هكذا يواجه حزب الله السيارات المفخخة
موقع النشرة الإخباري ـ
مارون ناصيف:
حتى بعد تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة بمنطقة الضاحية الجنوبية والتي جاءت نتيجة طبيعية لتفجيري بئر العبد والرويس، يبدو جهاز الأمن التابع لـ”حزب الله” حاضراً في أي لحظة تكون فيها هذه المنطقة بخطر لمساندة القوى الأمنية المنتشرة على الأرض، وتزويدها بما لديه من معلومات، وآخرها تلك التي أفادت عن تحضير ثلاث سيارات مفخخة لاستهداف الضاحية في عطلة عيد الأضحى المبارك.
منذ تلك اللحظة أعلن الإستنفار داخل شارع الحزب وانطلقت التحريات المنسقة مع القوى الأمنية التي وضعت بكل التفاصيل. على الفور عممت مواصفات السيارات على الحواجز الأمنية المنتشرة من البقاع الى ضاحية بيروت الجنوبية، وكلها رباعية الدفع. السيارة الأولى إنطلقت من منطقة عرسال، لكنها وقعت بسرعة في شباك القوى الأمنية إذ تم إيقافها في منطقة “نيحا” البقاعية، وضبط في داخلها 200 كلغ من المواد المتفجرة، فيما لم يكتشف مصير سائقها أبداً. وترجح المعلومات أن السائق بمجرد أن شعر بالمراقبة الأمنية له، ركنها في نيحا وفرّ الى جهة مجهولة. أما السيارة الثانية، فهي تلك التي ضبطت في منطقة المعمورة، وهي من نوع “غراند شيروكي” كحلية اللون، عُلم من قبل الأجهزة الأمنية انّ مالكها هو من منطقة شوفية وقد باعها منذ نحو عام. شوهدت هذه السيارة في البداية في منطقة حي السلم وبعد ذلك في منطقة المعمورة في المريجة ليتم ضبطها في شارع “ادمون نعيم” بعد ما كانت مركونة بجانب محل لبيع وتصليح الدواليب المستعملة، وقد انطلقت من مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في البقاع.
الخطر هو في السيارة الثالثة التي لم تكتشف بعد، وتتضارب المعلومات حول نوعها، منها ما يفيد بأنها من نوع “جيب – لاريدو” ومنها ما يرجح أنها BMW X5، غير أن الأكيد أنها إنطلقت ايضاً من مخيم الجليل في البقاع، والبحث جارٍ عنها، لا سيما في الضاحية الجنوبية. التقارير الأمنية ترجح أن يكون سائق هذه االسيارة أخفاها بعدما اكتشفت السيارة الأولى في نيحا والثانية في المعمورة. ولأن ما من معلومات متوافرة عن مكان تواجدها، كثف “حزب الله” من انتشار جهازه الأمني خلال الساعات القليلة الماضية لا سيما خلال عطلة العيد، وشددت القوى الأمنية المنتشرة على مداخل الضاحية من عمليات التفتيش للسيارات.
إذاً عندما يشعر الحزب أن شارعه بخطر، يتخطى كل الحملات السياسية التي تشن على سلاحه وجهازه الأمني وسرايا المقاومة وينتشر الى جانب القوى الأمنية التي يبدو أنها متفهمة لهذا الواقع ومتعاونة مع الجهاز المذكور بهدف منع وقوع أي عمل تخريبي ارهابي.