس كرشيك” بأن وصول ترامب للسلطة سيضع العسكريين الأمريكيين أمام خيار صعب بين واجبهم الذي أقسموا عليه بالدفاع عن الدستور والقانون وبين إطاعة رجل لا يحترم أي منهما.
يتابع كرشيك في مكان آخر بأن رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق “ميشيل هايدن” قال رداً على سؤال حول رد القوات الجوية الأمريكية اذا وجهت إليها تعليمات بقصف عائلات الـ”إرهابيين”، بأن الجيش الأمريكي لن يستجيب لمثل هذه الأوامر، حيث كان ترامب قال بأنه سيقصف عائلات الجماعات التي يصنفها بأنها “ارهابية”.
43% نعم للانقلاب
وكانت مؤسسة ” yougov” قامت باجراء استطلاع في أيلول 2015 حيث أيد ثلث الأمريكيين تقريباً (29%) استيلاء المؤسسة العسكرية على الحكومة الفيدرالية فيما ارتفعت النسبة إلى 43% بحال قيام الحكومة الفيدرالية بمخالفة الدستور والمثير في نتائج الاستطلاع أن نسبة تأييد استيلاء المؤسسة العسكرية على البيت الأبيض كانت أعلى في صفوف الجمهوريين الداعمين الرئيسيين لترامب!.
وتحت عنوان “نتائج مدهشة لمدى شعبية الانقلاب بالجيش الأمريكي” يقول الصحفي “جون جفر” في صحيفة “فورن بوليسي إن فوكس” هذا شيء مذهل “منذ متى أصبح الانقلاب العسكري خياراً في الولايات المتحدة الأمريكية؟” وفي استطلاع لموقع مختص بالجيش الأمريكي “ميلاتيري تايمز بول” أن نسبة تأييد ترامب بين العسكريين هي ضعفي نسبة تأييدهم لكلينتون.
لكن المفاجئ أن 61% منهم “مستاؤون” أو “مستاؤون جداً” من المرشح الجمهوري ترامب بما في ذلك 28% من الذين قالوا أنهم سيصوتون له! ويبدو واضحاً أن العسكريين الأمريكيين غير راضين عن فكرة أن امرأة ستصبح القائد العام للقوات المسلحة، لكنهم بنفس الوقت يخشون ترامب، ولا يبدون راضين عنه.
ويعود السؤال من جديد ليفرض نفسه في ظل هذه النتائج المتناقضة ماذا سيكون موقف الجيش اذاً حين يبدأ ترامب بخرق الدستور وإصدار الأوامر لهم؟.
جاد جداً
وكان الصحفي “شون كينغ” من صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” هو من افتتح هذه النقاشات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا بيوم واحد، إذ كتب في حسابه على تويتر “إذا فاز ترامب بالرئاسة فأنتم تخدعون أنفسكم إذا ظننتم أننا بعيدون عن حصول انقلاب ..وأنا جاد جداً”.