هل بدأت اتصالات سرية بين سوريا وقطر والى أين ستصل؟
أنطوان الحايك –
موقع النشرة الإخباري:
اما وقد انتهت الأزمة بين مكونات دول منظمة التعاون الخليجي إلى سحب كل من السعودية والامارات والبحرين سفرائهم من دولة قطر، فإنه بات من الممكن الكشف عن بعض الحقائق المتصلة بها.
وتعود المعلومات إلى أشهر مضت، أي بعيد زيارة السفير القطري الجديد في لبنان علي بن حمد البري لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في السادس عشر من كانون الأول الماضي، حيث انتهى اللقاء إلى توافق على استمرار التواصل بين الفريقين، سرعان ما ترجمه السفير القطري بارسال تقريراً واضحاً لخارجية بلاده يشرح فيه ايجابية الحزب تجاه أي خطوة مستقبلية، بيد أن دولة قطر تحركت بسرعة لعدم تفويت الفرصة فارسلت وفداً رفيعاً ضم خبراء بالعلاقات الدولية، فضلاً عن عدد من قادة جهاز المخابرات القطري المهتم بالتعاطي مع الأزمة السورية إلى بيروت، حيث مكث الوفد في أحد فنادق العاصمة المعروفة بحماية الأجهزة الأمنية المحلية، بيد أن الوفد بدأ سلسلة من الاجتماعات في مقر اقامته وخارجها شملت وفداً من السفارة الايرانية في بيروت، كما التقى كبار قادة “حزب الله”، مع ترجيح لقاء الوفد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، اضافة إلى عدد محدود للغاية من المرجعيات الرسمية.
واستمرت اقامة الوفد في بيروت، زهاء الأسبوع، انتهت إلى تمهيد الطريق أمام الخارجية القطرية للشروع باتصالات سرية مع ايران من جهة، ومع النظام السوري من جهة أخرى، انتهت بدورها إلى لقاءات جديدة بين مرجعيات رسمية ايرانية وأخرى سورية في بيروت، أسست إلى فتح قنوات الاتصال بين الدول الثلاث، لا سيما بعد التفاهم المبدئي بين ايران والغرب، بيد أن الاتصالات استمرت إلى أن شملت مسؤولين سوريين أيضاً.
ويبدو أن الأمور لم تلق الصدى الحسن لدى السعودية التي تعتبر صراعها مع ايران وسوريا استراتيجياً وحيوياً، خصوصاً بعد أن وصلتها معلومات مفصلة عن لقاءات بيروت ودور “حزب الله” في تقريب وجهات النظر بين الشقيقة الصغرى الخارجة من تحت العباءة السعودية، أي قطر من جهة وسوريا من جهة ثانية، أسست إلى مزيد من العلاقات وربما نزع اسم قطر عن اللائحة السوداء السورية، وذلك في موازاة معلومات نقلها زوار العاصمة الايرانية للسعودية مفادها أن الادارة في طهران عازمة على فتح معركة سياسية مع المملكة عبر توتير جبهات اليمن وتحريك الأوضاع في البحرين وتحويل الصراع بين الدولتين إلى حرب باردة مفتوحة على الاحتمالات كافة، لا سيما أن الدول المنضوية في منظومة دول الممانعة أبدت استعدادها لدعم ايران في معركتها طالما أن الرياض متورطة إلى ما فوق اذنيها بالأزمة السورية، وما القرار الملكي بمعاقبة السعوديين المشاركين في الحرب السورية سوى دليلاً قاطعاً على هذا التورط المباشر.
وفي هذا السياق، لم تنف مصادر واسعة الاطلاع، على اتصال شبه يومي مع الادارة السورية، أن تكون العلاقات بين قطر وسوريا قد تحسنت بشكل كبير وأن تكون الاتصالات الدبلوماسية بدأت تثمر مواقفاً جديدة تمثلت بتحييد كل من الدولتين الأخرى عن مواقفها ووقف الحملات المتبادلة بينهما، بل على العكس توقعت المصادر عينها أن تشهد الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة المزيد من المفاجأت على صعيد العلاقات بين الخصمين السابقين.