هل الحوار المسيحي- المسيحي يُنجب وحده رئيساً للجمهورية؟
وكالة أنباء آسيا:
في موازاة إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري انه قد يُحول الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية إلى جلسة حوار في مجلس النواب، وعلى وقع الاختلاف في المقاربات السياسية مع حليفه، لجأ التيار الوطني الحرّ إلى بكركي.
زيارتان منفصلتان في التوقيت متصلتان في الهدف، واحدة للرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون، وأخرى لرئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي.
ملفات عدة بحثت في اللقاءين مع الراعي، أهمها كيفية مقاربة التيار لمسألة جلسات حكومة تصريف الأعمال ورفض تسلّمها لصلاحيات رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى البحث في الاستحقاق الرئاسي، وفي أن يكون هناك موقف مسيحي واضح حيال هذا الاستحقاق، ولو اقتضى ذلك الدعوة إلى حوار مسيحي- مسيحي بناء على فكرة باسيل، التي اقترحها على البطريرك.
في غضون ذلك، اشارت معلومات صحفيه الى ان زيارة عون إلى بكركي، حُضّر لها باتّصال بين الجانبين يوم كان البطريرك في الأردن، وعبّر عون له يومها عن رفضه تجاوز موقع رئاسة الجمهوريّة، وقال “بشوفك لمّا ترجع”.
“ما جرى في الموضوع الحكومي ومسألة المراسيم ضربٌ للكيان وللجمهورية وليس فقط لرئاسة الجمهورية”، بحسب ما قال باسيل من بكركي، مضيفاً “أنه صدر أكثر من عشرة مراسيم أدعو اللبنانيين إلى الإطلاع عليها، وكيف من خلالها يتم ضرب رئاسة الجمهورية. وأتمنى أن ينظروا إلى آلية توقيعها، لأن هذه الطريقة تضرب صيغة التشارك”.
وحول الاستحقاق الرئاسي قال باسيل: “كنا ننتظر عودة البطريرك للقائه وذلك لمقاربة استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، فهو موقع وطني ولكنه أيضاً موقع له رمزيته، ونحن ندعو إلى الحوار للتفاهم على إسم شخصية أو مجموعة من الأسماء لخوض الانتخابات من خلالها”، مشيراً إلى أنه كتيار “منفتح على التحاور والتشاور بغض النظر عن مواقف القوى الأخرى التي لا تبدو منفتحة”.
واضاف: “استكملت مع البطريرك الراعي ما كنا بدأناه في موضوع الرئاسة، للوصول إلى شخصية تحظى بتأييد الثلثين. وهذا الموقع له رمزيته وعلينا مسؤولية بالانفتاح على الجميع”. واردف قائلاً: “تابعنا النقاش حول القيام بجهد ما للخروج من الوضع الراهن. ونحن منفتحون، أمّا إذا كان غيرنا ليسوا منفتحين فلا يمكننا إرغامهم. وسنظلّ نسعى في الداخل والخارج لإيجاد حل. ولن نقول أكثر من ذلك اليوم”.
وعمّا إذا كان قد انتهى الخلاف بين التيار والحزب عند حدود البيانات، قال باسيل: “الموضوع عندهم، هم من يقرر مصير العلاقة، وأنا رجل مُسالم”.
وعن اذا ما كان يطرح لقاء مسيحياً برعاية بكركي، وإذا كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يقبل بحضور اللقاء، قال باسيل: “جعجع رافض لكلّ شيء. لا بدّو يجي على بكركي ولا بدّو يعمل حوار”.
اما عن امكانية ترشيح أحد من التيار لرئاسة الجمهورية فقال باسيل: “هيدا حكي للتسلاية”.
وعن المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري فقال باسيل:” كل شي بوقته”.
من جهته، قال الراعي في دردشة مع الصحافيين:” ان جلسة مجلس الوزراء ما كان يجب ان تعقد خصوصاً في ظل غياب اطراف عديدة عنها، ولطالما كنا من دعاة الحوار ولا حلّ إلا بالحوار بين الأطراف، فإما بحوار ثنائي بيني وبين كل طرف، وإما بحوار جامع ولكن تتخلله صعوبات.
وسريعاً رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على كلام باسيل من دون أن يسميه بالقول في تغريدة عبر تويتر:” الحوار بدو أهل للحوار.”
وهنا تساءلت مصادر نيابية ان كان الحوار المسيحي- المسيحي، وحده الذي يُنجب رئيسا للجمهورية من رحم الإجماع الذي قد يتولد من هذا الحوار، مشيرة الى ان الحوار يجب ان يكون داخل المجلس النيابي”، قائلة:”هناك يجب ان نتواصل مع بعضنا البعض”، لافتة الى انه من الواضح ان هناك من يريد تحويل اتجاه المعركة السياسية من انتخاب رئيس للجمهورية إلى استعادة حقوق المسيحيين، والحجة جاهزة انعقاد جلسة حكومية في ظل فراغ رئاسي وغياب وزراء تكتل لبنان القوي.