هل الجبهة الداخلية الاسرائيلية جاهزة لحرب مع #حزب_الله؟
علي شهاب – لبنان 24
“من يعتقد أنه لا يجب أن ينشغل بمسألة الجهوزية لحالة الطوارئ وانتظار دولة اسرائيل لتهتم بشؤونه فهو يرتكب خطأً كبيرًا”.
هذا هو تقويم قائد لواء الشمال المنهية ولايته في الجبهة الداحلية العقيد عيران مكوف، في مقابلة مع صحيفة “معاريف” حول استعدادات الجبهة الداخلية لأي حرب مقبلة مع “حزب الله”.
كلام العقيد الاسرائيلي يعيد فتح النقاش حول مدى تأثير جاهزية الجبهة الداخلية على نتيجة أي حرب مفترضة ويستدعي تحديد العناصر التي تشكل وعي الجمهور الاسرائيلي في هكذا محطات.
مع الإعلان عن اقامة “دولة اسرائيل”، وضع بن غوريون مبدأ “كل الشعب جيش، كل البلاد جبهة”؛ غير أن الاهتمام بالجبهة الداخلية لم يلق صدًى حتى العام 1967، حين قُصفت مدن اسرائيلية لعدة ساعات؛ ما ادى الى تغيير في مفهوم حماية الجبهة الداخلية بعد الحرب. وقد تطور هذا الادراك بعد حرب العام 1973، حين وجدت القيادة الاسرائيلية أنه على كل فرد ان يكون مستعدا لحماية نفسه بغض النظرعن جهوزية اجهزة الانقاذ والاغاثة.
رسمياً، تم تأسيس قيادة موحدة للجبهة الداخلية بعيد حرب الخليج العام 1991.
وقد تم تعريفها على أنها المنظومة التي تستند إلى القدرة المدنية وتستمد منها كل ما تحتاجه لتنفيذ عمليات الإنقاذ في حالات الطوارئ.
جرت العادة بأن يتخذ الجيش الإسرائيلي عدداً من الخطوات المتعلقة بالجبهة الداخلية، في سياق التدريبات القائمة منذ انشاء هذه القيادة:
-توزيع المعدات الواقية الشخصية لكل سكان إسرائيل، بهدف الاحتماء من الأسلحة غير التقليدية.
-استخدام وسائل الإعلام بهدف التوضيح والإرشاد حول كيفية التصرف عند حالات الطوارئ.
– اعطاء التعليمات حول سبل التصرف في الاماكن العامة والملاجئ.
-التعاون بين الهيئات الطبية وهيئات الإنقاذ في الجبهة الداخلية.
وتقسم قيادات الجبهة الداخلية إلى خمسة ألوية تتمتع بسلطات كاملة في المناطق التابعة لها:
لواء الشمال.
لواء دان.
لواء القدس.
لواء المركز.
لواء الجنوب.
منذ نهاية حرب تموز 2006، تتدرب الجبهة الداخلية، على تهديدات مختلفة وفق سيناريوهات عدة.
وعلى رغم عمليات التطوير المستمرة للمنظومات المضادة للصواريخ، غير أن أحدا من القيادة العسكرية لم يتجرأ على التصريح بأن هذه المنظومات قادرة على التعامل مع التهديدات الصاروخية بشكل فعال وحاسم.
“لواء الشمال” على سبيل المثال، شهد ترميم 187 ملجأ في المستوطنات التابعة له منذ العام 2006، إلا أن الإقامة لوقت طويل فيها أمر لا يزال متعثرا في الواقع نظرا إلى افتقاد نصف هذه الملاجئ للتكييف.
على الجبهة الجنوبية، وعلى رغم وجود ملاجئ عامة، غير ان المشكلة الرئيسية تكمن في كون هذه الجبهة لم تختبر فعلا تهديداً صاروخيا حقيقيا، بل ان معظم الإصابات التي وقعت في السنوات الماضية نتيجة اطلاق الصواريخ القصيرة المدى ظلت في اطار الهلع والخوف، في مشهد لا يعكس الجهوزية الحقيقية للتعامل مع صواريخ نوعية.
في ضوء التدريبات والتمرينات المستمرة، توصل الخبراء الاسرائيليون الى أن انغماس الجيش في أي حرب مقبلة سيضع السلطات المحلية امام تحدي اتخاذ قرارات ميدانية قد لا تتوافق مع التوصيات العسكرية المحتملة.
هذه الإشكالية تطرح المزيد من الأسئلة حول قدرة السلطات المحلية على التعامل مع التهديدات في ظل انشغال الجيش بالحرب على عدة جبهات، وقدرة هذه السلطات على استيعاب العامل النفسي أولا وأخيرا لدى جمهور يرى جميع مدنه ومستوطناته تحت القصف.