هل الهواء الطلق صحي بالفعل؟
“الخروج إلى الهواء الطلق”، دائماً ما يوصى بهذا للكبار والصغار، ويعتبر هذا الأمر مفيداً للصحة. فالهواء النقي يساعد على الحماية من كثير من الأمراض ومن بينها السرطان. فهل هذا حقيقي أم أنها مجرد خرافة؟
يتم تعريف الهواء النقي بكونه الهواء البارد، غير الملوث وهذا الهواء بالطبع ليس موجوداً في كل مكان. وفي الصين مثلاً، هواء بعض المدن ملوث لدرجة تجعلهم يعرضون أكياس مليئة بـ”الهواء النقي”، بحيث يمكن للناس استنشاق بعض هذا الهواء. في الغرف، يفقد الهواء الأوكسجين بسرعة، فالإنسان يتنفس بشكل ضحل وسطحي أثناء الجلوس، وتكون العواقب هي التعب وفقدان القدرة على التركيز.
بينما تدفعنا الحركة في الهواء الطلق لأخذ أنفاس أعمق، وبالتالي نستطيع الحصول على المزيد من الأوكسجين، ونفخ الهواء المستخدم خارج الرئتين، وتصبح النتيجة مزيد من الطاقة وحالة مزاجية أفضل. وينطبق هذا الأمر أيضاً في الطقس الممطر، وبالتالي فمن يشعر بالتعب وعدم القدرة على التركيز عليه الخروج إلى الهواء الطلق، ومن الأفضل أن يتجه إلى مساحة خضراء.
ولتجربة الفرق بين الخروج في أماكن خضراء والخروج في وسط المدينة، أرسل أطباء كوريون 43 امرأة مسنة للسير لمدة ساعة في الغابات، و19 أخرى للمشي في وسط المدينة. وأظهرت التحاليل قبل وبعد السير أن ضغط الدم لدى المجموعة الأولى قد انخفض بشكل ملحوظ كما تحسنت مرونة الشرايين، بينما لم يظهر فرق لدى المجموعة الثانية.
كذلك أظهرت دراسة يابانية أن المشي في الغابات يساعد في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتقلل من هورمونات التوتر، بالإضافة إلى ذلك أثبتت مدرسة نيبون الطبية في طوكيو في اليابان أن المشي في الغابات يحفز الخلايا القاتلة للسرطان.
ونقل موقع دير شبيغل الألماني، دراسات عن المشي في الغابات تفيد بأنها أكثر من مجرد وسيلة للاسترخاء، حيث يذكر يواخيم لاتش من معهد دراسات الدورة الدموية والطب الرياضي أن السير في الغابات قد يكون أفضل من رياضة العدو ويساعد على حرق الدهون بشكل أكبر، قائلاً: “عند السير يقوم المرء بضعف عدد الخطوات التي يقوم بها لدى ممارسة العدو، كما أن المرء قد يفقد ربما أكثر في الخطوة الواحدة عندما يجري لكنه عادة يسير لمدة أطول وبالتالي تكون النتيجة أفضل”. لذلك ينصح الأطباء بالخروج للهواء الطلق، لكن في المناطق الخضراء والغابات، وللسير ولو لمدة قصيرة يوميا.